هذا هو حال الجيش الصهيوني وقيادته العسكرية !

بالعربي: أدت الهزائم والاخفاقات المتتالية لدى الجيش الصهيوني خلال السنوات الماضية لأثر سلبي كبير على عقيدته وولائه، وأصبحت قيادة الجيش تبحث عن حلول لمشاكل جنودها بدلا من تطوير قدراته.

غابي أفيطال كتب مقالا في صحيفة "إسرائيل اليوم" تحت عنوان "سلاح المدرعات والحرب القادمة.. محظور أن نكون غير مستعدين مرة أخرى"، أنه "حتى لا نقع في حرب مفاجئة؛ من الواجب علينا أن لا نهمل موضوع سلاح المدرعات بسبب أهميته في أي حرب قادمة".

وتابع: "من بين الأحداث الكثيرة السهلة والصعبة، نزل علينا تقرير مديرية سلامة الجنود، في أغلب الأحيان كنا نضعه موضع الاحترام مدة يوم وانتهى؛ إلا أن التقرير الأخير يُظهر نتائج خطيرة عن تراجع جهاز الطوارئ للوسائل المدرعة للجيش الصهيوني، وهذا الأمر يعيدني 49 سنة إلى الوراء".

ويضيف "قبل حرب الأيام الستة بثلاثة أسابيع وتحديداً في 15 أيار 1967 تم تجنيد الاحتياط. القوات استعدت وتم تجهيز الوسائل القتالية، كل توثيق وكل ذكرى تُظهر صورة الجنود حول السلاح، يحفرون الخنادق ويجهزون الملاجئ وعشرات آلاف الأكياس للقتلى الكثيرين الذين توقعوا سقوطهم في الحرب، ولكن إنجازات هذه الحرب غيرت خارطة الشرق الأوسط حتى اليوم؛ حيث انتصر الجيش الصهيوني الصغير على خمسة جيوش تحركها مشاعر الانتقام من حرب التحرير وعملية سيناء".

صدمة متدحرجة

وأكد الكاتب أنه وبعد ذلك بست سنوات حينما لم يكن الجنود والمواطنون مستعدين، جاءت حرب "يوم الغفران" بشكل مفاجئ، وكان جيش الاحتلال ومخازن المدرعات في وضع صعب، والدبابات التي كانت في حالة جيدة سافرت على الشاحنات مسافة 500 كم كي تصل إلى جبهة الحرب.

واستعرض صدمات الجيش في الحروب وقال: "دروس حرب يوم الغفران تم الأخذ بها جزئيا في حرب لبنان الأولى، وفي هذه المرة كما في حرب الأيام الستة؛ كان الجيش ووسائله على استعداد وهناك من يقول إن الوسائل والجنود الذين دخلوا إلى مناطق صغيرة كانوا أكثر من اللازم؛ لقد كانت صدمة حرب يوم الغفران حاضرة، وتلك الحرب المتواصلة في الحدود الشمالية انتهت بخروج متسرع في عام 2000".

وأشار الكاتب إلى أن "السيناريو جاهز وحاضر؛ الحرب التالية جاءت بدون استعداد؛ فقد جاءت حرب لبنان الثانية مع المخازن والاحتياط والمعلومات الاستخبارية والوسائل، كان الوضع يشبه ما حدث في السنوات التي تلت حرب الأيام الستة، وهناك من تحدث عن صواريخ العدو التي ستصدأ بسبب وجودها تحت الأرض، وهناك من تحدث عن فترة أخرى من الحروب، جيش صغير وذكي وتقليص فرق كاملة بما في ذلك المدرعات والقذائف، تقليص مخيف لأيام خدمة الاحتياط، أي تقليص أيام التدريب إلى ما تحت الخط المنطقي الذي يسمح بالتأهب للحرب القادمة".

تقليص الميزانية

الجنرال احتياط إسحق بريك انتقد بشدة إقالة مئات الضباط المهنيين والخبراء الذين لهم دور هام في سلاح المدرعات والقذائف وباقي أذرع الجيش، أي أن تلك الوسائل التي لم يتم تقليصها ستبقى في مخازن الطوارئ، هذه الإقالات جاءت على خلفية المطالبة بتقليص ميزانية الأمن.

وتحدث الكاتب عن ميزانية وزارة الجيش بالقول: "لا يوجد اختلاف على أن ميزانية وزارة الدفاع ضخمة، ولكن هناك تناسب بين من طلب في الماضي والحاضر تقليص الميزانية، وبين من يكثر الانتقاد بسبب إدخال دبابة عمرها 40 سنة إلى ميدان المعركة في عملية الجرف الصامد والتي احترقت مثلما يحترق الكرتون".

وختم الكاتب مقاله بأنه "سهل علينا إغلاق وحدات وتقليص الاحتياط، وسهل علينا انتقاد الجهاز الذي يصمد في الامتحان مع وسائل أقل وتدريب أقل؛ وفي المقابل يجب التساؤل هل مركز الثقل في الميزانية يتطلب شراء طائرات قتالية جديدة ومعلومات استخبارية وسايبر متقدمة مقابل دبابات قديمة وسلاح شخصي قديم؛ حسب رأيي مدة خمسين سنة تكفي من أجل ما حدث عند الدخول إلى حرب غير مخطط لها، ليس لدينا الامتياز لخسارة الحرب، فقط لأن أحداً ما نسي تحضير الوسائل".

إدارة سيئة

على ذات الصعيد كتبت صحيفة يديعوت تحت عنوان "مجلس الضباط الأعلى في الانتظار" وعرضت العديد من النماذج التي تدل على إدارة سيئة فيما يخص التعيينات داخل الجيش، مما يجعل بعض المناصب شاغرة طوال شهور عديدة.

وقالت الصحيفة: "الجيش يَعرض خططاً سيئة ويبذر أموال الناس؛ فخلال أشهر طويلة والقيادة العامة للجيش تدار بخمول بكل ما يتعلق بتحسين وضع الضباط الكبار في الجيش".

وتابعت: "هناك نماذج عديدة كشواهد على ذلك؛ مدير قسم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات انسحب من الجيش دون أن ينتظر من يخلفه، وهذه الوظيفة المهمة والحساسة بقيت غير مأهولة طوال شهور عديدة، والجنرال "موشي تامير" ينتظر منذ 10 شهور بغية تعيينه لمنصب عقيد".

وأضافت الصحيفة؛ "حتى الجنرال "أوفيك بوخاريس" الذي طُرد من الجيش إلى الآن لم يتم إيجاد بديل له، وبصراحة من تحت رادار الإعلام تدار القوى البشرية لمجلس الضباط الأعلى في الجيش بخطط سيئة مما يسبب في هدر المال العام، وقائد هيئة الأركان "جادي آيزنكوت" وعد بإجراء ترتيب لوضع الجيش، لكن من الواضح أن لديه الكثير من العمل حتى يحدث هذا الترتيب".