تحقيق استقصائي: "عش الدبابير"

بالعربي: تحت أربع محافظات فلسطينية، لغز تكنولوجي حير الكثير من المهتمين بعالم الاتصالات والإنترنت في فلسطين، وحدة الصحافة الاستقصائية في وطن نبشت هذه المرة في أعماق الأرض .. على عمق ثمانين سنتيمتراً توجد شبكة ألياف ضوئية مطمورة.

الألياف الضوئية “fiber optic ”: ألياف شفافة مرنة مصنوعة من الزجاج النقي .. بقطر أثخن قليلا من شعرة الإنسان، وتستخدم في الاتصالات الحديثة، لما تتميز به من قدرة على البث لمسافات أبعد وبأمواج طولية أعلى من "كابلات" الأسلاك التقليدية.

بحثنا عن مالك شبكة الألياف الضوئية أو شبكة الفايبر "اوبتك" كما تسمى عالمياً، فقادنا ذلك إلى شركة كهرباء محافظة القدس .. حاولنا التنسيق لمقابلة صحفية مع مدير عام ورئيس مجلس إدارة شركة الكهرباء، هشام العمري، لكنه رفض الجلوس معنا والحديث في موضوع شبكة الفايبر، فأثار رفضه تساؤلات كثيرة لدينا، أولها لماذا هذا التكتم ولمصلحة من ؟؟

رفض شركة الكهرباء الحديث عن شبكتها، دفعنا للتوجه نحو شركة جدكو لتكنولوجيا الالياف الضوئية، وهي إحدى الشركات التابعة لشركة كهرباء محافظة القدس، والتي تأسست عام 2011 للإشراف على شبكة الفايبر، وذلك كي نحصل على معلومات حول الشبكة.

شبكة شبه ميتة !!

المدير التنفيذي لجدكو، م. صبحي الحلاق، كشف لنا أن الشبكة تمتد تحت الأرض على جميع مناطق امتياز شركة كهرباء محافظة القدس، و على مساحة 450 كيلومترا وتشمل محافظات القدس وبيت لحم ورام الله وأريحا والأغوار بتكلفة وصلت إلى قرابة العشرين مليون دولار وفقاً لتأكيدات شركة "جدكو". مضيفاً أن شركة الكهرباء بدأت بحفر وتمديد الشبكة عام 2010 وما زال العمل مستمراً على مد الكوابل لغاية اللحظة.

ما أثار استغراب وحدة الصحافة الاستقصائية في وطن أن الشبكة المتطورة شبه ميته، إذ إنها لا تستخدم لأغراض الانترنت للمواطنين والمؤسسات رغم مقدرتها الرئيسية على ذلك، بل يقتصر عملها فقط على حاجات شركة الكهرباء لقراءة العدادات الإلكترونية.

وحول هذه الجزئية قال الحلاق: "خسارة وحرام وجود شبكة بهذا الحجم والقدرة وأن لا يتم الاستفادة منها خصوصاً بعد ملايين الدولارات التي صرفت عليها"، مردفا بقوله: "عمر الشبكة  يزيد عن 8 سنوات ونحن نقوم بعمل صيانة لها دون الاستفادة الحقيقية منها".

سرعات مضاعفة ..

ووفقا للخبراء في مجال الألياف الضوئية، تمتلك الشبكة قدرات فائقة، إذ تستطيع تزويد المنازل والمؤسسات في فلسطين بسرعة إنترنت تصل إلى قرابة المئة ميجا.

وحول قضية السرعات، قال الخبير في مجال الألياف الضوئية في شركة جدكو لتكنولوجيا الألياف الضوئية، يوسف مصيص: "إن العالم يتجه الآن نحو ما يعرف بالبيت الذكي، ونحن ما زلنا على خطوط الاتصالات الثابتة وخطوط الهاتف الأرضي لتلقي خدمة الإنترنت، وهذا يتلاشى في العالم". مردفا: "تزود المنازل عالميا على الأقل ب 100 ميجا لسرعة الإنترنت وهذا ما تستطيع توفيره شبكة الألياف الضوئية التابعة لشركة الكهرباء في حال تم استغلالها بالشكل الصحيح".

