"هآرتس": استمرار الاحتلال هو الذي يهدد وجود اسرائيل وليس النووي الايراني

بالعربي: أنشأت صحيفة "هآرتس"، مقالا افتتاحيا (الأربعاء 4 آذار)، تحت عنوان "التهديد الوجودي الحقيقي"، هاجمت فيه وبشكل غير مسبوق رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقالت إن خطابه البهلواني امام الكونغرس الامريكي،وصل الى الذروة تجاهل المتنافسين في الحملة الانتخابية الحالية للتهديد الوجودي الحقيقي الذي يواجه إسرائيل وقدرتها على الوجود كدولة يهودية وديمقراطية، ألا وهو الاحتلال الذي لا تبدو له نهاية للأراضي الفلسطينية.

وقالت الصحيفة إن "إصرار إسرائيل على مواصلة السيطرة على ملايين الفلسطينيين المحرومين من الحقوق في الضفة الغربية، وتوسيع الاستيطان ومواصلة محاصرة سكان غزة هو التهديد الحقيقي لمستقبل إسرائيل. فهي – أي إسرائيل - تستعبد مواردها الوطنية للحفاظ على النظام المزدوج، ديمقراطية لليهود وفصل عنصري للفلسطينيين، والوهم الذي يحاول تصوير الاحتلال وكأنه مريح وهادئ وان معظم الإسرائيليين معزولون عنه، سيكون مصيره الانفجار.

في السنوات الأخيرة، التي ساد فيها الهدوء النسبي في الضفة الغربية، شنت إسرائيل الحرب ثلاث مرات على غزة، ما أسفر عن قتل الآلاف من المدنيين الفلسطينيين - فقط في سبيل الحفاظ على الوضع الراهن. هذه "العمليات" الدورية، ووقف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس، فرضت وصمة عار أخلاقية على جيش الاحتلال اوعلى السياسيين الذين أرسلوه للقتال إلى غزة أرسلوه للقيام بعمل الدوريات في رام الله ونابلس والخليل".

وحذرت الصحيفة من ان "الدعوة الى فرض المقاطعة على إسرائيل والاعتراف بفلسطين، بدون اتفاق ايضا، انتقلت من الهامش السياسي الى مركز المنابر الغربية، وبدل ان يتخلى الفلسطينيون عن طموحاتهم القومية تضطر اسرائيل الى مواجهة الادعاءات بأن الصهيونية تتناقض مع الديموقراطية.

خلال سنوات نتنياهو الست في الحكومة اتسعت عملية تسرب الاحتلال الإسرائيلي الى قلب اسرائيل. فقد زاد التوتر الداخلي بين اليهود والعرب، وتنافست الأحزاب اليمينية في مناكفة القوانين المناهضة للديمقراطية التي تهدف إلى إضفاء الطابع المؤسسي على التمييز ضد الأقليات ونزع حريتها السياسية. وفي الوقت الذي استعد فيه نتنياهو لخطابه في واشنطن، هاجمت البلطجية اليمينية النائب حنين زعبي في مؤتمر سياسي عقد في "رمات غان". وشكل ذلك استمرار طبيعيا لمشروع قانون القومية ومحاولات طرد الزعبي ورفاقها من الكنيست، ودليلا آخر على ان الديمقراطية تستصعب اداء مهامها الى جانب الفصل العنصري والاحتلال العسكري".
وهاجمت لصحيفة كل الأحزاب الاسرائيلية تقريبا، التي تخفي الموضوع الفلسطيني في المعركة الانتخابية، وقالت: "المعركة الانتخابية الحالية تدور كما لو انها حفل مساخر. الاحزاب تتجاهل الاحتلال ومخاطره وتختار وضع اقنعة: ايران، ثمن الشقق السكنية، الخلافات الشخصية. لا احد يتجرأ على التعامل مع الصراع مع الفلسطينيين، وثمنه الباهظ والحاجة الى انهائه، وعلى رأسهم رئيس الحكومة الذي اهدر الفرص والاهتمام الكبير الذي حظي به في الكونغرس، ولم يذكر بالخطر الحقيقي الذي يهدد اسرائيل".