بين برج البراجنة وبرج إيفل.. مفارقة وانحياز

بالعربي: عاد الإرهاب ليضرب الضاحية الجنوبية ويهدّد كلّ لبنان, دخلت فرنسا اليوم الجمعة الماضية، مرحلة إنتقالية جديدة، بعد أن نفذ الإرهابيون فيها سلسلة تفجيرات في العاصمة الباريسية متزامنة مع الانفجارين الذين وقعا قبل يوم واحد في منطقة برج البراجنة.

تنَوّعت القراءات الأمنية للعمل الإرهابي في فرنسا، خصوصاً أنّه وُصِف بـ"11 أيلول الفرنسي"، فيما أبدى لبنان تعاطفاً مع باريس لأسبابٍ عدة، أبرزُها أنّه ذاقَ طعمَ الإرهاب وأنّ فرنسا هي البلد الصديق والذي يُطلَق عليه لقب «الأم الحنون».

إنفجار عين السكة..

اليوم الخميس الواقع فيه 12/11/2015 أقدم أحد الإرهابيين على تفجير نفسه بواسطة أحزمة ناسفة في محلة عين السكّة- برج البراجنة، تلاه إقدام إرهابي آخر على تفجير نفسه بالقرب من موقع الإنفجار الأول، ما أدّى إلى استشهاد 43 شخصاً و اصابة 180 آخرين.

وعلى الأثر نفّذت قوى الجيش إنتشاراً واسعاً في المنطقة وفرضت طوقاً أمنياً حول موقعي الإنفجارين، كما حضر عدد من الخبراء العسكريين وباشرت الشرطة العسكرية رفع الأدلّة من مسرح الجريمتين لتحديد حجم الإنفجارين وهوية الفاعلين.
وقد تمّ العثور في موقع الإنفجار الثاني على جثّة إرهابي ثالث لم يتمكن من تفجير نفسه

إنفجار "باريس"..

قتل أكثر من ثمانية عشر شخصاً وجرح آخرون في سلسلة هجمات مسلحة متزامنة، تمثلت في عمليات إطلاق نار وسماع دوي تفجيرات.

وقالت وسائل إعلام فرنسية نقلا عن الشرطة إن عملية إطلاق نار تمت داخل مطعم بالدائرة العاشرة في قلب العاصمة الفرنسية باريس، ما أسفر عن مقتل ثمانية عشر شخصاً على الأقل، في حين فر منفذو الهجوم من المكان، في حين وقع هجوم مسلح في الدائرة الحادية عشرة.

وذكرت وكالة رويترز إن انفجاران وقعا قرب ستاد رياضي في باريس حيث كان الرئيس يحضر مباراة لكرة القدم بين فرنسا وألمانيا، ولم يعرف نتيجة ذلك.

وذكرت مصادر إعلامية فرنسية إن هناك أنباء عن عملية احتجاز رهائن في أحد عمليات إطلاق النار التي وقعت في باريس مساء الجمعة.

"داعش" تتبنى..

اعلن تنظيم داعش الارهابي مسؤوليته عن تفجيري الضاحية الجنوبية الذي ادى الى استشهاد وجرح المئات الذي استهدف حي عين السكة في منطقة برج البراجنة مساء الخميس الماضي وذلك في بيان تداولته في حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي.

ما إن أشرقت شمس نهار السبت، حتى تبنّى تنظيم "داعش" الهجوم الإرهابي على مدينة باريس، الذي أوقع حوالي 140 ضحية ومئات الجرحى.

وحسب البيان الذي تداولته حسابات موالين للتنظيم على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن "غزوة باريس المباركة"، شارك بها ثمانية مقاتلين "ملتحفين أحزمة ناسفة وبنادق رشاشة، باستهداف مواقع منتخبة بدقة في قلب عاصمة فرنسا"، مضيفًا أن الهجمات حصلت بشكل متقارب "فتزلزلت باريس تحت أقدامهم وضاقت عليهم شوارعها".

وأشار البيان إلى أنّ المقاتلين "فجروا أحزمتهم.. بعد نفاذ ذخيرتهم"، متوعدًا فرنسا "ومن يسير على دربها" أنهم سيبقون على رأس قائمة أهدافهم..

من الممكن الجهة التي خطّطت لانفجار الضاحية الجنوبية هي نفسها التي خططت في باريس، لكنّ عملية الاختراق في هذه الأخيرة اختلفت بسبب بعد المسافات واختلاف المجتمعات، فتطلّبَت الهجمات تخطيطاً أكثر دقّة وأصعب، خصوصاً لجهة إقامة قاعدة لوجستية في تلك المناطق، ففي لبنان هناك سهولة أكثر لأنّ أكثرية الإرهابيين يمكنهم التسلّل إلى الساحة وكأنّهم مقيمون عاديّون أو مجرّد عمّال سوريون، أمّا في فرنسا فهناك إجراءات سَفر ومشاكل اللغة وصعوبة إيجاد منازل آمنة تَأويهم.

ولــــــكــــن..

تضامن العالم بأسره مع انفجار باريس، وأطلقت الأوسمة المناهضة لهذا العمل التخريبي. واستنكر رؤساء العالم بأسره هذا العمل الارهابي.. وأعلن الحداد العام، كما أعلنت حالة الطوارئ، أقفلت الحدود، وبدأ الاجتماع العاجل للمجلس الاعلى للدفاع الفرنسي في الايليزيه. مع العلم أنه ليس العمل الارهابي الاول على أراضيهم.

بينما المفارقة مع انفجار برج البراجنة أبسط من ذلك، انتشر "الهاشتاغ" المتضامن معهم، وأدان الزعماء هذا العمل المأساوي. في حين، لم تعلن حالة الطوارئ، بالرغم أننه بأمسّ الحاجة إليها في بلدٍ يغتال أبناء وطنه فيه كل فترة في أعمال مماثلة. وهذا ليس التفجير الاول من نوعه على الاراضي اللبنانية بالرغم من اختلاف الاسلوب هذه المرة، فقد سبقته أعمال ما زالت راسخة في الذاكرة.. في حين عبر بعض المتفاعيلين على مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم قائلين : "برج إيقل" مش أهم من برج البراجنة"..

مصدر : (اسلام تایمز)