ماذا حققت "كوتا النساء السياسية" في الجزائر ...؟

بالعربي- كتب محمد مرواني:

لم تهضم الكثير من الاحزاب السياسية في الجزائر منطق "الكوتا النسائية "الذي فرض عليها لترشيح المرأة في قوائم الانتخابات التشريعية والمحلية, اذ ابانت المواعيد الانتخابية الاخيرة التي شهدتها الجزائر "الانتخابات التشريعية في شهر مايو الماضي والانتخابات المحلية لشهر نوفمبر الجاري " عن اقحام المرأة بسرعة في النشاط السياسي بطريقة عبثية وفوضوية وغير مدروسة .

ما يؤكد هذا التصور الذي يتبناه عدد من قادة احزاب سياسية ليست بالضرورة موالية للسلطة وفق التصنيفات الموجودة في الساحة السياسية بعض الاحداث والوقائع التي نشرتها وسائل اعلام جزائرية مؤخرا استهدفت ان صح التوصيف قياس ثقافة نواب البرلمان النساء اللواتي زاد عددهن في اهم هيئة سياسية منتخبة في البلاد بعد الزام قانون الانتخابات الاخير توسيع تمثيل المرأة في المجالس المنتخبة .

نقلت بعض القنوات التلفزيونية الجزائرية اسئلة طرحت على نواب من النساء في البرلمان عن مواضيع تخص " مفهوم التضخم, الميزان التجاري .. بيان السياسة العامة للحكومة .... " وقد طرحت بعض الاسئلة هذه على نواب رجال في البرلمان لم تكن اجابات المستجوبين مقنعة بل اكتفت الكثير من النساء اللواتي سئلن عن هذه المسائل بالصمت دون الاجابة على السؤال وقد اثار هذا استياءا في اوساط متصفحي مواقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك " بالجزائر خاصة من الشباب الذين امطروا النائبات بكم من الانتقادات اللاذعة لأدائهن ومستواهن المعرفي والسياسي .

ان هذه الواقعة تستدعي طرح سؤال ملح في خضم التحولات السياسية التي تشهدها الجزائر وحالة العزوف الانتخابي التي تتسع في اوساط الشباب الذي يبدو ان "الحرقة " الهجرة الغير شرعية نحو اروربا عادت اكثر المواضيع تعبيرا عن يومياته وواقعه الاجتماعي في البلاد اذ يبقى السؤال المطروح في موضوع كوطة النساء في المجالس المنتخبة وقوائم المترشحين للانتخابات هو :

هل تعبر هذه الكوتا النسائية عن حاجة ملحة لإقحام النساء في العمل السياسي تلبية لانشغال سياسي او تجسيد لتوجه معين ديمقراطي ثم هل النساء المتواجدات على خارطة المجالس المنتخبة الوطنية والمحلية يمتلكن الثقافة السياسية والتكوين الضروري في المجال السياسي الذي يجعلهن قادرات على اثبات دورهن في احداث تغيير سياسي وتعزيز مسار ديمقراطي في الجزائر ؟

خارج سياق هذا التساؤل هناك في الجزائر احزاب سياسية لم تجد نساء ترشحهن في قوائم البرلمان والبلديات والولايات لان العديد من مناطق الجزائر الداخلية وفي الجنوب والهضاب مناطق محافظة لا تقبل بتواجد المرأة على الواجهة السياسية .

ويبدو ان الاحزاب والفاعلين في العمل السياسي في البلاد لا يعبرون عن ارتياحهم لهذه الكوتا النسوية التي انتجت اختلالات في الممارسة السياسية وجاءت على عجل ولم يمهد لها تدريجيا الامر الذي جعل الكوتا النسائية في الانتخابات فصلا اخر من الاختلالات التي اربكت الاحزاب السياسية وجعلتها في موضوع الكوتا النسائية تجامل النساء على مضض .