الاسد: أكثر قادة “داعش” خطورة في منطقتنا اسكندنافيون .. وأمام المنطقة مستقبل القاعدة فقط

بالعربي: اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أنه طالما كانت “الحديقة الخلفية لأوروبا” وخصوصاً حوض المتوسط وشمال أفريقيا “تعج بالإرهابيين لا يمكن لأوروبا أن تكون آمنة”، لافتاً إلى أن أكثر قادة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) خطورة هم “الاسكندنافيون”.

وأوضح الأسد في مقابلة مع صحيفة “اكسبرسن” السويدية، رداً على سؤال ما إذا كانت السويد ستواجه خطر "الإرهاب “لا أعتقد أن من الصحيح النظر إلى الإرهاب كقضية محلية أو إقليمية, إنه مشكلة عالمية.. إذا أردت التحدث عن السويد كجزء من أوروبا أو المجموعة الاسكندنافية في أوروبا.. فينبغي أن تأخذ في الاعتبار أن أكثر قادة “داعش” خطورة في منطقتنا اسكندنافيون، هذه معلومات”.
وتابع الأسد “طالما ينمو الإرهاب في بلدان أوروبية مختلفة.. لا تستطيع السويد أن تظل آمنة. وطالما كانت الحديقة الخلفية لأوروبا.. وخصوصا حوض المتوسط وشمال أفريقيا في حالة من الفوضى وتعج بالإرهابيين.. لا يمكن لأوروبا أن تكون آمنة. وبالتالي.. نعم أتفق مع الرأي القائل بأن هذا يشكل تهديدا رئيسيا.. لكن لا يمكن أن تسميه محليا.. بل هو تهديد”.
وأضاف الأسد “في الواقع.. كل ما حدث في أوروبا.. أعني من هجمات "إرهابية".. حذرنا منه منذ بداية الأزمة.. وقلت إن سورية تشكل خط فالق الزلزال.. وعندما تعبث بهذا الخط ستكون لذلك أصداء وتداعيات في مناطق مختلفة.. وليس فقط في منطقتنا.. حتى في أوروبا. في ذلك الوقت.. قالوا إن الرئيس السوري يهدد. في الواقع.. لم أكن أهدد.. بل كنت أصف ما سيحدث. الأمر ليس بحاجة لعبقرية.. لأن هذا هو سياق الأحداث التي جرت عدة مرات في منطقتنا.. ولدينا خبرة بهؤلاء "الإرهابيين" منذ أكثر من خمسين عاما. لم يصغوا لنا.. وقد حدث ما كنا قد حذرنا منه”.
وحذر الاسد من أن المتطرفين “لا يمتلكون حاضنة في سوريا.. على المدى القصير فإنه ليس لداعش مستقبل.. لكن على المدى المتوسط.. وخصوصا فيما يتعلق بالشباب والأطفال.. فإن أمام هذه المنطقة مستقبلا واحدا فقط هو مستقبل القاعدة.. أي “داعش.. والنصرة.. والإخوان المسلمين.. وهذه ستشكل الحديقة الخلفية لأوروبا”.
وعن التعذيب في سوريا, قال الأسد أنه “في سورية.. لم تكن لدينا سياسة ممنهجة كتلك (سياسة التعذيب الأمريكية في سجن غوانتانامو) تحت أي ظرف كان, إذا أي انتهاك للقانون.. مثل التعذيب.. أو الانتقام.. أو ما إلى ذلك.. يمكن أن يكون ذلك حدثا منفردا يحاسب عليه مرتكبه, إذا.. هذا ما يمكن أن يحدث في أي مكان في العالم.. كأي جريمة أخرى”، وأوضح الأسد أن العديد من المنظمات والكيانات يمكنها أن تزور سجوننا وذلك يعتمد على تعاونها القائم مع حكومتنا ومصداقيتها.
