برنامج حوار الانتخابات يستضيف القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ناصر أبو خضير


ناصر أبو خضير:ما جرى "تعطيل" للانتخابات لإغلاق الباب على أي محاولة لاستنهاض النظام السياسي كحامل لمشروع تحرر شعبنا

أبو خضير:  طرفا الإنقسام " حماس وفتح "  لا يقلوا اجراماً بحق الوحدة الوطنية عن بعض".

ابو خضير: لماذا من يتباكي على الديمقراطية ومؤسساتها في الضفة، لا يمارسها في غزة، وهو الذي يحكم هناك؟
أبو خضير: كان على العقل الفلسطيني ان يبتدع أنسب الطرق لمشاركة اهل القدس بالانتخابات" وانه كان بالإمكان تحويل الانتخابات لقضية نضالية.

 

بالعربي: استضاف برنامج "حوار الانتخابات " والذي ينتجه مركز أفق الحرية للبحوث والدراسات بالتعاون مع شبكة وطن الاعلامية ويقدّمه الإعلامي فارس المالكي، القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ناصر أبو خضير.
ووصف القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الناطق باسم قائمة "نبض الشعب"، ناصر أبو حميد، المرحلة الراهنة بأنها الأخطر التي تمر بها القضية الفلسطينية منذ النكبة بل انها قد توازي بمآسيها الكارثية نتائج النكبة.

وقال أبو خضير خلال برنامج "حوار الانتخابات" الذي ينظمه مركز افق الحرية للدراسات والأبحاث بالتعاون مع شبكة وطن الإعلامية ويقدمه الزميل فارس المالكي، بانه لا يمكن الحديث عن الواقع اليوم دون الحديث عن جذر المشكلة "اتفاقات أوسلو" التي أدت لهذه النتائج.
وأضاف: لقد قيل الكثير عن أوسلو ولكن يمكن تكثيف ذلك بالقول انها "كانت أكبر وصفة دمار للمشروع الوطني الفلسطيني" حيث عصفت بكل مكونات وتفاصيل واقعنا الوطني وفي كل الساحات. لقد جاءت أوسلو "لتكمل النتائج الكارثية للنكبة"، لافتا الى ان النكسة التي وقعت عام 1967 لم تولد نتائج كارثية كتل التي ولدتها أوسلو، بل على العكس من ذلك فإنها (النكسة) أدت الى حالة من النهوض الوطني، وأن أوسلو جاءت لتخمد النضال الوطني منذ ما قبل العام 67.

واوضح أبو خضير، أن مهندسي أوسلو أرادوا ان يوصلونا الى حالة من العجز وتكريس ذلك عبر التدمير والقضاء التام على مختلف مقومات استنهاض الحالة النضالية الوطنية حتى بحدودها الدنيا التي تتمثل بـ "الممانعة".
وبشأن أسباب عدم اجراء مراجعة فلسطينية لمسيرة العقود الثلاثة التي مضت على أوسلو قال: واهم من يعتقد ان بإمكان النظام السياسي الفلسطيني المدمر ان يواجه أي اجراء إسرائيلي وتساءل "كيف يمكن لسلطة ان تواجه عدوا يعطيها أجرتها، ويعطيها تصاريح التنقل من مدينة الى أخرى، وحصتها التافهة من الكهرباء والمياه".

وأضاف: "كيف يمكن لنظام سياسي بكل مركباته من سلطة وقوى، ان تواجه وهي غير قادرة على الجلوس (معا) بل -غير قادرة- على تنفيذ العشرات من الاتفاقيات التي توصلت لها".
وعزا فشل المصالحة الفلسطينية الى انه "تم هيكلة وهندسة التركيبة الاجتماعية الاقتصادية النفسية للشعب الفلسطيني، ما قاد لتشكل بنى اجتماعية اقتصادية مستفيدة من مشروع السلطة والانقسام في الضفة وغزة" لافتا ان هذا "كان من أهم اهداف أوسلو" التي سعت لتأبيد سيطرة الاحتلال على الواقع الفلسطيني بكل مركباته، اما العامل الثاني الذي يحول دون المصالحة فانه يتمثل في ان "الانقسام جاء ليس فقط كتعبير عن مصالح لفئات هنا او هناك، وكتعبير ايضا عن مصالح قوى إقليمية عربية عاثت فسادا تاريخيا في الجسد الفلسطيني".

