"نيويورك تايمز": مقتل الأسرى في غزة يغذّي شكوك "الإسرائيليين" بشأن نتنياهو

بالعربي: قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إنّ مقتل الأسرى الإسرائليين الموجودين في قطاع غزّة "يغذّي شكوك المستوطنين" بشأن رئيس حكومتهم، بنيامين نتنياهو.

ويزيد مقتل ثلاثة أسرى إسرائيليين منذ أيام في حي الشجاعية، شرقي مدينة غزّة، بنيران جنود الاحتلال من الضغوط الداخلية على نتنياهو، بحسب الصحيفة، في الوقت الذي يرفض فيه الأخير الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار.

وفي مواجهة الضغوط المتزايدة من الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا، ضاعف نتنياهو معارضته لما يراه حلفاء الاحتلال "مستقبلَ غزة"، والذي ينطوي على "حكومةٍ موقّتة تشرف عليها السلطة الفلسطينية، ودولة فلسطينية في نهاية المطاف، إلى جانب إسرائيل"، بحسب ما تابعت الصحيفة.

ولدى حديثه بعد ساعاتٍ من إقرار جيش الاحتلال الإسرائيلي بقتله الأسرى الإسرائيليين الثلاثة بينما كانوا يرفعون العلم الأبيض، وهو ما أثار الذعر والغضب في صفوف المستوطنين، لفتت الصحيفة إلى أنّ نتنياهو "حاول تغيير الموضوع، متافخراً بأنّه منع إنشاء دولة فلسطينية".

وتناولت "نيويورك تايمز" أمل رئيس حكومة الاحتلال الاحتفاظ بالسلطة بعد الحرب على قطاع غزّة، مُشيرةً إلى أنّه يسعى لذلك على الرغم من الغضب في أوساط الإسرائيليين، محاولاً استمالتهم، بما في ذلك حزبه الليكود وشركائه في الائتلاف، مُستغلاً توافقاً بينهم على رفض "حل الدولتين".

أما على الصعيد الدولي، فإنّ حلفاء الاحتلال الغربيين "زادوا من انتقاداتهم لنتنياهو، حتى أنّهم أصبحوا ينظرون إلى ما هو أبعد منه"، بحيث تبدو قبضته على السلطة "أكثر اهتزازاً من أي وقتٍ مضى" تزامناً مع استمرار الحرب على قطاع غزّة من دون حل، وبقاء العديد من أسرى الاحتلال في قبضة المقاومة، كما ذكرت الصحيفة.

وفي هذا الإطار، أشارت "نيويورك تايمز" إلى المقال المشترك الذي كتبه وزيرا خارجيتي بريطانيا وألمانيا، ديفيد كاميرون وأنالينا بيربوك، في صحيفة "التايمز" البريطانية، السبت، والذي أشارا فيه إلى وجوب أن "تفعل الحكومة الإسرائيلية المزيد للتمييز بشكلٍ كافٍ" كي تتجنّب قتل المدنيين، مطالبَين "بوقف إطلاق نارٍ مستدام، يؤدي إلى سلامٍ مستدام".

كذلك، لفتت إلى مطالبة وزيرة الخارجية الفرنسية، كاترين كولونا، بالتوصّل إلى هدنة، والتي زارت كيان الاحتلال، الأحد.

وأضافت الصحيفة أنّ تصرفات جنود الاحتلال الذين قتلوا أسراهم قد تعطي الآن زخماً أكبر لأولئك الذين يرون أنّ العدوان العسكري المكثّف ضدّ القطاع، بما ينطوي عليه من قصف ومعارك في الشوارع، يعرّض الأسرى الباقين للخطر، و"يسيء إلى سمعة إسرائيل".

وفي غضون ذلك، يتعرّض نتنياهو لانتقادات واسعة النطاق في "إسرائيل"، بسبب انتظاره لـ"يعبّر عن الأسف لمقتل الأسرى الثلاثة". وفي حين سارع رئيس أركان "جيش" الاحتلال، هرتسي هليفي، ووزير الأمن، يوآف غالانت، إلى "الاعتذار وتحمّل المسؤولية"، لا يُعتقد أنّهما ذهبا إلى "حدٍّ كافٍ"، وفق الصحيفة.

وفي السياق، نقلت "نيويورك تايمز" عن ناتان ساكس، مدير مركز سياسات الشرق الأوسط في معهد "بروكينغز" الأميركي قوله إنّ مقتل الأسرى "يزيد الضغط على الحكومة الإسرائيلية لإجراء مفاوضات جديدة بهدف إطلاق سراح آخرين"، مشيرةً إلى أنّ تزايد تظاهرات عائلات الأسرى، فيما يسود شعور عام بأنّ الوقت ينفد بالنسبة للأسرى، مع ازدياد التقارير التي تفيد بمقتلهم.


من جهته، رأى ياغيل ليفي، وهو خبير عسكري إسرائيلي في "جامعة إسرائيل المفتوحة"، أنّ عمليات القتل جعلت المخاطر التي يتعرّض لها الأسرى الباقون "ملموسةً للغاية".

وأضاف ليفي في حديثه لـ"نيويورك تايمز" أنّ هذا "أعطى دفعة لحركة تبادل الأسرى، ويمكن أن يدفع نتنياهو ووزراء آخرين إلى التفكير في دفع ثمن أعلى مقابل تبادل الأسرى".

أما يوناتان هداري، وهو مستوطن شارك في تظاهرة عائلات الأسرى في "تل أبيب"، فرأى أنّ القيادة الإسرائيلية "سيئة للغاية، ولها تأثير سلبي كبير. ثمة رئيس وزراء لا يتحمّل المسؤولية، ولا يزور عائلات الأسرى أو عائلات أولئك المقتولين".

 

الميادين