الغزو الأسترالي للسينما العالمية في هوليوود

بالعربي: اكتسحت مجموعة جديدة من صناع السينما الأستراليين استوديوهات هوليوود مؤخرا. ورغم نجاحهم في الخارج، إلا أن العديد من أفلامهم لم تلق التقدير الكافي في وطنهم. الصحفي الفني لووك بوكماستر يستعرض الأمر بالتفصيل.

فتحت أبواب النجاح أمام المخرج الأسترالي "جيمس وان"، وتفوق آخر أفلامه "فيوريوس 7" بشكل ملحوظ على منافسيه عند افتتاحه في قاعات السينما حول العالم في أبريل/نيسان.
وأشيد بالفيلم كتحية لنجمه الراحل "بول ووكر"، كما تجاوزت إيراداته 1.5 مليار دولار أمريكي، مما جعله رابع أكبر فيلم من حيث الإيرادات في تاريخ السينما العالمية.
وكان هذا هو النجاح الأكبر، لكنه ليس الأول، للمخرج البالغ من العمر 38 عاماً، والذي اكتسب خبرته الأولية في ملبورن قبل أن يتوجه إلى لوس أنجليس.
وكان فيلم "انسيدياس"، الذي أخرجه "وان" عام 2011 عبارة عن مهرجان للخوف، أضفى صبغة جديدة على قصص المنازل المسكونة المعتادة. وحقق هذا الفيلم أعلى الإيرادات بين إصدارات السينما الأمريكية هذا العام، إذ وصلت إيراداته إلى 97 مليون دولار أمريكي، وبلغت ميزانية إنتاجه 1.5 مليون دولار أمريكي.
أما فيلمه التالي، "الشعوذة"، عام 2013، فقد بلغت إيراداته 318 مليون دولار أمريكي حول العالم، بميزانية إنتاج بلغت 20 مليون دولار أمريكي، ولاقى نجاحاً مفاجئاً لدى النقاد.
كما أن وان في مقدمة جيل جديد من صناع الأفلام الأستراليين الذين وصلوا إلى هوليوود. بل ربما رائد هذا الرعيل الجيد من المخرجين الأستراليين في هوليوود. وبرز وان كأحد أهم وجوه هوليوود، منذ إصدار فيلمه الأول ذو الميزانية المنخفضة، "المنشار" عام 2004. وكان هذا الفيلم قد فشل في جذب تمويل في أستراليا، إلا أن شركة "تويستد بيكتشرز" في لوس أنجليس وافقت على إنتاجه.
عشق مفقود في الوطن
ولا يزال الآخرون في بداية مشوارهم ليكوّنوا سمعة لأنفسهم. المخرجون من أمثال "باتريك هيوز"، و"ديفيد ميتشود"، و"زاك هيلديتش" و "جستن كورزيل" هم مواهب كبيرة صاعدة، ويعملون الآن مع عدد من كبار الأسماء في عالم صناعة الترفيه.

وثمة عامل مشترك بين صانعي الأفلام هؤلاء، عدا كونهم من نفس الموطن الأصلي، وهو أن الأفلام التي حازت على انتباه العالم في الخارج فشلت جميعها تقريباً في الحصول على دعم قوي في أستراليا.
ويُعرف عن جمهور السينما الأسترالية صعوبة إرضائهم عندما يتعلق الأمر بمشاهدة الأفلام الأسترالية. وفي السنين الأخيرة، كانت نسبة الأفلام المنتجة محلياً في السينما الأسترالية أقل من خمسة في المئة. لكن هذا لم يمنع صانعو تلك الأفلام من النجاح في هوليوود.
وعلى سبيل المثال، أخرج باتريك هيوز أول فيلم له باسم "التلة الحمراء" عام 2010. وهو من الأفلام ذات النمط الغربي الحديث. وتدور قصة الفيلم حول شرطي صالح يتورط في حمام للدم، إذ يعود قاتل مدان إلى منطقة التلة الحمراء لينتقم من شرطيين مرتشيين، ارتكبوا جريمة نكراء بحق عائلته.
وهو أحد أفضل أفلام التشويق الأسترالية منذ مطلع هذا القرن، لكن إيراداته لم تزد على 300 ألف دولار أسترالي (144 ألف جنيه أسترليني).
ورغم عدم نجاح فيلم "التلة الحمراء" في أستراليا، إلا أنه جذب انتباه الممثل الأمريكي سيلفستر ستالون، بشكل دفعه إلى الاستعانة بهيوز ليخرج فيلم "فريق الدمار 3".
حتى أن ستالون أعلن عن مشاركة هيوز في الفيلم على موقع "تويتر"، مقارناً إياه بأول أفلامه "روكي". وقد رُصدت ميزانية ضخمة للفيلم القادم للمخرج هيوز، وهو إعادة إنتاج نسخة جديدة من ملحمة أندونيسيا المهيبة لعام 2011، "الغارة: الفداء". وهو فيلم مثير، ومشوِّق، ومليء بالمعارك اليدوية.
من "أديليد" إلى "كان"

كما شارك جاستن كورزيل، المولود في جنوبي أستراليا، في مهرجان "كان" هذا العام بإنتاج جديد ومطور لقصة "ماكبيث". وقام الممثل مايكل فاسبيندر بدور البطولة، وماريون كوتيلارد بدور زوجة ماكبيث.
وكان الفيلم الأول لـ كورزيل هو "بلدة الثلوج"، وهي قصة درامية عن سفاح، تدور أحداثه في بلدة "أديليد"، بتكلفة حوالي مليوني دولار أسترالي (960 ألف جنيه استرليني).
ورُصد للفيلم التالي للمخرج كورزيل ميزانية أكبر إلى حد ما، وسيقوم بتحويل لعبة فيديو "عقيدة القاتل" إلى فيلم من بطولة فاسبيندر وكوتيلارد.
ولا يقتصر تأثير صناع السينما الأستراليين على هوليوود، ففيلم "هذه الساعات الأخيرة" للكاتب/المخرج الشاب زاك هيلديتش عرض في مهرجان كان عام 2014 ضمن فعاليات "أسبوعين للمخرج".
وتدور أحداث الفيلم في اللحظات الأخيرة لدمار وفوضى تعم الكرة الأرضية. وهي رؤية مميزة لعالم في طريقه إلى الفناء، ولكن الفيلم لم يحقق أرباحا تذكر في شباك التذاكر الأسترالية.
ولعل الاحتفاء بالفيلم في مهرجان كان منح هيلديتش الفرصة لتوقيع عقد مع شركة "يوروبا كورب" لصاحبها لوك بيسون، ليعيد كتابة وإخراج وإنتاج فيلمه لصالح شبكة تليفزيون أمريكية.