مخاطبة لجنة مناهضة التعذيب بالأمم المتحدة الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان توجه نداء عاجلا لحماية الأسرى في سجون الاحتلال

بالعربي: خاطبت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم" لجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة بخصوص الأوضاع الصعبة التي يواجهها الأسرى في سجون ومعسكرات الاحتلال، لاستخدام آلية اتخاذ الإجراءات العاجلة بخصوص الأسرى الفلسطينيين، داعية اللجنة للوقوف الجدي عند التزاماتها ومسؤولياتها واتخاذ تدابير عاجلة وقوية للتحرك بأقصى سرعة لحماية حياة الأسرى الفلسطينيين، والبدء بإجراء تحقيق شامل في تقارير التعذيب والقتل داخل مرافق الاحتجاز الإسرائيلية، وإجراء مراجعة خاصة عاجلة لممارسات دولة الاحتلال.

ودعت الهيئة في مخاطبتها أعضاء اللجنة لزيارة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال لتقييم أوضاعهم وحماية حياتهم وسلامتهم، والضغط على حكومة الاحتلال وقف جميع أشكال التعذيب وسوء المعاملة والقتل خارج نطاق القانون بحق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين فورًا، والوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي.

وبينت المخاطبة أن قوات الاحتلال ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي تواصل تنفيذ حملات اعتقال واسعة وشبه وممنهجة طالت مختلف الفئات العمرية من النساء والرجال والأطفال، ففي الضفة الغربية تم اعتقال 7510 فلسطينيا، من بينهم 215 امرأة و430 طفلا، فيما بينت التقارير والشهادات سوء المعاملة والتعذيب والقتل خارج نطاق القانون والمعاملة القاسية والمهينة والحاطة بالكرامة الإنسانية والحرمان من العلاج اللازم، والتي راح ضحية هذه السياسة 11 أسيراً من بينهم أسير من غزة، في ظروف مشبوهة خلال الأشهر الخمسة الماضية، وأن حملات الاعتقال التي نفذتها قوات الاحتلال في قطاع غزة الذي يتعرض للإبادة الجماعية، طالت أعداداً كبيرة من النساء والأطفال وكبار السن، لا يعرف بشكل واضح عددهم، فيما أفادت صحيفة إسرائيلية الخميس 7 مارس 2023، بوفاة 27 أسيراً فلسطينياً من قطاع غزة في المنشآت العسكرية الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر 2023، توفي الكثير منهم تحت التعذيب أو بسبب الحرمان المتعمد من العلاج.

وشددت الهيئة في مخاطبتها على استمرار "إسرائيل" في ممارسة الاختفاء القسري للأسرى من قطاع غزة، وتعرضهم لظروف غير إنسانية بما فيها التعذيب، وسوء المعاملة، مبينة أن لديها معلومات موثوقة عن التعذيب المنهجي والقتل والاغتصاب والمضايقات التي يتعرض لها الرجال والنساء الفلسطينيون في أقبية مراكز الاحتجاز غير المعلنة، ووفق الشهادات التي تلقتها الهيئة، فإن معظم هذه الفظائع ارتكبت في مركز تحقيق عناتوث بالقرب من القدس وقاعدة زيكيم العسكرية بالقرب من غزة، وهي ممارسات تشبه إلى حد كبير ما حدث في سجون غوانتانامو وأبو غريب وباغرام في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ناهيك عن عمليات إعدام ميدانية لمواطنين عزل نفذها جنود الاحتلال بعد السيطرة عليهم وإخضاعهم في قطاع غزة.

ومنذ 7 أكتوبر الماضي تواصل سلطات الاحتلال فرض حالة الطوارئ داخل السجون، مانحة صلاحيات واسعة لمنع المعتقلين من الاتصال بالعالم الخارجي، كالحرمان من الزيارات العائلية وزيارة المحامي، والاكتظاظ، وإخضاعهم للتجويع القسري والتعطيش، وتعريضهم للبرد الشديد، وحرمانهم من الحقوق الأساسية دون تهمة أو محاكمة.