من جهته، قال مسؤول العمليات في شركة مدى المزودة لخدمات الإنترنت، أمجد غوشة : إن القضية غير مربوطة بالاستخدام المنزلي فقط، وإنما نسعى لسرعات تحميل ورفع فائقة وهي التي توفرها شبكة الألياف الضوئية، خصوصا للشركات الفلسطينية، حتى يتسنى لها إنتاج تطبيقات وبرامج، تمكن فلسطين من أخذ موقعها العالمي في مجال التكنولوجيا، لكن في وضع الانترنت الحالي في فلسطين لا يمكن الوصول الى ذلك.

انخفاض في الأسعار بشكل ملحوظ ..

والى جانب مضاعفة السرعات، هناك الكثير من الفوائد الأخرى للشبكة من بينها تخفيض أسعار الإنترنت في فلسطين بشكل ملحوظ وفقا للخبراء.

وفي هذا الصدد، قال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات السابق، د. مشهور أبو دقة، إن 80% من تكلفة الاتصالات تتمثل في البنية التحتية وخصوصا في مد الأسلاك ونصب أعمدة الكهرباء والاتصالات، لذلك عند إزالة هذه التكاليف في ظل وجود شبكة جاهزة لشركة الكهرباء نتوقع أن يؤدي ذلك الى انخفاض هائل لأسعار الانترنت في فلسطين.

واتفق مدير العمليات في شركة مدى، أمجد غوشة، مع الطرح السابق حيث قال : "إن التكلفة ستكون منخفضة جدا، ناهيك عن سرعة التطبيق، لأن أي بناء بنية تحتية يحتاج الى سنوات من العمل، بينما شبكة شركة الكهرباء جاهزة ما سيساهم في سرعة التنفيذ".

استغناء عن خط الهاتف الأرضي !!

وبالتزامن مع توفير شبكة الألياف الضوئية سرعات فائقة وأسعار منافسة، فإن استخدامها سيؤدي إلى استغناء الكثير من المواطنين وبشكل كامل عن خط الهاتف الأرضي وفقا لبعض الخبراء، لأن الانترنت حالياً مشبوك عبر خط الهاتف الثابت المعروف بـ ( adsl).

وحول هذه القضية قال مدير شركة "كوول نت" المزودة لخدمات الانترنت، هاني العلمي، إنه لا يوجد داع اليوم أن يتوفر لدى المواطن خط هاتف أرضي كي يحصل على انترنت كما اعتدنا في فلسطين، مردفا بقوله: "لا يوجد أي صلة عالميا ما بين الهاتف الأرضي والانترنت، خصوصا وأن كلا منهما على شبكتين منفصلتين".

وأضاف :"اليوم يوجد تقنيات كثيرة ومتطورة في العالم والتي تمكن من شبك المنازل والمؤسسات بالإنترنت ومن ضمنها شبكات الفايبر، وهذا ما يمكن تطبيقه في فلسطين".

وأمام كل الامتيازات سابقة الذكر، تساءلت وحدة الصحافة الاستقصائية في وطن، لماذا تبقى شبكة الألياف الضوئية مطمورة دون فائدة حقيقية للمواطن في مجال الإنترنت، ولمصلحة من ترفض شركة الكهرباء الافصاح عما يدور خلف كواليس شبكة الفايبر ؟؟ ومن هي الجهات المستفيدة ؟

اتهامات بالفساد تزامنت مع بناء شبكة الفايبر ...

لمحاولة الإجابة على كل الأسئلة السابقة .. لابد من سرد بعض جوانب القضية أولا حسب التسلسل الزمني:

- تملك مجموعة الاتصالات الفلسطينية شبكة فايبر، وبدأت العمل على تأهيلها منذ عام ألف وتسعمائة وسبعة وتسعين بتكلفة مئات ملايين الدولارات وفقا لمجموعة الاتصالات، وتمتد على مساحة الضفة الغربية وقطاع غزة .. منذ عام ألفين واثني عشر بدأت المجموعة بربط المدن والأحياء السكنية الحديثة مثل روابي وضاحية الريحان، إضافة للمؤسسات والبنوك مباشرة بشبكة الفايبر الخاصة بها.

- شركة كهرباء محافظة القدس عام ألفين وعشرة أخذت قرارا بمد شبكة فايبر خاصة بها، وأخذت موافقة رسمية من قبل وزير الاتصالات السابق مشهور أبو دقة.