وأكد الأسد أنه “قدم العديد من الصحفيين والعديد من المنظمات إلى سورية.. لكن إذا أردت أن تذكر اسما معينا يمكن أن يزور سورية فإن ذلك يعتمد على نوع التعاون القائم بين منظمة معينة وحكومتنا.. وذلك يعتمد أيضا على مصداقية المنظمة. لكن من حيث المبدأ.. فإن العديد من المنظمات والكيانات يمكنها أن تزور سجوننا”.
وعن سؤال حول ترك الرقة حتى الأن بيد “داعش”, قال الأسد أنه لدينا قائمة أولويات تستند لمعايير عسكرية, والرقة واحدة من المدن الرئيسية التي سنستعيدها لكن المسألة مسألة وقت فيما يتعلق بهذه القائمة.
وشرح الاسد أنه في “مثل هذه الحرب الشرسة.. ويتلقى الإرهابيون الدعم من عشرات البلدان حول العالم.. ويأتي الإرهابيون من أكثر من 100 دولة إلى سورية.. وأنت في بلد صغير بموارد محدودة عليك أن تضع قائمة بأولوياتك تستند إلى معايير عسكرية.. وإلا ستتشتت قواك في الحرب في كل مكان من سورية.. ولن يكون بإمكانك أن تكسب أي معركة”.
وتابع الاسد “ولذلك تضع أولويات. والهدف النهائي في هذه الأولويات هو أن تستعيد كل جزء من سورية.. سواء كان مدينة كبيرة أو قرية صغيرة.. أو مكانا غير مأهول أو مأهولا.. وستكون الرقة واحدة من المدن الرئيسية التي سنستعيدها.. لكن المسألة مسألة وقت فيما يتعلق بهذه القائمة التي ذكرتها”.
ورداً على سؤال حول مدى السيطرة على تواجد حزب الله في سوريا, أكد الاسد أن “كل طرف يقاتل إلى جانب الجيش السوري ..لأنه كما تعرفون هناك مقاتلون سوريون من غير الجيش لكنهم يدعمونه.. كل فصيل يقاتل مع الجيش يعمل تحت قيادة جيشنا. وهكذا.. فهم لا يعملون بشكل منفصل أو يخوضون معاركهم الخاصة على جبهاتهم أو يتخذون قراراتهم الخاصة, جميع المعارك تجري تحت قيادة الجيش السوري وليس هناك أي مشاكل”.
وحول ضربات التحالف الدولي ضد “داعش”, قال الأسد نحن نشن أكثر من 100 غارة في اليوم في بعض الأحيان, بينما دول التحالف تشن أكثر من 10 غارات أو أقل يومياً.
وأوضح الأسد “لا وجود للتنسيق (مع دول التحالف) عندما تقول إنهم يدعموننا.. لنقل إسميا أو على الورق.. في الواقع فإن ذلك لا يحدث, إذا أردت المقارنة فإن متوسط عدد هجمات التحالف الذي يتكون من 60 دولة.. بعضها بلدان عظمى.. هو أقل بكثير مما يشنه بلد صغير واحد مثل سورية, وهكذا على سبيل المثال.. فإنهم يشنون أحيانا أقل أو أكثر من 10 غارات يوميا في حين اننا نشن أكثر من مئة غارة يوميا في بعض الأحيان. وهكذا.. فإن ما نقوم به هو عشرة أضعاف ما يقومون به”.
وعن خطة المبعوث الأمم لسوريا ستيفان دي ميستورا لتجميد القتال في حلب, قال الأسد إنها فشلت بسبب طلب تركيا من الفصائل والإرهابيين عدم التعاون معه.
وتابع الاسد “أي خطة تريد أن تنفذها في سورية اليوم من أجل حل المشكلة ..وهذا ما واجهته خطة دي ميستورا في حلب.. ستفشل بسبب التدخل الخارجي, هذا ما حدث في حلب.. عندما طلب الأتراك من الفصائل أو الإرهابيين الذين يدعمونهم أو يرعونهم أن يرفضوا التعاون مع دي ميستورا, وهكذا أعتقد أنه يعلم أنه ما لم يتمكن من إقناع هذه البلدان بالتوقف عن دعم الإرهابيين وترك السوريين ليحلوا مشكلتهم.. فإنه لن ينجح”.