فراس ياغي: هل ما بعد الهدنة ليس كما قبلها؟

بالعربي: ونحن على اعتاب الأسبوع السابع من حرب الإبادة التي تمارسها دولة الإحتلال ضد غزة واهلها، ولوضع خطط إعتراضية لما يبيت لغزة وأهلها الصابرين والصامدين والمحتسبين انفسهم عند رب العزة والجلالة، فعلى قيادة المقاومة وحماس ان تستغل الهدنة القادمة لتقول كلمتها للمرحلة القادمة، مرحلة ما بعد العدوان.

التهدئة أصبحت قاب قوسين او ادنى وهي وفق بعض المعلومات نستطيع القول ما يلي:

اتفاق الهدنة خلال الساعات القادم

بعد ان حسم امره نتنياهو واعطى الضوء الأخضر لإتمام صفقة الهدنة، بعد ان ماطل كثيرا حيث كان هناك في مجلس الحرب موقفين، الاول مثله غانتس وإيزنكوت اللذان ايدا الهدنة، في حين رفضها غالانت وقيادة الجيش، وكان الموقف المقرر هو نتنياهو والذي ناور كثيرا حتى يجد ثغرة او إنجاز، وحيث انه لم يحقق شيء وتحت ضغوط امريكا والعالم بسبب الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، وضغط جزء من اهالي المخططفين، وافق النتن نياهو واعطى الضوء الاخضر

وفقا للتسريبات فإن بنود الهدنة تشمل
أولا- الإفراج عن خمسين مخطفا ولاحقا بقية المختطفين بعد ان يستطيع القسام التحرك باجواء آمنة للوصول للبقية الباقية "الحديث عن 30" مقابل النساء والاطفال بعدد "300"
ثانيا- التبادل يكون عبر نبضات وكل يوم عشرة مقابل ثلاثين
ثالثا- الهدنة خمسة ايام  وتمديدها احتمال كبير
رابعا- دخول المساعدات بما فيه الوقود لكل قطاع غزة بدون شروط
خامسا- اجواء القطاع خلال الهدنة ستكون خالية من الطائرات بشكل كامل في الجنوب، وبشكل جزئي في الشمال "ستة ساعات"
يتم تحديدها والإلتزام فيها من قبل الجانب الإسرائيلي

تعليق:

اولا - الهدنة كسرت الإجماع الإسرائيلي وأوجدت تباينات داخلية
ثانيا- الهدنة تؤكد على فشل الجانب الإسرائيلي في تحقيق اي إنجاز ملموس مرتبط بالأهداف من العدوان المستمر على اهلنا وشعبنا في القطاع، وما موقف النتن ياهو الذي اعطى الضوء الاخضر بعد مماطلات ثمنها دماء للاطفال والنساء والشيوخ، إلا تعبير واضح عن العجز
ثالثا- الهدنة ابرزت الخلافات الداخلية حتى لدى اهالي الأسرى، ولكن الحديث عن إمكانية تمديدها يشير إلى ان المفاوضات ستبدأ حول تبادل اسرى اوسع واشمل سيبدأ فور دخول الهدنة حيز التنفيذ
رابعا- المقاومة والقسام والسنوار بالذات وعبر مناورات محسوبة استطاع إجبار النتن ياهو من النزول عن الشجرة، وفشل الجيش في الإتيان بإنجاز ذو قيمة، وهذا سرع في الهدنة القادمة
خامسا- رغم الدمار والمجازر والكارثة الإنسانية إلا أن التمسك بموقف مقاومة موحد، اساسه تبادل بين الرهائن والاسرى، فقد اسس ذلك لسابقة تعطي المجال لتبادل اوسع، وهذا سيؤدي لخلافات وإنقسامات في داخل حكومة اليمين والتطرف قد تؤدي لتفككها
سادسا- حتى الآن نستطيع القول أن المستقبل السياسي لِ "النتن ياهو" قد إنتهى، لذلك هناك تخوف امريكي حتى لو كان غير معلن ان يوافق نتنياهو قيادة الجيش ويذهب في حرب واسعة مع حزب الله، لذلك ارسلت الإدارة الامريكية المبعوث"هوكستين" لإسرائيل لمنع ذلك
سابعا- اخير، الآن على قيادة حماس ان تتقدم وخلال فترة الهدنة بخطة سياسية شاملة تشمل:
مرحلة انتقالية وتشكيل حكومة كفاءات تشمل الضفة والقطاع وعلى ان يكون رئيس وزراءها من القطاع ولمدة محددة سنة إلى سنتين تؤدي لاعادة توحيد ليس جغرافي بل سياسي وقانوني واداري بين جناحي الوطن
استعداد حماس لقبول ان تكون منزوعة السلاح شرط التوافق على دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967 حتى لو كان ذلك على مراحل المهم ان يكون ذلك بضمانة دولية وليس امريكية
اجراء إنتخابات عامة بحيث يكون النظام السياسي نظام برلماني وليس رئاسي برلماني
عقد مؤتمر دولي عاجل لإعادة إعمار غزة
في الموضوع الأمني لا مانع من التوافق على وجود قوات دولية تراقب على الحدود لا غير
رفع الحصار بشكل كامل عن غزة
كل شيء يتم وفق صفقة رزمة متكاملة ولكن عبر عملية الإنتقال المرحلي من مرحلة لأخرى

هذه مجرد خطوط عريضة عامة وبالتأكيد بحاجة اكثر للنقاش والتفصيل، لكن اي خطة يجب ان تأخذ بعين الإعتبار تخوف كل الأطراف وبالذات الامنية واخذ مطالب الكل بحيث نهايتها دولة فلسطينية مستقلة، لأن ثمن شلالات الدم التي سالت وبالذات اطفالنا ونسائنا يجب ان لا يقل عن عودة الوحدة الوطنية وقيام دولة فلسطينية حتى لو كانت مرحليا بلا حدود، لكنها تكون جزءا من مراحل بضمانة دولية وإن امكن بقرار من مجلس الامن تفضي لتطبيق قرارات الشرعية الدولية