- الوزير السابق أُتهم بالفساد من جهات عدة، بعد إعطائه الموافقة لشركة الكهرباء. وعند سؤالنا عن أسباب اتهامه بالفساد، وهل يتعلق ذلك بسبب خلل في اجراءات الحوكمة في اعطاء الموافقة لشركة الكهرباء، ومن هي الجهات التي تقف وراء الاتهامات.. رفض أبو دقة الكشف عنها.

وقال : "حاولت أن أكسر احتكارا وراءه أموال هائلة .. الجهات التي اتهمتني بالفساد ليس لها مصلحة بتحرير سوق الاتصالات". رافضا الحديث عن أسماء.

وزير الاتصالات السابق يتهرب ..

- في السادس عشر من شهر كانون الثاني عام ألفين وسبعة عشر، نشرت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الفلسطينية إعلانا للشركات والمؤسسات الراغبة في الاستثمار في مجال البنية التحتية للاتصالات وتحديدا في مد خطوط الفايبر بغية تقديم التراخيص اللازمة كما أبلغتنا الوزارة، بدورنا بحثنا خلال إعداد هذا التحقيق عن الإعلان على موقع وزارة الاتصالات فلم نجد له أي أثر مما آثار استغرابنا... مصدر رفض الكشف عن نفسه سرب لنا نسخة ورقية عن الاعلان المفترض أن يكون على موقع الوزارة، وهنا نتساءل لماذا حُجب الإعلان الذي من المفترض أن يبقى منشورا أمام أي باحث أو صحفي أو مستثمر ؟؟

(نسخة عن الاعلان)

- حاولنا التنسيق لمقابلة صحفية مع وزير الاتصالات السابق، علام موسى، عدة مرات حول هذه القضية، لكنه تهرب من المقابلة !!.

- بعد صدور إعلان وزارة الاتصالات، عقد صندوق الاستثمار شراكة مع شركة كهرباء محافظة القدس حيث أسست شركة ومضة باستثمار يبلغ سبعة وعشرين مليون دولار وهو الاسم التجاري لشركة القدس للألياف الضوئية وفقا لصندوق الاستثمار، وقدم طلب رسمي لوزارة الاتصالات من أجل ترخيص ومضة كشركة منافسة مسؤولة عن توزيع خدمات الانترنت عبر خطوط شركة الفايبر التابعة لشركة الكهرباء، علما أن وزارة الاتصالات أكدت لوطن أن القانون لا يسمح لشركة الكهرباء بتوزيع الانترنت بشكل مباشر، وإنما عبر شركة وسيطة مرخصة.

رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمار، محمد مصطفى، قال : الصندوق قدم الطلب بعد صدور إعلان الوزارة، والصندوق في انتظار الحصول على الرخصة اللازمة، ونتأمل أن يتم هذا الموضوع بشكل سريع.

وأضاف: "من المهم جدا ًأن نكمل بعضنا بعضا، وطنيا واستراتيجيا وأمنيا يجب أن يتوفر لدينا على الأقل شبكتا فايبر".

-في شهر آب من العام ألفين وثمانية عشر، قدم رئيس مجلس إدارة شركة الكهرباء، يوسف الدجاني، استقالته من الشركة ... مصادر متناقضة رفضت الكشف عن نفسها زودت وطن بمعلومات مختلفة، منهم من أكد لوطن أن الاستقالة جاءت بعد اتهام الشركة بقضايا فساد، ومنهم من قال إن الدجاني أجبر على الاستقالة لاجهاض مشروع الفايبر الذي كان يديره مع صندوق الاستثمار، بينما أشار مصدر آخر أن الاستقالة جاءت نتيجة تراكم ديون الشركة لصالح السلطة.

- الدجاني رفض تزويد وطن بأي معلومة حول هذه القضية وفضل الصمت، لكن آخرون تحدثوا في القضية بحذر شديد ....

وقال المدير التنفيذي لشركة جدكو م. صبحي الحلاق، إنه وفي الفترة التي تقدمت بها شركة ومضة للحصول على التراخيص بالشراكة مع صندوق الاستثمار، وجهت تهم فساد لادارة شركة الكهرباء، والدجاني أخذ قرار على عاتقه أن يستقيل تفاديا لتفكك الشركة.

وردا على سؤال، هل استقالته جاءت بناء على موضوع الفايبر، قال الحلاق: على ما أعتقد نعم.

