بالعربي: نشر "مكتب التّحقيقات الفدرالي الأميركيّ" (أف بي آي) تقريراً محرجاً لمرشّحة "الحزب الدّيموقراطي" للرّئاسة الأميركيّة هيلاري كلينتون يتعلّق بتحقيقٍ بالغ الحساسيّة أجرته الوكالة في قضيّة استخدامها بريدها الإلكترونيّ الخاصّ في مراسلاتها المهنيّة عندما كانت وزيرةً للخارجيّة.

ونقل التّقرير، المكوّن من 58 صفحة، عن كلينتون قولها إنّها كانت تثق بأنّ مساعديها "لن يقعوا في خطأ أن يُرسلوا إليها معلوماتٍ سرّية أو حسّاسة" عبر بريدها الخاصّ.

وأفاد بأنّ كلينتون أقرّت خلال التّحقيق معها بأنّها لم تكن تعلم أنّ الوسم "س" الّذي كان يظهر على بعض الوثائق كان يعني أن هذه الوثيقة "سرّية"، كاشفاً أنّ كلينتون "كانت تستخدم 13 هاتفاً نقّالاً مجهّزاً لإرسال واستقبال مراسلات بريديّة إلكترونية عبر الخادم الإلكترونيّ الشخصيّ الذي كانت تستخدمه وهو "كلينتون إيميل دوت كوم".

وأشار التقرير إلى أنّ الوزيرة السابقة أكّدت خلال التحقيق معها أنها "لم تتلقَّ من وزارة الخارجية أي توجيهات أو إرشادات بشأن توثيق أو حماية البيانات حين كانت تستعد لمغادرة منصبها كوزيرة للخارجية في العام 2013".

إلى ذلك، ذكر تقرير مكتب التّحقيقات أنّ "كلينتون تعرّضت في كانون الأوّل من العام 2012 لارتجاجٍ دماغيّ"، مشيراً إلى أنّها "كانت تعاني، قُبيل عيد رأس السنة من تجلط دموي في الدّماغ".

وتبعاً لتعليمات أطبائها "لم يكن بمقدورها العمل في وزارة الخارجية سوى بضع ساعات يوميّاً ولم تتمكن من تذكّر كل جلسات الإحاطة التي كانت تحضرها".

والوعكة الصحية التي تعرّضت لها كلينتون ليست سرّاً، إلّا أنّها المرة الأولى التي يقول فيها الـ"أف بي آي" أنّ كلينتون تعاني من فقدانٍ جزئي للذاكرة، الأمر الذي يمكن أن يستغلّه معسكر ترامب للتصّويب على القدرات الذهنيّة للمرشّحة الأوفر حظّاً.

وكانت كلينتون أقرت بأنها ارتكبت "خطأ" باستخدامها بريداً إلكترونيّاً خاصّاً في المراسلات المتعلّقة بعملها حين كانت على رأس الديبلوماسية الأميركيّة.

وعلّق رئيس مجلس النواب الأميركيّ بول رايان على الوثائق المُفرج عنها بالقول إنّها "تُثبت إهمال كلينتون وتُثير شكوكاً حول قرار وزارة العدل الأميركيّة عدم إدانة هيلاري جنائيّا، واصفاً الأمر بـ"الانتهاك الواضح للقانون".

من جهةٍ ثانية، شكّك رئيس اللّجنة الوطنية لـ"الحزب الجمهوريّ" رينس بريبس بصلاحية كلينتون لتولي منصب الرئاسة، مشيراً إلى أنّ الملخّص الذي كشف عنه الـ"أف بي آي" حول مقابلة هيلاري مع المحققين يُعدّ بمثابة اتهامٍ خطرٍ لأمانة هيلاري وقدرتها على الحكم.

وأكّد، في بيان، أنّ إجابات كلينتون خلال المقابلة تشير إلى "عدم صلاحيّتها لقيادة الولايات المتحدة أو إلى أنها كذّبت بصورة فاضحة على مكتب التّحقيقات والرأي العام، وفي الحالتين، جردت هيلاري نفسها من صلاحية تولي منصب الرئاسة".

المصدر: (وكالات)