في ذكرى يوم الأرض، قائمة أسماء الشهداء والشهيدات تطول

اليوم السادس والسبعون بعد المائة لحرب الإبادة على غزة، 30 مارس 2024

دفاعًا عن حق شعبنا الفلسطيني في أرضه، سقط قبل ثمانية وأربعين عامًا عددٌ من الشهداء على أرض فلسطين التاريخية، وخلّدناهم بيوم الأرض الذي نحتفي به سنويًا لنؤكّد هذا الحق كي لا ننسى. وحتى يومنا هذا وأرض فلسطين تحتضن في باطنها مئات الآلاف من الشهداء والشهيدات الذين ناضلوا وناضلن ليؤكدوا حقهم وحقّهن التاريخي في البقاء فيها سواء أحياء كانوا أو حتى أمواتًا.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023 فقط، ونتيجةً للعدوان الصهيوني الفاشي، احتضنت الأرض ما لا يقلّ عن خمسمائة شهيدٍ في الضفة الغربية، أمّا في قطاع غزة فقد سقط نحو أربعين ألفًا من الشهيدات والشهداء ومجهولي الأسماء والهويّة، أصرّوا على البقاء الأبدي في أرضهم ولم يقبلوا الخروج منها ولن يقبلوا بالطبع، فقد تخضّبت الأرض بدمائهم وجُبلوا فيها فرادى وجماعات.

هذه هي غزّة، شهيدٌ يودّع شهيدًا، وشهيدٌ يدفن شهيدًا، ونحن على عتبة انتهاء الشهر السادس لهذا العدوان الفاشي على قطاع غزة بينما مازالت القائمة يوميًا تطول وتطول، ويبدو أنّه سيستمر تسجيل المزيد من الأسماء فيها طالما يصرّ هذا العدو الوحشي على المُضيّ قُدمًا في خططه المدمّرة، مستهدفًا المزيد من النساء والأطفال والرجال وارتكاب المجازر الجماعية ضدهم.

ولأول مرة في غزة، لا نتمكّن من رؤية أزهار الحنّون تفرش الأرض كالعادة في الربيع، فلربما هي خجلةٌ من الظهور كي لا نرى قتامة لون الدم الأحمر الذي رواها، وأيضًا لأنّ دبابات وجرافات الصهاينة داستها لإخفاء جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبوها.

اليوم، نحن الصامدات والصامدين على أرضنا في قطاع غزة، أحياءً كنّا أم أمواتًا أم من أُجبروا على النزوح المؤقت، نحتفي معًا بيوم تشبّثنا بالأرض ورفضنا هجرها والنزوح عنها، دون مظاهر احتفالية ولكن في كل دقيقةٍ نعيشها ضمن واقعنا هذا، ونصرُّ على قطع الطريق على حكومة الحرب الصهيونية الهادفة إلى إخلاء غزة من سكّانها في عملية تهجير قسريٍّ هي من الأبشع والأكثر همجية ووحشية في التاريخ المعاصر. كذلك نُسجّل اليوم الخزي والعار الذي سيلحق بأنظمة الدول العربية من مشرقها إلى مغربها، هذه الأنظمة التي تقف متفرّجةً على ما يلحق بشعبنا من مآسٍ، ونقول لهم: فلتسقط أنظمة التطبيع المخزي الداعمين للكيان الصهيوني المغتصب للأرض الفلسطينية، وإن شعبنا واثقٌ بأنه سينتصر لحقّه في العيش بكرامة على أرضه الأبيّة.

زينب الغنيمي، من مدينة غزة تحت القصف والحصار