أقوى رجال السلطة الفلسطينية يلقي القنبلة الثقيلة

بالعربي: قنبلة من العيار الثقيل، كان وقع التصريحات التي أدلها بها اللواء ماجد فرج، أحد أقرب الرجال إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس “أبو مازن” بإقراره في مقابلة مع أحد الصحف الأمريكية أن أجهزة الأمن الفلسطينية في مناطق الضفة الغربية، أحبطت 200 عمل هجومي ضد "إسرائيل"، في فترة الشهور الثلاثة الماضية، أي بعد اندلاع مواجهات “انتفاضة القدس″.

اللواء فرج أحد أقوى رجال السلطة الفلسطينية، وواحد من أهم رجال الرئيس أبو مازن، لم يخف في مقابلة أجرتها معه مجلة “ديفنس نيوز″ الأمنية الأمريكية، قيام أجهزة أمن السلطة بإحباط تنفيذ 200 عملية ضد "إسرائيل"، خلال فترة الشهور الثلاثة الماضية، وهي الفترة التي اندلعت فيها مواجهات “انتفاضة القدس″.
فرج قال، حسب ما نقل عن لسانه، ضمن الترجمة التي نشرتها الكثير من المواقع الصحفية الفلسطينية أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية اعتقلت خلال الفترة التي أشار إليها أكثر من 100  فلسطيني، وتخلل عملياتها مصادرة أسلحة بحوزة المعتقلين.
وهذه التصريحات للمسؤول الأمني الكبير في السلطة، تلغي كل الاحتمالات القائمة على نية السلطة الفلسطينية وقف التنسيق الأمني مع "إسرائيل"، واعتماد القرار من أبو مازن في القريب العاجل.
وقد كان اللواء فرج قد حذر في سياق المقابلة التي أجريت معه من انتشار الجماعات الاسلامية المتطرفة مثل تنظيم “الدولة الاسلامية” وغيرها، وقال ان السلطة الفلسطينية تعمل مع "إسرائيل" والولايات المتحدة وآخرين لمنع الفوضى والعنف والإرهاب.
وقال حول هذا الملف “إذا قرر تنظيم الدولة الإسلامية وغيرها من الجماعات المتطرفة محاربة "إسرائيل"، ستجد تعاطفاً في الشارع العربي”.
وهنا قال فرج ان أكثر من 90% من الفلسطينيين يرفضون تطرف التنظيمات مثل “الدولة الإسلامية” والقاعدة وجبهة النصرة”.
وأرجع السبب في ذلك إلى فضل الجهود المبذولة من قبل رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن، وقال ان عدد الفلسطينيين الذين يدعمون تلك التنظيمات هامشي جدا.
وحذر فرج من أن تنظيم “الدولة الاسلامية” بالفعل يتواجد في محيطنا المجاور، وان “الإيديولوجية الداعشية” موجودة بين صفوف بعض الشباب في الشارع الفلسطيني.
وفي تحليله للموقف قال ان تنظيم “الدولة الإسلامية” يتطلع لإقامة موطئ قدم له في المناطق الفلسطينية، ومن أجل ذلك أكد على ضرورة “منع الانهيار” في الضفة الغربية، خاصة وأن البديل لذلك سيكون ” الفوضى والعنف والإرهاب”، حسب توصيفه.
وهنا قال ان الخبراء المختصين يعلمون، انه في حالة الانهيار فإن الجميع سوف يتضرر، خاصة وأن “تنظيم داعش” موجود بالفعل في دول الجوار، وقال ان رام الله وعمان وتل ابيب يجب ان تبقى في مأمن منها.
وحسب وجهة نظر مدير المخابرات الفلسطينية فإن التنسيق الأمني مع "إسرائيل" يمثل الجسر الذي يمكن ان يبقى على حضور الظروف الملائمة لكلا الطرفين، إلى أن تتهيأ الظروف المناسبة بين السياسيين نحو العودة الى مفاوضات جادة.
ما نقل من ترجمات على لسان اللواء فرج قال ان “الحفاظ على التنسيق الأمني مهم حتى استئناف المحادثات السلمية، والعنف والإرهاب لن يقربا الفلسطينيين من تحقيق حلمهم”.
وعقب نشر هذه التصريحات، بادرت حركة حماس بشن هجوم على السلطة الفلسطينية واللواء ماجد فرج، وقالت ان تصريحاته باحباط  200 عملية ضد الاحتلال تمثل دليلاً على دور الأجهزة الأمنية في خدمة أمن الاحتلال.
وجاء في تصريح للناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية “حماس″ سامي أبو زهري “اعتراف ماجد فرج بأن أجهزة أمن السلطة أحبطت 200 عملية ضد الاحتلال خلال الانتفاضة يمثل دليلاً على دور الأجهزة الأمنية في خدمة أمن الاحتلال ومحاربة الانتفاضة الفلسطينية وأنها تعمل ضد الاجماع الوطني”.
وكذلك قال ان تصريحاته تدلل على أن اعلان قيادة السلطة حول وقف التعاون الأمني مع الاحتلال هي مجرد شعارات فارغة المضمون.

المصدر: رأي اليوم