قائد القوات البريّة في جيش الاحتلال: الأنفاق يجب ألّا تبقى حكرًا على حماس وحزب الله

بالعربي: “من أجل مُواجهة التحدّيات المُحدّقة بكيان الإحتلال، فإنّ الجيش يقوم بالتدرّب على استعمال القوّة الناريّة بكثافةٍ كبيرةٍ، كما يعمل على تحسين أداء الضباط والجنود في المجال القياديّ والمهنيّ، كما أنّه قام بإدخال وسائل تكنولوجيّة مُتقدّمة ومُتطورّة جدًا لكي يقوموا باستعمالها في أرض المعركة خلال الحرب القادمة”، هذا ما قاله اليوم الثلاثاء، الجنرال غاي تسور، قائد قوّات المُشاة في جيش الإحتلال الإسرائيلي، خلال كلمة ألقاها في المؤتمر السنويّ الدوليّ لقوات المُشاة، والذي يُعقد في اللطرون، بالقرب من القدس المُحتلّة، برعاية الموقع الصهيوني، المُتخصص بالشؤون الأمنيّة والعسكريّة (Israel Defense).

وتابع الجنرال تسور قائلاً إنّه اليوم في عصر الحروب ضدّ ما أسماها بالتنظيمات "الإرهابيّة" على حد قوله، يتحتّم على جيش الإحتلال أنْ يُواجه عدوًا، الذي يظهر فجأةً، يُطلق النار ومن ثمّ يختفي، على حدّ تعبيره. وساق قائلاً إنّ الحروب التقليديّة ذهبت إلى غير رجعة، أيْ لا يوجد اليوم حربًا ضدّ كتيبة دبابّات، وبالتالي يجب على القائد، وليس مُهمًا ما هي درجته العسكريّة، أنْ يعرف كيف يُعالج هذه الوضعية الجديدة، وأنْ يتخذ القرارات المُناسبة من أجل الانتصار على العدو، حسبما ذكر.
وشدّدّ الجنرال تسور في كلمته على أنّ كلّ كتيبة في جيش الإحتلال يجب أنْ تمتلك كمًا هائلاً من المعلومات الاستخباراتيّة، كما أنّ هذه المعلومات يجب أنْ تكون على مستوى عالٍ من الدقّة، قبل أنْ تبدأ المعركة في المناطق المأهولة بالسكّان أوْ في المناطق الوعرة، كما أنّه يتحتّم على كلّ كتيبة، أضاف الجنرال الصهيوني، أنْ تعرف كيفية التعامل والمواجهة مع تهديدات الأنفاق، وأنْ تعلم كيف يُمكن العثور على النفق، وأنْ تقوم بتصفية كلّ قائد الذي وصفهم  "بالأعداء" يختبئ في "البونكر"، أيْ في الموقع الذي تمّ حفره تحت الأرض، بحسب تعبيره.
وأضاف أنّه يجب العمل على تطوير قدرات تكنولوجية للعمل تحت وفوق الأرض لضرب كل من يرفع رأسه، على حد تعبيره، مُشدّدًا على أنّ قدرة كيان الإحتلال على ضرب أهداف دون أن يعرف أحد ذلك من شأنه أنْ يحسم الحرب القادمة، حسبما قال.
وبناءً على ما تقدّم، أوضح الجنرال تسور، فإنّ جيش الإحتلال يقوم بتخصيص المبالغ الهائلة في مجال الإرشاد والتكنولوجيا المُتقدّمة والمُتطورّة من أجل تحسين أداء القيادة الوسطى في الجيش. ولفت الجنرال تسور أيضًا في سياق كلمته إلى أنّ المنظار لم يعُد يكفي، ذلك أنّ المنظار العاديّ لا يُمكنه رؤية "العدو" وتحديد مكانه وفق ما زعم، وبالتالي هناك حاجةٍ ماسّةٍ لتطوير وسائل الرؤية لدى جيش الإحتلال، من الناحية التكنولوجيّة المُتطورّة لكي يتمكّن من مواجهة العدو في المعركة القادمة، ولكي يُمنح الفرصة المُناسبة لرؤية العدو الذي يختبئ في مكانٍ ما، بحسب تعبيره.
ولفت الموقع الصهيوني إلى أنّ الجنرال تسور خصص جزءً كبيرًا من كلمته للحديث عن الحرب التي ستجري تحت الأرض، أيْ في الأنفاق، كما جرى في عملية الجرف الصامد، ضدّ قطاع غزّة في الصيف الماضي 2014، وقال إنّه من غير المعقول أنْ يبقى هذا المجال، أيْ الحرب تحت الأرض حكرًا على "العدو"، وبالتالي على جيش الإحتلال أنْ يقوم بتطوير طرق ووسائل من أجل خوض الحرب تحت الأرض، على حدّ قوله. بالإضافة إلى ذلك، قال الجنرال تسور إنّه توجد أهميّةٍ بالغةٍ لوسائل الاتصال، بحيث يجب أنْ تتوفّر لدى قائد الكتيبة أوْ قائد الوحدة الوسائل الملائمة لكي يقوم بالتوجّه إلى سلاح الجوّ طلبًا للمُساعدة، بحيث يقوم سلاح الجو بتدمير بيتٍ يختبئ فيه من أسماهم بالمُخرّبين.
وأردف قائلاً إنّه هنا تكمن أهمية التواصل بين الجيش البريّ وبين سلاح الجو، وعليه يقوم جيش الإحتلال بتخصيص المبالغ الكبيرة لتحسين التنسيق والتعاون بين القوات البريّة وبين سلاح الجوّ خلال المعركة، وبرأيه، فإنّ امتلاك شبكة اتصالات لنقل المعلومات، ونقل صورة عن المعارك، وكلّ ذلك من أجل إيجاد الارتباط مع الهدف الصحيح، على حدّ تعبيره.

نقلا عن رأي اليوم