الشيخ خضر عدنان.. رحلة الجوع المجهولة

بالعربي_كتب تمارا حداد: من داخل أسوار سجون الظلام تكمن ثورة الأمعاء الفارغة من أجل استعادة كرامة الإباء في غابة السيادة العنصرية التي يسودها التوحش والافتراس بكل ضعيف وشريف فهي ثورة حق تتقدمها نداءات من الملأ الأعلى تنادي ببزوغ فجر العدالة لتطوي صفحة الظلم والمهانة لكرامة الإنسان فهي صرخة الم ومعاناة فالجروح تفاقمت وتعالت الصيحات فالموت خير إذا كان من اجل استعادة حرية الإنسان وكرامته لو الموت ثمن الحرية لبيك يا موت من أجل الوطن في ساحات الشرف والكرامة.

فالأسير خضر عدنان محمد موسى الذي يواصل رحلة الجوع من اجل أن يحصل على حريته المسلوبة فهو يخوض معركته منذ 16 يوما بصمود وثبات, هذا الصمود والثبات والاستعداد الدؤوب لا يوازيه إلا تجاهل إدارة مصلحة السجون التي تعتقله منذ تاريخ 8/7/2014 وما زال حتى اليوم رهن الاعتقال الإداري دون تهمة محددة توجه له فهو اعتقل لعدة مرات.

أعلن عن إضرابه عن الطعام في سجون الكيان رفضا لاعتقاله الإداري الذي تجدد لمدة أربعة شهور وللمرة الثالثة منذ اعتقاله قبل حوالي عام. فرسالة الأسير خضر عدنان لوضع حد لمهزلة الاعتقال الإداري ووقف مسرحية الملف السري ولإماطة اللثام عن وجه الاحتلال القبيح وأدواته اللاإنسانية المتغطرسة.

فالاعتقال الإداري ما هو إلا لسحق مقاومة أبناء الشعب الفلسطيني والنيل من نضاله الوطني ومسالة إضرابه خضر عدنان مسالة وقت لتكون خطوة لكسر الاعتقال الإداري من اجل النصرة والكرامة.

يقول عدنان محمد عبد الله موسى  والد الأسير خضر عدنان ذو 75 عاما القاطن في عرابة قضاء جنين إن ولدي يناضل من اجل القضية الفلسطينية يخوض الاعتقال الإداري دفاعا عن حقوق الأسرى الإداريين في السجون منذ 16 يوما يواصل إضرابه حتى النهاية حتى يخرج منتصرا بإذن الله تعالى وسيستمر في إضرابه وسيخرج معتمدا على الله عزوجل بكل عمل يقوم به.

ويطالب والد الأسير خضر عدنان من أهل الأسرى الإداريين أن يكثفوا الدعاء لولده ولعموم الأسرى ويسال الله أن يرجع ولده سالما غانما ولجميع الأسرى بإذن الله تعالى.

فالأسير خضر عدنان ولد في 24/3/1978 قابع في سجن هداريم ومتزوج وله ستة أطفال قضى حياته داخل زنازين السجان مابين الاعتقال الإداري والحكم, وخاض العديد من الإضرابات مستمدا من جوعه الشجاعة فالسجن اشد قسوة من الحجارة وحلكة ليله مليئة بالقبح والقيود والسراديب الموغلة فالأسرى يحييون داخل الأقبية كالحجارة الصماء.

فالإضراب عن الطعام يذيب الجسد كقطعة السكر في كوب ماء فما هو إلا موت بطيء يستنزف في حلبة الموت من يضرب عن الطعام يعاني من جوع ومرارة وقيئ وغثيان وحسرة وحيرة كلها أحاسيس ممزوجة بالهزيمة وفقدان الأمل.

دائما الأسير خضر عدنان يبرر موقفه بمقولته (أنا ولدت حرا ولن اذهب إلى السجن طواعية واحتجاز حريتي واعتقالي هو اعتداء على هويتي) فسلب حريته هو اعتداء على كرامته فهو لا يقبل العبودية وإذلاله يخوض معركته من اجل الضغط على “إسرائيل” من اجل وقف الاعتقال الإداري والذي هو عقاب جماعي لأبناء الشعب الفلسطيني وظلم جائر وخرقا واضحا للمادة (78) من اتفاقية جنيف الرابعة التي حرمت الاعتقال الإداري.

لكن الكيان لا ينفذ أي منها.يجب أن يكون حملة شعبية ورسمية وحقوقية من اجل دعم الأسير خضر عدنان وبالذات اللجنة الدولية للصليب الأحمر لأنها الوحيدة القادرة لدخول سجون الكيان الصهيوني للتدخل العاجل للإفراج عنه ولضمان حياته والتي هي مهددة بين الحين والآخر والالتفاف حول معاناة الأسرى الإداريين.فالحياة بدون حرية وكرامة هو الموت الحقيقي والموت في سبيل الحرية هي الحياة الحقيقية….