"الأسير علان" يتجول في غزة

بالعربي - عزالدين ابو عيشة: خلع نعليه ومشي متثاقلًا، جال بتلك الحالة شوارع وازقة قطاع غزة، إنه يحاكي بطل من رموز التضحية الفلسطينية، سطر بإضرابه أروع صفحات المجد، فيها جملٌ تحدت وعن قانون التغذية القسرية، وعباراتٌ رفضت بخلجاتها سياسة الاعتقال الإداري.

الناشط الشبابي والإعلامي أحمد أبو جراد (25 عامًا) من سكان مدينة غزة، كبل يديه وقدميه، ووضع في أنفه أنبوب ليجسد فيه التغذية الإجبارية، لمحاكاة ما يعيشه الأسير المضرب عن الطعام محمد علان، في ظل صمتٍ وتقاعسٍ شعبيٍ ووطني، مع قضية الأسرى المعتقلين في سجون الاحتلا.

لعل أبو جراد يريد أن يوصل رسالة مفادها أن ما يجري في حق علان هو حكم بالإعدام بطيء التنفيذ، وقال بنبرة تحدي: "انبثقت في ذهني فكرة التضامن هذه بمحاكاة حالة الأسير وما يتعرض له من إهمال صحي، فمشيت معصوب العينين وحافي القدمين مرتديًا الزي البرتقالي تجسيدًا لحكم الإعدام".

ولا بد من الإشارة إلى أن الأسير المحامي محمد علان من بلدة عينبوس قضاء نابلس، يخضع للاعتقال الإداري لستة شهور للمرة الثانية على التوالي، ومضرب عن الطعام منذ شهرين تقريبًا ويمر في حالة صحية حرجة، ومحجوز ومكبل في سرير بمستشفى برزلاي.

وتباع الناشط الشبابي وعينيه تبرقان من دموع احتبست فيها: "حاولت إيصال المعلومة للناس عن محمد علان بشكل غير تقليدي بعيدًا عن جمود أخبار الشاشات، والتي غالبًا ما أصبح ينفر منها المواطن الغزي في ظل الظروف السياسية والاقتصادية التي نعيشها".

وحول انبثاق الفكرة أوضح الناشط الإعلامي أنه بفكرته هذه مزج بين الواجب الوطني والإنساني فعرضها على بعض زملائه الذين شجعوه لتنفيذها مشيرًا إلى أن الهدف منها تعزيز روح المناصرة لأسرانا والتذكير بوجع أكثر من 6500 معتقل في سجون الاحتلال.

وعن اختياره هذه الطريقة استرسل بكلمات صمود: "هذه الوسيلة هي الأنجح، لأنها تصور وجع الاسرى بالشكل الاقرب ولها التأثير والوقع المطلوب على عقول الناس".

وكان قد انضم مؤخرًا إلى الاضراب مع علان الأسرى ساجي عطية، ومراد ملايشة، ومحمد علقمو، وعمر صليبي، في رسالة تضامنية حتى يحصل المعتقل الاداري على مطالبه.

ووعد أبو جراد استكمال مشروع التضامن مع الأسرى بأفكارٍ جديدة، لم تُطرح ليساند الأسرى الأشكال والذي عدّ هذه الأعمال واجب وطني يجب الالتزام به

ويشار إلى أنه يوجد 400 أسير محكومين إداريًا، منهم 148 مضرب عن الطعام، وحوالي 14 منهم في حالة صحية خطيرة.

وصادق "الكنيست الإسرائيلي" على قانون التغذية القسرية، الذي يجيز لمصلحة السجون ويخول للمحكمة إعطاء الضوء الأخضر للطبيب لإطعام الأسير الفلسطيني المضرب بالإجبار، بما يخالف إرادته ويتناقض مع قانون حقوق المريض، ويلجأ المعتقلون للإضراب من أجل تحقيق مطالب متعلقة بتحسين شروط الحياة في السجون، أو المطالبة بالإفراج عنهم في حال تم اعتقالهم اداريًا دون محاكمة، وعد مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين أن ضحايا هذه القانون شهداء بإذن الله.

ومن الجدير بالذكر أنه جالت شوارع غزة، أمس، مسيرات عدة للتضامن مع الأسير علان ونصرة قضيته العادلة رافعتًا شعارات تندد بالرد القاسي في حال استشهاد المضرب، وضربت موجة غضب كبيرة شباب القطاع فتمركزوا امام بوابات الصليب الأحمر مستنكرين التخاذل الدولي والإقليمي في التفاعل مع المحامي. 

عن (وطن للأنباء)