وأضاف "من يُمول طرفي الانقسام هو الذي يعزز الانقسام".
وبشأن دور فصائل العمل الوطني الأخرى في وضع حد للانقسام أوضح أبو خضير انه تم بموازاة ما سبق ذكره اضعاف ممنهج ومتراكم (حتى قبل أوسلو) لكل البدائل الفلسطينية حيث بدأت الساحة الفلسطينية تعاني جديا من انقسام سياسي واضح وخاصة بعد خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت عام 82، وان قوى اليسار او البديل تعرضت لعملية اضعاف ممنهجة.

ونوه الى انه يصعب الحديث عن قوى اليسار كجسم واحد وقال "اعتقد ان اليسار ليس مفهوما مجردا. اليسار عبارة عن بنية فكرية سياسية سلوكية مستقبلية" وان "جزءا من اليسار يشارك السلطة في كل شيء"
وبشأن دور الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، لفت أبو خضير الى انها تعرضت لعملية حصار قبل ان يبدأ أوسلو وقال " لقد جُففت مصادرنا كافة، ولا اقصد هنا المصادر المالية، وحوصرنا وطوردنا ليس فقط من الاحتلال، بل أيضا ممن يفترض منهم ان يكونوا شركاء القضية الوطنية".

وفيما يتعلق بإجراء الانتخابات أوضح ان ما جرى هو "تعطيل وليس تأجيل" للانتخابات (كبوابة لإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني)، كي يتم إسدال الستار على أي محاولة حلحلة ولو بسيطة لمقومات استنهاض النظام السياسي كحامل أساسي لمشروع تحرر شعبنا.
ورأى أن القدس استخدمت "كيافطة تدغدغ مشاعر الجميع"، لعدم اجراء الانتخابات، وانه كان من الواضح ان الانتخابات لن تُجرى بسبب ما ظهر من "انشقاقات في صفوف حركة فتح التي رأت انها ستخسر في ظل واقعها المتردي".

وأضاف "من يتباكي على مشاركة القدس بالانتخابات يتوجب عليه ان يلتفت لاحتياجاتها، فميزانية وزير واحد تعادل ميزانية القدس".
وبخصوص موقف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من الانتخابات في القدس، أكد أبو خضير على جوهرية قضية القدس في صراعنا مع الاحتلال لافتا الى ان "شعبنا لديه القدرة على أن يبتدع كل ما يؤكد مركزية القدس".

وقال: كان على العقل الفلسطيني ان يبتدع أنسب الطرق لمشاركة اهل القدس بالانتخابات" وانه كان بالإمكان تحويل الانتخابات لقضية نضالية و" كان يمكننا ان نقود هذه المعركة وليعتقل الاحتلال كل المرشحين، وان هذا كان سيكون بمثابة استفتاء دولي على فلسطينية القدس"، مؤكدا ان جماهير القدس متحمسة للانتخابات وأنها كانت ستشارك فيها بأي شكل لو جرت.
وأضاف: حتى لو اعتقل الاحتلال جميع المرشحين، فان ذلك سيكون بمثابة استفتاء دولي على فلسطينية القدس، وسيخدمنا في اشهار قضية القدس، وسيضرب المنهجية التهويدية للاحتلال في القدس.

ونوه الى ان الانتخابات التي جرت في عدة نقابات "ازاحت الهيمنة السلطوية عن هذه المؤسسات"، وهذا يؤشر على ان "أي انتخابات حقيقية نزيه ستكشف المستور وبالتالي الشرعية الجماهيرية لهذه النخب السلطوية، مشكوك بأمرها وستُزاح، وسيتم فرض شكل من اشكال الوحدة الوطنية- في حال جرت الانتخابات-".
واكد ان ما يحدث في قطاع غزة "لا يقل خطورة عما يحدث في الضفة".

وقال أبو خضير: "ما تحدثنا عنه بشأن الضفة ينطبق على غزة، فهناك ايضا قوى اجتماعية غير معنية مطلقا بالوحدة الوطنية، ولا بوأد الانقسام، ولا بالديمقراطية".
وتساءل قائلا: لماذا من يتباكي على الديمقراطية ومؤسساتها في الضفة، لا يمارسها في غزة، وهو الذي يحكم هناك؟

واختتم القيادي في الجبهة الشعبية ناصر أبو خضير حديثه بالقول: "حقيقة، طرفي الانقسام لا يقلوا اجراما بحق الوحدة الوطنية عن بعض".