- في عام ألفين وتسعة عشر أي بعد مرور أكثر من عامين على تقديم صندوق الاستثمار طلبا رسميا لترخيص ومضة، تعاقبت حكومتان، ولا تزال القضية تراوح مكانها، وبالتالي نتساءل هل هناك أياد خفية تعمل على إفشال المشروع ؟؟

صندوق الاستثمار : نريد الرخصة في أسرع وقت ممكن ..

وحول هذا الأمر قال رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمار، د. محمد مصطفى، "إن الحكومة تقول لنا بأنها تقوم بدراسة الموضوع والتأكد من عدد المتقدمين ومدى تأثيره على الاقتصاد"، مردفا بقوله : مرة بقولوا موضوع غزة والتنسيق معها ومرة بقولوا أسباب أخرى.

وردا على سؤال مفاده  هل أنتم مقتنعون بهذه الأسبابن قال مصطفى : لا نريد أن نعلق الآن .. نحن نريد عنبا، حيث أننا نريد الرخصة وبأسرع وقت ممكن.

وفي هذا الاطار قال وزير الاتصالات السابق، مشهور أبو دقة، إنه من المفهوم وغير المفاجىء أن تقوم جهات بالحفاظ على احتكارها لقطاع الاتصالات، ولكن من غير المفهوم أن لا تقوم المؤسسة الرسمية ولغاية يومنا هذا بتحرير سوق الاتصالات من الاحتكار.

وزارة الاتصالات ترفض اطلاع وطن على ملف الفايبر ..

- وتوجهت وحدة الصحافة الاستقصائية في وطن إلى وزارة الاتصالات لمعرفة أسباب التأجيل المستمر في تزويد ومضة أو شركة القدس للألياف الضوئية بالتراخيص.

وقال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، اسحاق سدر: "إن الموضوع ما يزال قيد الدراسة لأن جزءاً كبيراً من ملف "الفايبر" له علاقة بالأمور الفنية التي تتخصص فيها وزارتنا، اضافة لشق مالي وإداري يختص به مجلس الوزراء وهناك توجه لتقدير تكلفة هذا الترخيص".

وأضاف: "كل الملف كان مع الحكومة السابقة "حكومة الحمد الله" وهو أمر قانوني وأدبي وأخلاقي ووطني ولا يوجد أي نوع من أنواع المؤامرة أو التعطيل أو التأخير".

- أثناء مقابلة الوزير طلبنا بشكل رسمي الاطلاع على ملف "الفايبر" حيث قال لنا الوزير : "ليس من حقكم الاطلاع على الملف، القانون لا يسمح لي اطلاعكم على بعض الأمور الا من خلال اجراءات رسمية، اذا أردت تفضل وارسل لي كتابا رسميا من جهة قانونية ونحن مفتوحون على الاعلام".

وحدة الصحافة الاستقصائية في وطن أرسلت كتابين .. الأول لوزارة الاتصالات والثاني لصندوق الاستثمار، بغية الوصول الى الحقيقة، لكننا تفاجأنا برفض الوزارة وعدم رد الصندوق.

وقال مسؤول العمليات في شركة مدى المزودة لخدمات الانترنت، أمجد غوشة:" إن الأمور واضحة جدا، والخاسر الأكبر هو الشعب الفلسطيني". مردفا : "عدم خلق بديل يحقق المنافسة الفعلية على الأرض ويزيد من سرعة الانترنت ويقلل الأسعار ويرفع الجودة والمستفيد من لديه الحصة الأكبر من هذا القطاع".

واتفق مع الطرح السابق خبير الألياف الضوئية في شركة جدكو، المهندس يوسف مصيص، حيث قال: "المستفيد الوحيد من كل ما يجري مجموعة الاتصالات، لأنها اللاعب الوحيد على الأرض".

من جهته قال مدير شركة كول نت المزودة لخدمات الانترنت، هاني العلمي، إن أي مهيمن في أي قطاع من دون منافس فهو منتفع وأرباحه عالية جدا، وفي حال دخول أي منافس، سواء شركة الكهرباء أو غيرها، فسيؤثر ذلك على المهيمن وحصته الربحية في السوق.

مجموعة الاتصالات : لدينا تحفظات .. ونطالب المعاملة بالمثل

- بعد رفض أطراف فاعلين في القضية التحدث معنا، حاولنا التنسيق لمقابلة صحفية مع الرئيس التنفيذي لمجوعة الاتصالات الفلسطينية، عمار العكر، لكن دائرة العلاقات العامة في المجموعة ماطلتنا على مدار أكثر من شهر، فاتصلنا مباشرة مع الرئيس التنفيذي طلبا للمقابلة، فوافق على الفور فعرضنا عليه كل الحقائق السابقة.

