الشاهد الوحيد يروي تفاصيل تعذيب الشهيد صنوبر

بالعربي: لم يكن الشاب عامر عبد الرحيم صنوبر يتوقع أن عطلًا مفاجئًا بمركبته سينتهي به شهيدًا على أيدي قوة إسرائيلية خاصة فجر الأحد.

صنوبر (18 عاما) من بلدة يتما جنوبي نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، ذهب ضحية جريمة وحشية ارتكبها جنود الاحتلال، بينما كان برفقة صديقه على الطريق بين محافظتي نابلس ورام الله.

استشهد صنوبر ونجا صديقه صخر، ليكون شاهد العيان الوحيد على الجريمة التي حاول الاحتلال التنصل منها، ولينقل للعالم حقيقة ما جرى في تلك اللحظات العصيبة.

وبدا صخر مصدوما وهو يتحدث أمام الصحفيين عن هول المشهد، وكيف أجهز جنود الاحتلال على صديق عمره أمامه.

وقال صخر: "تعطلت مركبتنا على الطريق الرئيس بالقرب من مدخل بلدة ترمسعيا، فقمنا بسحبها إلى مدخل البلدة، وأحضرنا مركبة ثانية لشحن بطاريتها، لكننا لم ننجح".

وعلى إثر ذلك قررنا استدعاء ميكانيكي لإصلاح السيارة، لكن في هذه الأثناء داهمتنا قوة من وحدة "اليسام" الإسرائيلية الخاصة، فاضطررنا للفرار خوفا من الاعتقال كون مركبتنا غير قانونية.

وأضاف: "ركضت أنا باتجاه السهل فيما كان عامر يركض على الرصيف، لكن مركبة الاحتلال قطعت طريقه بالقرب من مستشفى هوغوتشافيز، وترجل منها خمسة جنود بسرعة، وانهالوا عليه بالضرب المبرح بالعصي وأعقاب البنادق".

خمس دقائق والجنود يضربون صنوبر بوحشية وبلا رحمة على جميع أنحاء جسده رغم تعالي صرخاته التي لم تشفع له، وما لبث أن انقطع صوته وفقد الوعي.

طواقم الهلال الأحمر، التي وصلت في أعقاب الاعتداء، نقلت الشاب صنوبر إلى مجمع فلسطين الطبي برام الله، وحاولت الطواقم الطبية هناك إجراء إنعاش قلبي له لإنقاذ حياته، لكنه فارق الحياة متأثرا بجراحه.

مدير مجمع فلسطين الطبي أحمد البيتاوي، أكد في تصريحات للإعلام أن الجثمان وصل المجمع الساعة الثالثة فجراً، وكانت علامات العنف والضرب بادية على رقبته من الخلف.

وخيم الحزن على بلدة يتما مسقط رأس الشهيد صنوبر، وتوافد الأهالي على بيت العائلة للوقوف إلى جانبهم، فيما نقل جثمان الشهيد إلى معهد الطب العدلي بجامعة النجاح لتشريحه وإصدار تقرير طبي.

ولقيت جريمة اعدام الشهيد صنوبر إدانات واسعة من مختلف الفصائل الفلسطينية، التي دعت إلى الرد على هذه الجريمة بتصعيد المقاومة بكل أشكالها، مؤكدةً أن المقاومة هي القادرة على لجم اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه.