وطن تسائل وكيل وزارة الاتصالات


رام الله – بالعربي: أكد وكيل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات م. ايهاب صبيح أن "الأضرار التي لحقت بقطاع الاتصالات في قطاع غزة تقدر بملايين الدولارات، لكن لم يتم حصرها بشكل كامل لغاية اللحظة بسبب تواصل الاستهداف الإسرائيلي للقطاع قصفا وتجريفا وتدميرا".

وتابع خلال برنامج ساعة رمل الذي تنتجه وتبثه شبكة وطن الإعلامية ويعده ويقدمه الإعلامي نزار حبش: لم يستطع قطاع الاتصالات لغاية اللحظة حصر الأضرار لأن استهداف الشبكات مستمر، وبالتالي لا نعلم أي المسارات التي قطعت أو الشبكات الداخلية أو المقاسم الرئيسية أو المغذيات أو الأبراج التي دمرت.

وأكد أن 80 في المئة من شبكات قطاع الاتصالات مدمرة بالكامل إما بالقصف أو التجريف أو القطع بسبب العدوان المستمر على القطاع.

وشدد أنه ومنذ 7 أكتوبر وهناك استهداف مباشر لقطاع الاتصالات، مردفا "تم استهداف منطقة الشمال بالكامل وتدمير جميع الشبكة هناك لكل شركات الاتصالات، ولم يتبق منها أي شيء سواء المقاسم أو الأبراج أو المولدات أو الخطوط الفرعية أو الرئيسية.. كل شيء دمر هناك، واستمر التدمير والاستهداف الى أن وصل منطقة الوسط ومن ثم الجنوب".

وتابع صبيح "في قطاع غزة هناك 3 مسارات رئيسية لخطوط الفايبر تغذي جميع أنحاء قطاع غزة، ومع بداية الشهر الأول للعدوان دمرت إسرائيل خطين رئيسيين وبقي خط ثالث لمنطقة الوسط في خانيونس والمقسم الرئيسي، والذي دمره قبل شهر لاحقا، وبالتلي منذ شهر ونصف الشهر لا يوجد انترنت بالكامل في قطاع غزة، إلا في بعض المناطق عبر تقنية وصلات الميكرويف".

وأكد أنه ورغم استمرار الحرب، نجحت شركتا جوال وأريدو في تشغيل شبكة الموبايل بما نسبته 20 في المئة لإنجاح الجهود الإنسانية وتواصل المواطنين مع أقاربهم بالحد الأدنى، لكن تبقى المشكلة الرئيسية في المناطق التي تشهد اكتظاظا سكانيا كبيرا، إذ لا تستطيع الشبكة احتمال هذا الضغط الكبير وخصوصا في جنوب قطاع غزة.

وأوضح أن الأبراج التي بقيت على حالها في منطقة الجنوب دون تدمير تشكل 20 الى 30 في المئة، وهناك ضغط كبير عليها، لذا تحتاج الشبكة الى توسيع فوري لأنه يمكنها بأي حال من الأحوال أن تخدم قرابة المليون و500 ألف نازح في مكان واحد وضيق.

وأشار الى أن "وزارة الاتصالات تعمل حاليا على التنسيق من أجل دخول الفرق الفنية لتقييم وإصلاح الخطوط، ونتواصل من الأمريكيين والصليب الأحمر والأمم المتحدة لتحقيق ذلك"، مردفا: لكن للأسف كان هناك تنسيق لعمل فرق فنية مع الصليب الأحمر قبل شهرين، ومع ذلك استهدفت من قبل جنود الاحتلال ما أدى الى استشهاد اثنين من العاملين، وقبلها كان هناك تنسيق آخر مع جهات دولية أخرى للبحث عن الأعطال في الشبكات، وتم للأسف استهدافهم أيضا واستشهد اثنين آخرين.

وأوضح أن التنسيق يأخذ وقتا طويلا ويمتد على مدار 12 يوما في كثير من الأحيان، وذلك من أجل السماح للفرق الفنية التوجه للمواقع وفحص الشبكات، مطالبا بضرورة تسريع الإجراءات وحماية الطواقم الفنية من الاستهداف "لأننا نريد أن نعرف أين مكامن الأعطال في الشبكة".

لا تزال تراوح مكانها..

وفيما يتعلق بتصريحات وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات اسحق صدر في بداية العدوان والتي أكد فيها أنه اتصل بنظيره المصري من أجل تقوية بث شبكات الاتصالات المصرية نحو قطاع غزة وفتح الاتصالات الدولية "الرومينغ" مع غزة، "ووعد خيراً"، قال الوكيل إن القضية لا تزال تراوح مكانها.

وتابع: هناك أمور فنية معقدة بخصوص الشبكات، كان هناك إمكانية لتقوية البث في المناطق الحدودية ولكن المشكلة في التقنيات الموجودة في قطاع غزة، حيث ما زالت تعمل غزة بتقنية 2G بينما دول الجوار بتقنية 4G وبالتالي هناك صعوبات كبيرة ومشكلات تقنية في عملية التبديل، مردفا: لغاية الآن لا جديد في الموضوع.

مطالبات لمصر..
وطالب وكيل وزارة الاتصالات مصر ببعض التسهيلات كما وصفها في عملية إدخال المعدات والأجهزة اللازمة من أجل إعادة إحياء قطاع الاتصالات في قطاع غزة.

وتابع: ننسق مع الأمريكيين والأوروبيين والاتحاد الدولي للاتصالات من أجل توفير قطع الغيار والمعدات التي نحتاجها، لذا يجب أن يكون هناك تنسيق لدخولها من جهة المصريين عبر معبر رفح بشكل سريع.

وأكد أن هناك حاجة ملحة لإدخال جرافات ومعدات ثقيلة لإزالة الردم، مشيرا أنه ومنذ بداية العدوان لم يدخل أي أجهزة مختصة بقطاع الاتصالات عبر معبر رفح البري، وهناك حاجة حقيقية للكثير من المعدات والأجهزة خصوصا بعد الانتهاء من عملية حصر الاحتياجات.

وفي قضية أخرى، شدد صبيح أن الوزارة تقوم بتوثيق كل الانتهاكات بحق قطاع الاتصالات في قطاع غزة، "وتحويلها للجهات المختصة وأهمها الاتحاد الدولي للاتصالات كما نعمل الآن لما بعد الحرب من خلال التوجه للمحاكم الدولية".

4G لقطاع غزة..
وحول إعادة بناء الشبكة بعد وقف العدوان، قال صبيح إن الوزارة قامت بتجهيز جميع الاحتياجات الضرورية لإعادة تشغيل الشبكة ولكن هناك مشكلة تتمثل في عمل غزة بتقنية  2G

وتابع: كان مطلبنا الرئيسي الذهاب الى تقنية 4G في قطاع غزة، لأنه من غير المعقول استمرار العمل بتقنية 2G القديمة، مردفا: بعد التدمير الهائل في الشبكة لا يوجد شركات ومصانع في العالم تملك قطع غيار لهذه التقنية القديمة لأن تقنية 2G انتهت فعليا على الأرض، لذا فإن الهدف الأساسي لدينا بناء شبكة 4G في غزة.

وحول هذا الموضوع أشار الى أن الوزارة عقدت اجتماعات مع الرباعية والأمريكيين وبعض المنظمات الدولية، وجميع من اجتمعنا معهم تفهموا عدم وجود أي إمكانية تفعيل تقنية 2G القديمة من جديد، وتابع: الأمريكيون متوافقون حول هذا الموضوع وكان هناك عدة اجتماعات سابقة معهم من أجل تفعيل 4G في الضفة وقطاع غزة على حد سواء بناء على تفاهمات سابقة قبل الحرب


وحول إعادة إعمار قطاع الاتصالات في قطاع غزة، قال صبيح إننا "في صدد التوجه الى الاتحاد الدولي للاتصالات من أجل إعادة إعمار، حيث جهزنا مذكرة تطالب الاتحاد الدولي للاتصالات لاعتماد قرار إعادة إعمار غزة في قطاع الاتصالات على أن يتحمله الاتحاد الدولي على غرار ما حدث ما أوكرانيا، حيث سنسلم المذكرة رسميا في شهر 6 المقبل.