غزة.."كرفانات الموت"


تجلس الطفلة دعاء أبو ريدة على بوابة أحد الكرفانات التي أحرقت بالكامل جراء تماس كهربائي نتيجة موجة الحر وتقول " الحر شديد جدا ولا نستطيع الدخول الى الكرفانات الا بعد مغيب الشمس ونقوم بالخروج مرة أخرى في الصباح بعد اشتداد الحر“.
وتضيف " نعاني من صعوبة في وصول المياه مما يستدعي الصعود الى سقف الكرفان وشفط المياه للمساعدة في وصولها حتى نقوم بالتبريد على أنفسنا في هذه الموجة الحارقة "
كما أبدت الطفلة دعاء تخوفها من حريق أحد الكرفانات قائلة " لا نعلم ما هو مصير الكرفانات الأخرى اذ من المتوقع ان تشتعل فيها النيران في أي لحظة " متمنية إعادة اعمار منزلها الذي دمرته آلة الحرب الصهيونية  في الحرب على غزة.
ويسكن الاف الغزيين وخاصة في منطقة خزاعة في كرفانات مؤقتة بعد ان دمرت منازلهم نتيجة الحرب الاخيرة على قطاع غزة حيث دمرت عشرات الالاف من المنازل بشكل جزئي او كلي.

ولم يسلم سكان الكرفانات في بلدة خزاعة جنوب قطاع غزة لا من برد الشتاء ولا من حر الصيف اذ أطلقوا عليها في الشتاء ثلاجات موتى؛ لشدة البرودة وها هي موجة الحر الهندية التي تضرب مناطق متفرقة في الشرق الأوسط تحول كرفاناتهم المصنوعة من الصفيح الى افران ثابتة ما يزيد المعاناة  في ظل انقطاع كهربائي وما ينتج عنه من انقطاع الماء.
وفي مشهد آخر تجلس الحاجة ام محمد في على بوابة الكرفان لتعد " الزلابيا" وهي خبز مقلي بالزيت لأحفادها هاربة من مطبخها الذي لا يعدو مساحته متر× نصف متر للحصول على بعض من هواء الطبيعة قائلة " لم نعد نحتمل العيش في هذه الكرفانات في هذا الوضع القائم فالحر شديد جديد ولا يطاق ولا نستطيع الدخول ابدا ".
وتابعت " أطفالنا أصيبوا بالحمى وظهرت على  العديد من أطفال الحي اثار الحرارة المرتفعة والتي تزداد في ظل وجود الكرفانات حيث ظهرت العديد من الأمراض الجلدية مطالبة الجهات المسؤولة بإعادة الأعمار في أسرع وقت ممكن .
ويقول زياد قديح  الذي يجلس مع عائلته خلف كرفانهم حيث ظل الكرفان "نعاني من شدة الحر في هذه الأيام ولم يسلم منا أحد لا من أطفال ولا شيخ ولا شباب جميعنا نعيش في افران ملتهبة "
من جهته قال وزير الأشغال العامة والإسكان الفلسطيني في حكومة التوافق الدكتور مفيد الحساينة “حتى الان قمنا  بإصلاح 70 % من المنازلة المتضررة بشكل جزئي وما تبقى من 30 % يعد قصور من الدول المانحة “.
وشدد الحساينة على ان الكرفانات هي حل مؤقت في ظل بداية اعمار قطاع غزة ، مؤكدا على عدم التوقف في ذلك حتى يتم اعمار جميع المنازل التي دمرت في العدوان الهمجي على غزة.

نقلا عن وطن للأنباء