وقال العكر: "كان لدينا تحفظ منذ البداية على تملك شركة الكهرباء لشبكة فايبر وهذا موثق بمراسلات رسمية مع الحكومة".

وأضاف : "في بداية رخصة مجموعة الاتصالات وعند تجديدها قبل حوالي 3 سنوات قمنا بدفع 30 مليون دولار لخدمات الاتصالات الثابتة وبما فيها خدمات الانترنت، وكان ضمن المبلغ الاجمالي للترخيص الذي يبلغ حوالي 300 مليون دولار".

وتابع حديثه: "هناك بند واضح في شروط الرخصة ينص على أنه ما يتم فرضه علينا كمجموعة اتصالات سيتم فرضه على أي مشغل آخر يتم ترخيصه

وشدد أن المجموعة تتحفظ على أمرين أساسيين وهما الفصل بين الحسابات، إذ لا يجوز خلط خدمات الكهرباء بالاتصالات ويجب أن يكون هناك فصل كامل وخصوصا في الرسوم والايرادات، والأمر الثاني دفع رسوم الرخصة التي قمنا بدفعها.

وقمنا بتوجه سؤال للعكر مقاده : إن بعض أطراف القضية يقولون بأن صبيح المصري وعمار العكر ضغطوا على حكومة الحمد الله من أجل إفشال ترخيص شركة ومضة، لتعزيز احتكار مجموعة الاتصالات في الأسواق، فرد العكر قائلاً : هذا غير صحيح، ولدي مراسلات مثبتة مع حكومة فياض والحمد الله واشتية، بتحفظنا على ترخيص شركة الكهرباء بشروط تفضيلية عن شركة الاتصالات. مردفا : "هذا حق تضمنه الرخصة الموقعة مع الحكومة وقانون الاتصالات، إذ يجب أن تكون الالتزمات واحدة على كل طرف يرغب بالترخيص".

وفي سؤال آخر وجه له، هل ترفضون تملك شركة الكهرباء لشبكة فايبر؟.. رد قائلا : نحن نطالب بالفصل الكامل ما بين خدمات الإنترنت وخدمات الكهرباء، للحفاظ على استقلالية المنافسة ما بين الشركات، مردفا : "لا نرفض لكن نطالب بالفصل التام".

وعند سؤال العكر، هل تخاف المجموعة من المنافسة في حال تزويد شبكة الفايبر التابعة لشركة الكهرباء المواطنين للإنترنت؟ قال العكر :" إننا لا نخشى المنافسة، لكن دائما نطالب بمنافسة عادلة"، مردفا: "المجموعة مهيأة للمنافسة منذ زمن بعيد تماما كما هيأنا أنفسنا للمنافسة في مجال الخلوي سابقا".

وعند سؤالنا عن حجم الاستثمار في شبكة الفايبر من قبل مجموعة الاتصالات، قال: "إن التكلفة وصلت الى مئات ملايين الدولارات، وهذا ما اتفق عليه ابو دقة سابقا، باعتبار أن التكلفة الكبرى لتشغيل الفايبر والتي تصل الى ثمانين في المئة تذهب لصالح البنية التحتية".

وأشار العكر خلال حديثه ‘لى أن المجموعة تملك أقوى بنية تحتية ولديها آلاف الكيلومترات من شبكات الفايبر بمئات الملايين من الدولارات.

تكتم وتهرب وتخوف ...

خلال عشرة أعوام من العمل الاستقصائي في شبكة وطن الإعلامية، هذا هو التحقيق الأول الذي لا نصل به الى حقيقة موثقة بسبب إصرار بعض أطراف القضية على رفض مقابلتنا، والتكتم والتهرب والتخوف من نشر ملفاتها للعلن .. انه فعلا عش دبابير .

وانطلاقا من حق المواطن في معرفة الحقيقة، نطالب الحكومة بالتحقيق النزيه والشفاف في ملف الفايبر، وإقرار قانون حق الحصول على المعلومات، وفتح كل الأبواب الموصدة أمام الصحافة الاستقصائية حتى لا تبقى شعارات حرية الصحافة حبرا على ورق !.