نتنياهو يلوح بالقوة العسكرية ضدد ايران ويعرض بدائل سواء للاتفاق أو لتفاصيله

بالعربي: كتب يعقوب عميدرور: في هذا الاسبوع في واشنطن، قبل وبعد خطاب نتنياهو في الكونغرس، التقيت مع عدد من اعضاء الكونغرس من الحزب الديمقراطي والجمهوري. من يستخف ويقلل من قيمة دعم الكونغرس الامريكي لاسرائيل ايضا في الموضوع الايراني، لا يفهم الساحة الامريكية.

صحيح أن هناك ديمقراطيين كثيرين تم المس بهم بسبب الطريقة التي نظم فيها الخطاب، واقوال رئيس الحكومة حول الموضوع – في “ايباك” والكونغرس – لم ينسوا بعد الغضب والاهانة التي شعروا بها. محظور اختلاط الامور علينا: باستثناء عدد من النواب (المهمين جدا) الذين حولوا الامر الى موضوع شخصي، فان اغلبية الديمقراطيين وتقريبا كل الجمهوريين في مجلسي النواب والشيوخ يفهمون أن الاتفاق مع ايران هو اشكالي جدا، وأن الطريقة التي يتم فيها اجراء المفاوضات وتتراكم فيها تنازلات امريكية في كل مرحلة، ستؤدي الى اتفاق سيء.
يجب استثمار كل جهد لتقليل الغضب في اوساط الديمقراطيين. العلاقات معهم أمر حيوي لاستمرار العلاقات المميزة مع الولايات المتحدة، ومع ذلك يجب القول بصورة واضحة: الرد على الخطاب من جانب عدد من الاوساط الرسمية في الولايات المتحدة غريب جدا. زعمهم الاساسي هو أن نتنياهو لم يقدم أي جديد ولم يعرض بديلا. رئيس الحكومة لم يكن يستطيع أن يجدد. طلب الامريكيون بصورة صريحة أن عليه أن لا يتعرض لتفاصيل المفاوضات أو الاتفاق “كي لا يشوش على المفاوضات”، وقد استجاب لطلبهم. كيف يمكن التجديد اذا أردنا الاستجابة لطلب واشنطن، عدم التطرق الى التفاصيل المهمة في الاتفاق؟.
مع ذلك، كان هناك تجديد كبير في اقوال نتنياهو. من فوق المنصة الاعلى في الولايات المتحدة قال إن اسرائيل مستعدة للدفاع عن نفسها بنفسها، ومن في رأسه عقل يفهم.
الزعم الامريكي الثاني، أن رئيس الحكومة لم يعرض بديلا للاتفاق، يتجاهل حديثه عن موضوعين أساسيين. حول ما سنطلب من ايران، عرض رئيس الحكومة بديلا واضحا: تجريد ايران من امكانية التخصيب. مستشارة شؤون الامن القومي تطرقت في خطابها أمام “ايباك” لهذا الطلب وقالت إنه غير منطقي، ولهذا يجب الاكتفاء بما هو أقل. هذا خلاف بين خيارين، وليس من الممكن الادعاء أنه لم يعرض بديل كهذا (بالمناسبة، ذات يوم كان هذا هو الموقف الامريكي).
البديل الثاني الذي عرضه رئيس الحكومة، جديد ويتعلق بفترة سريان الاتفاق. الآن يدور الحديث عن فترة محدودة، الاشاعات تقول إنه سيكون لـ 10 – 15 سنة، وفي نهايته “تعود ايران الى أسرة الشعوب”. نتنياهو عرض عدم التحديد المسبق لفترة الاتفاق ولكن ربطه بسلوك ايران. حسب زعمه ليس من الصحيح اعادتها الى أسرة الشعوب فقط لأنه مرت فترة معينة بدون خرق الاتفاق في الوقت الذي تقف فيه ايران خلف أحداث ارهابية في أنحاء العالم. ليس صحيحا وقف الضغط على ايران في الوقت الذي تدعم فيه حزب الله وحماس والجهاد الاسلامي، وتدعم قواتها الموالية لها على حساب استقرار واحيانا على حساب وجود دول اخرى (مؤخرا اليمن).
يمكن الزعم أنه ليس بالامكان انجاز اتفاق كهذا. يمكن الزعم أنه يفضل اتفاق – يؤدي في النهاية الى أن تتصرف ايران بطريقة اخرى – ولكن لا يمكن الزعم أنه لم يتم عرض بديل. وهكذا في الموضوعين الحيويين فقد عرض نتنياهو موقفا مختلفا بديلا للاتفاق الآخذ في التبلور. يمكن معارضة هذه البدائل لكن ليس من الممكن الادعاء أنها لم تُعرض.
بالنسبة لبديل للاتفاق نفسه: هنا كان رئيس الحكومة واضحا فقد قال إنه حسب رأيه فان البديل هو استمرار العقوبات الاقتصادية، التي أدت بالناخبين في ايران الى انتخاب مرشح من مرشحي خامنئي  القادر على رفع العقوبات، ليس معتدلا لكنه يعرف بصورة افضل الغرب ويستطيع قول الاقوال الصحيحة وأن الوضع الاقتصادي أجبر الايرانيين على الدخول في المفاوضات رغما عنهم. يمكن التساؤل اذا كانت عقوبات اقتصادية أشد هي البديل الجيد (حسب رأيي التهديد العسكري الصادق أكثر حيوية)، لكن لا يمكن الادعاء أنه لم يتم عرض بدائل.
حتى الآن الرد الامريكي الرسمي على الخطاب مُخيبا للآمال، وهناك من يزعمون ذلك في الجانب الاكثر ليبرالية في الخارطة السياسية.