الردع المُتبادل بين حزب الله و"إسرائيل" قد ينفجِر ويتحوّل لحربٍ شاملةٍ هذا العام !

بالعربي: رأت دراسة جديدة صادرة عن مركز بيغن-السادات في تل أبيب إنّ الحملة العسكريّة "الإسرائيليّة" الضعيفة ضدّ المحور الإيراني الشيعي في سوريّة تستمّر على الرغم من التغييرات في البيئة الجيو-إستراتيجية، لكنّ استخدام القوة الجوية "الإسرائيلية" لعرقلة تراكم قوة العدوّ لم يعبر بعد إلى لبنان، لافتةً إلى أنّ هذا العبور قد يُمثّل أحد سيناريوهات التصعيد الإقليميّة الأكثر أهميةً في المستقبل القريب، على حدّ تعبيرها.

وتابعت أنّ “الحرب بين الحروب” هي جهد عسكريّ ومخابرات "إسرائيليّ" مستمر لعرقلة تضافر القوة بين المحور الإيراني الشيعي في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وأنّ هذه الحملة، تُستخدَم في سوريّة، ولكنّها لا تُفعّل في لبنان.

وزادت: أدّت الضربات الجويّة إلى تعطيل خطط إيران لبناء جيش شيعي في سوريّة تحت قيادتها، يتألف من 100،000 عضو من المليشيات، كما تخطط إيران لبناء مصانع الصواريخ ومواقع إطلاق ومرافق تخزين الأسلحة وشبكة من مواقع الهجوم عبر الحدود على طول الحدود السورية مع "إسرائيل".

وشدّدّت الدراسة على أنّ الغارة الجويّة "الإسرائيليّة" التي استهدفت مطار دمشق الدولي في 12 كانون ثاني (يناير) 2019، والتي استهدفت على ما يبدو مستودعًا يضم صواريخ فجر 5 الإيرانية وغيرها من المقذوفات الإيرانية، هي أحدث مؤشر على عزم تل أبيب على فرض خطوطها الحمراء في سوريّة ضدّ ترسيخ محور شيعي راديكالي.

ولفتت إلى أنّ نعي المُعلّقين والمُحللّين والخبراء “الحرب بين الحروب”، بادعاء أنّه لا يمكن أنْ تصمد أمام الضغوط الروسية والمخاطر المتزايدة للصراع مع الدولة السورية المعاد تشكيلها، ليس في مكانه، وأنّهم بذلك قللوا من الصرامة "الإسرائيلية".

وأوضحت أنّه في لبنان، تستخدم "إسرائيل" نهجًا مختلفًا للغاية، فحزب الله، وكيل إيران الرئيسي في المنطقة، يتمتع باحتكار السلطة السياسية والعسكرية في لبنان ، بمساعدة قوة القدس الإيرانية، ويمتلك حوالي 130.000 صاروخًا، وحوّل لبنان إلى قاعدة إطلاق صواريخ كبيرة واحدة موجهة إلى "إسرائيل"، وهذا يمثل قفزة هائلة مقارنة بالصواريخ التي كانت موجودة في ترسانة حزب الله عشية حرب لبنان الثانية عام 2006.

وأشارت إلى أنّ معظم المقذوفات الموجودة في مخزون حزب الله غير موجهةٍ، وقد قامت إيران بعملٍ حثيثٍ في الأشهر الأخيرة لتوفير أنظمة توجيه للمجموعة، ومن شأن ذلك أنْ يمكّن حزب الله من تحويل العديد من صواريخه إلى صواريخ موجهة بدقة، يمكن استخدامها للتهديد الاستراتيجيّ للأهداف الإسرائيلية الحيوية مثل المطارات والموانئ البحرية ومحطات الطاقة والقواعد العسكرية والمباني البارزة.

وأردفت أنّه في نهاية (أيلول) سبتمبر من العام الماضي، كشف نتنياهو عن وجود عدّة مواقع تحت الأرض لتحويل الصواريخ غير الموجهة إلى صواريخ دقيقة، وقال إنّ قوات الاحتلال قد أوقفت جهود حزب الله لامتلاك ألآلاف من هذه الصواريخ، مُعتبرةً إنّ هذه التطورّات تُوضِّح حقيقة أنّ "إسرائيل"، خلافاً لنشاطها بسوريّة، مترددةً بشدّةٍ في استخدام القوة الجوية في لبنان لفرض خطوطها الحمراء، وتُفضّل الاعتماد على الرسائل والردع من خلال الخطابات ووسائل الإعلام، وكذلك من خلال الأنشطة المزعومة المحتملة التي تكون أكثر سريّةً من القوة الجويّة.

ورأت الدراسة أنّ هذا مؤشرًا على أنّ الردع المتبادل بين "إسرائيل" وحزب الله لا يزال ساري المفعول، والذي بدأ اتفاق غير مكتوب بين "إسرائيل" وحزب الله يتبلور في عام 2014، ولكن سيُصبِح هذا التفاهم الهادئ غير ذي صلة إذا أصبح لبنان موقع عمليات تحويل صاروخية دقيقة، وبالتالي فإنّ التحذيرات العديدة التي وجهتها "إسرائيل" إلى نصر الله والإيرانيين قد وصلت.

وشدّدّت الدراسة على أنّ قدرة "إسرائيل" وحزب الله على نزع فتيل “أزمة الصواريخ اللبنانية ذات الدقّة العالية” في العام 2018 دون اللجوء إلى الحرب، لا يُشكّل ضماناً بأنّهما سيُكرران هذا التهدئة خلال العام الجاري، وبالتالي، أضافت الدراسة، فإنّ رئيس الأركان الجديد، الجنرال أفيف كوخافي، الذي راقب قوة “حزب الله”، كقائدٍ للمنطقة الشماليّة بجيش الاحتلال، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان)، سكان وما زال وسيبقى    مشغولاً بهذه القضية خلال فترته التي تستمّر ثلاثة أعوامٍ.

واختتمت الدراسة قائلةً إنّه في الوقت الحالي، تمكّنت "إسرائيل" من فرض خطوطها الحمراء على إنتاج الصواريخ الدقيقة في لبنان من خلال استخدام الردع والرسائل، ولكن يبقى من غير الواضح ما إذا كانت تلك التكتيكات ذاتها ستكون فعالّةً في المرّة القادمة، التي يُحاوِل فيها المحور الإيرانيّ إقامة مصانع صواريخ دقيقة على الأراضي اللبنانيّة، على حدّ تعبيرها.

المصدر: رأي اليوم