بالصور.. "خروب يا عسل".. بصمة الساعي وملاذ الصائم عند الإفطار منذ 20 عامًا

بالعربي – نهيل أبو غيث: "خروب يا عسل" تصدح من جوفه وهو يحمل على ظهره جرة النحاس، منذ نحو عشرين عامًا، يجوب شوارع المدينة متجولًا، ليبيع ما تصنعه كفاه من قرون الخروب محولًا إياها شرابًا طاب لكل من تذوقه، فأصبح خروب أبو أسامة الساعي، (67 عامًا)، عنوانًا راسخًا في سوق مدينة طولكرم.

في رمضان "خلية نحل":
وفي شهر رمضان تبدأ الطلبات تتوالى فيصبح إنتاج الخروب كـ "خلية نحل" لا تهدأ. موضحًا الساعي: كنت في بداية عملي أحتاج نحو 50 كيلو شهريًا، أما الآن وخاصة في رمضان تصل الكمية إلى طنين من قرون الخروب، لذا يقوم بمساعدتي أبنائي وزوجاتهم وأبنائهم.

ويقول ابنه سامي الساعي، (36 عامًا)، الذي يعيش في ضاحية ارتاح بطولكرم: أخذ إجازة طوال شهر رمضان من عملي في تلفزيون الفجر، وألتحق بالعمل والعيش في بيت والدي. مشيرًا إلى أنهم لا يستطيعون أن يأتوا بشخص من خارج العائلة للعمل معهم لأن إنتاج الخروب يتم داخل بيتهم وبحضور عائلاتهم.

ويضيف: عهد الزبائن مذاق خروب والدي، فعندما أقف مكانه للبيع ويأتي زبون يستحلفني إذا كانت العبوات المعروضة من صنع والدي، فأنا ابنه لا يرضون ما أنتجه وحتى إن كان تحت إشرافه.

بدايات:
تعلم الساعي صناعة شراب الخروب من سوري التقاه في الأردن بداية الثمانينات، لكنه لم يعمل بها، وعندما هَمَ ابنه عزات وهو في الـ15 من عمره عام 1990 للعمل في هذه المهنة، علمه إياها، لكنه لم يستمر والتحق بعمل آخر عام 1993، تاركًا هذه المهنة فيما بعد لوالده في أواخر التسعينيات.

ويشير الساعي إلى أنه لم يحبذ فكرة عمله في البداية مستصعبًا الأمر، كذلك زوجته التي حاولت نهيه عن ما يريد الإقدام عليه، لكن فور خروجه إلى السوق مناديًا "خروب يا عسل"، تهافت الناس عليه، أصبحت تحثه على العمل في حال شعرت بتكاسله.

ويأتيه المشترون من خارج طولكرم، كنابلس والأراضي الفلسطينية المحتلة عام48 الذين أصبحوا زبائنه الدائمين، مشيرًا إلى أنه أضاف لشهر رمضان بيع الليمون والسوس والتمر الهندي، التي يصنعها أيضًا بيديه.

ويوضح إلى أنه الآن لم يعد يستطع حمل الجرة كالسابق والتجوال بها، لذا اتخذ وكنًا دائمًا في وسط طولكرم.

ويهتم بآراء الآخرين بمنتوجه، وفي حال شعر أن ملاحظة ما سلبية يقوم بتلاشيها في المرات القادمة.

إنتاج الخروب:

بعد أن يشتري الساعي قرون الخروب، يقوم كالمعتاد بنشرها وهي جافة مدة 25 – 30 يومًا، ثم يطحنها وينقعها في الماء مدة يوم كامل، وبعدها يرتدي قفازات ويعصر المنقوع بيديه ويعبئه في قنانيّ تبلغ سعتها اللتر، يشتريها من مصنع في نابلس، وفق قوله.

يذكر أن الساعي هُجر مع عائلته من يافا وانتقلوا للعيش في غزة لبداية السبعينيات، وعندما استلم عملًا في مدينة بيت لحم، انتقل وعائلته للإقامة في الضفة الغربية.

 

عن "إرم"