عنصرية الاحتلال ضد فلسطينيي48 كشفتها "موجة الحرائق"

بالعربي: وجد أكثر من 35 ألف مواطن فلسطيني، في مدينة حيفا الساحلية شمال فلسطين المحتلة عام 1948، خلال الأيام القليلة الماضية، أنفسهم محاصرين بين نيران الحرائق التي اندلعت في الأراضي المحتلة على مدار أيام، ولهيب العنصرية الذي مارسه الاحتلال ضدّهم، على الساحتين السياسية والإعلامية.

وأطلق رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، وعدد من الوزراء وأعضاء البرلمان الـ "كنيست"، خلال الأيام الماضية، موجة تصريحات ضد الفلسطينيين بشكل عام وفلسطينيي الـ 48  بشكل خاص، تضمنت اتهامهم بالوقوف وراء موجة الحرائق التي أتت على أكثر من 40 ألف دونم من الغابات والأحراش والأراضي الزراعية الفلسطينية، رغم أن تحقيقات الشرطة لم تفض إلى أي دليل حول ذلك.

من جانبهم، رفض فلسطينيو الداخل التحريض الممارس ضدهم، والذي يستخدمه الاحتلال، كمبرّر لانتهاك المزيد من حقوقهم، وفق تقديراتهم.

ونقلت وكالة "قدس برس" عن الإعلامي الفلسطيني أليف صباغ، قوله "إن هذا التحريض العنصري ضدنا ليس بجديد، بكل مناسبة صغيرة أو كبيرة نسمع تصريحات عنصرية تحرض ضد الشعب الفلسطيني بشكل عام وضد فلسطينيي الداخل بشكل خاص".
وأضاف صباغ "هذه التصريحات صدرت في الوقت الذي لم يكشف فيه حتى اليوم، ولو عن عربي واحد عمل أو شارك في إشعال حرائق حيفا، رغم أن المسؤولين "الإسرائيليين" ووسائل الإعلام ومسؤولي الشرطة، اتهموا منذ اللحظة الأولى، الفلسطينيين بالوقوف خلف موجة الحرائق، وأن نصفها كان متعمدا".

ورأى صباغ، أن نتنياهو بات "في وضع لا يحسد عليه"، في ظل شبهات الفساد التي تحوم حوله والتي رأى في موجة الحرائق واتهام الفلسطينيين بالمسؤولية عنها، وسيلة جيدة لصرف الأنظار عنها والتغطية عليها.

وحول الاعتقالات التي تمت خلال الفترة الأخيرة، وطالت عددا من فلسطينيي الداخل، قال صباغ "هي للتخويف وإعطاء شرعية للاتهامات؛ فعندما يلقي الفلسطيني بأعقاب السجائر حين الانتهاء منها مثلا، يتهم بمحاولة إشعال النيران، بينما لا يواجه اليهودي في مكانه سوى تهمة الإهمال".
وأكد صباغ، أن نتنياهو وحكومته يقفون على رأس الهرم في التحريض والعنصرية، مؤكدا أن "العرب لا يمكن أن يحرقوا وطنهم وشجرهم وسهولهم وطبيعتهم وأشجار السنديانة التي تعبر عن وجودنا وتاريخنا".

وأوضح أنهم "بنوا اتهاماتهم لفلسطينيي حيفا، كون أن النيران اندلعت في أكثر من مكان، مع أنه بات أكيدا أن الرياح الشديدة ساهمت في امتداد الحرائق وانتشارها".

وأضاف "فيما كانت ألسنة النار ترتفع في حيفا، بالتزامن مع عشرات الحرائق التي اجتاحت بلدات عربية مختلفة في الداخل الفلسطيني، تجاهل الإعلام العبري هذه الحقائق، بل قام بتشويهها، فالحرائق التي طالت قريتي ساجور ونحف الفلسطينيتين، قالوا إنها تحاصر مستوطنة كرميئيل التي أقيمت أصلاً على أراضي هذه القرى".

كما تم تجاهل اشتعال الحرائق في مدينة أم الفحم، وعلى أطراف كفر قرع وقرى زيمر في المثلث، ناهيك عن الحرائق قرب سخنين، مع تجاهل مطلق لدعوات صدرت عن رؤساء سلطات محلية عربية، وعن الحركة الإسلامية الجنوبية في الداخل، للإعلان عن استعدادها لإيواء من احترقت بيوتهم سواء كانوا من اليهود أم من العرب، حسب قول صباغ.