سقوط نظرية الحزام الأمني الأردني والمعارك في المعابر

بالعربي_كتب عامر السبايلة :  تطورات ملفتة على جبهتي الاردن الحدودية تنقل الاردن الى مواجهة شبه مباشرة مع سلسلة اخطار مباشرة قد تطال حدوده و جبهته الداخلية.

سعى الاردن في السنوات الماضية الى منع وصول اي من التهديدات الارهابية او حتى المواجهات المباشرة الى نقاطه الحدودية المشتركة مع سورية و العراق. كثيرة هي النظريات التي ظهرت ضمن هذه المعادلة، أهم هذه النظريات و التي يبدو انها تسيطر على ذهنية صناعة القرار في الاردن تتمثل في بناء خط دفاع مما يسمى العشائر السنية في الداخل العراقي و السوري و تسليح ابناء هذه العشائر لخوض المواجهة مع تنظيم داعش بصورة تمنع وصول التنظيم الى الحدود مع الاردن.
الرؤية الاردنية المبنية على تفاصيل بعض التجارب السابقة في العراق تواجه اليوم صعوبات و تعقيدات اكبر بكثير من تحديات المراحل السابقة، بالاضافة طبعاً للمحاذير و المخاطر التي تنطوي عليها هذه الرؤية مما يجعلها في بعض المراحل اقرب الى الامنيات منها الى التفكير الاستراتيجي القابل للتطبيق و الضامن للنتائج. الوضع السياسي و الامني في العراقي بالاضافة الى طبيعة تركيبة خارطة القوى العراقية في هذه المرحلة تشير الى صعوبات حقيقية قد تشكل عوائق امام تطبيق نظرية الحزام الامني، عداك ان وصول انتحاري داعش الى نقطة طريبيل الحدودية بالامس يعني باختصار ان الحزام المنوي تشكيله بات مخترقاً و ان الاردن يجب ان يستعد للتحضير لسيناريوهات المواجهة المباشرة على الحدود في المرحلة القادمة.
اما على الجبهة السورية فالتحديات الاردنية القادمة ظهرت مع سقوط نقطة نصيب الحدودية، و بغض النظر عن هوية الجهة المسيطرة اليوم على الجهة السورية للحدود الا ان تحول هذه المنطقة الى نقطة جاذبة للخلايا الارهابية و التنظيمات المتعددة يجعل الاردن ايضاً امام تحديات يومية قابلة للتطور، عداك عن اشكالية و محاذير فكرة انشاء الحزام الامني داخل سورية مما يعني ان السيناريو السوري قد يشهد تصعيداً مباشراً في المرحلة القادمة و يضع الاردن في مواجهة مباشرة على حدوده الشمالية. خصوصاً ان سيناريو التأزيم في معظم المدن السورية و على مختلف الجبهات بات واضحاً مما يعني ان تداعيات قادمة قد تشهدها المنطقة الجنوبية لدمشق و بالتالي احتمالية حصول تداعيات على نقاط التماس الاردني السوري.
التحديات الاردنية باتت متعددة، و الاستعداد لحالة التأزيم المستمر في العراق و سورية يدفع باتجاه ضرورة البحث عن بدائل حقيقية لمواجهة تداعيات الانهيارات الامنية المتكررة، خصوصاً مع تضعضع نظرية الحزام الامني في الداخل السوري و العراقي و التي تفرض ضرورة الاستعداد لتبني استراتيجيات مختلفة قادرة علي تحقيق هدف النأي بالاردن عن اي مواجهة مباشرة على الحدود و بالتالي منع انتقال اي من هذه المواجهات الى الداخل الاردني.