معادلة...بينيت يريد ضرب رأس التنين "قطر"

بالعربي_كتب حمدي فراج: من ضمن غرائب حكومة نتنياهو الجديدة، ان الحليف المركزي الذي حسم تشكيلها، الزعيم نيفتالي بينيت رئيس "البيت اليهودي"، اشترط انسحابه منها في حال اقدم نيتنياهو على تشكيل حكومة وحدة وطنية، فهو بينيت لا يؤمن بهكذا مفاهيم ومصطلحات تتناقض كليا مع مبادئه ومباديء حزبه. فهو ينظر للمعسكر الصهيوني، على انه معسكر لليسار، مع فارق انه اليوم غيره عن عقد التسعينات، ويقول: أجلس هنا وأسمع خطابات اليساريين، ولا اصدق ما اسمعه، أشعر وكأننا في التسعينيات، ولكن هذا ليس أنا، اليسار هو الذي يعيش في التسعينيات، هذا مثل شخص يجلس على الشاطئ ويأتي نحوه تسونامي عظيم ولكنه ينظر الى حوض سمك صغير ويقول ان كل شيء على ما يرام.

ويرى بينيت في تجميد الاستيطان، تجميدا للدماء في العروق الصهيونية، وفي "عرب ال84 ""مجرد شظية في المؤخرة" ولا بأس من قتلهم، "ما المشكلة في قتلهم؟ لقد قتلت خلال حياتي الكثيرين منهم".

يرفض بينيت من حيث المبدأ اي شكل من اشكال الدولة الفلسطينية، لأنه والحالة تلك "سيكون للفلسطينيين دولة ونصف، ولليهود نصف دولة"، وأن حل القضية الفلسطينية يكمن في "عدم حلها" وبالتالي لا ينادي هذا الزعيم بضم الضفة الغربية، اسوة بالقدس والجولان، بل بضرب قطر، "رأس التنين"، ضربها سياسيا واقتصاديا وعسكريا، متسائلا: لماذا يستمر نزيفنا أمام فرعها حركة حماس؟.

وعندما سُئل في لقاء إذاعي عن ردة فعله المباشر في حال التقى بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في غرفة، رد قائلاً:"سأنسّبه "للبيت اليهودي"، وأطلب منه بعد ذلك أن يصنع لي فنجان قهوة".

هذه بعض من مشاهدات هذا الزعيم الذي حصل على خمس حقائب في حكومة بنيامين نتياهو الجديدة، والتي عدها البعض انها أكثر حكومات الاحتلال يمينية وتطرف، متناسين على سبيل المثال ان أفيغدور ليبرمان وزير الخارجية الاسبق، انسحب منها ليس بسبب يمينيتها، وان نيتنياهو بدون شك يروق له ما يصرح به هذا الزعيم الصاعد فيعبر عما يعتمل في صدره، بما في ذلك شعاره الانتخابي "لا للدولة الفلسطينية"، وانه نتنياهو ابقى وزارة الخارجية في انتظار عودة ليبرمان اليها. ونيتنياهو هذا الذي رفع نسبة الضباط المتدينيين من 2% في الجيش الى ما يناهز 40%، يشكل بهذه الحكومة، حكومته الشخصية الرابعة، ما لم يتمكنه اي زعيم من قبله في تاريخ الاحتلال الحديث.