صفقة أمريكا للعرب: اركعوا

بالعربي: لعبت النظم العربية - في معظمها- الدور الذي رغبته الإدارة الأمريكية منها تمامًا فيما يتعلق بالموقف من صفقة القرن وإعلانها، وتبدو هذه النظم ماضية في دورها التآمري المفضوح دون أي استعداد للتراجع عنه.

الموقف العربي الرسمي الذي تراجع منذ زمن عن مقولات العمل لتحرير فلسطين، ثم تراجع عن الموقف بدعم من يقاتل لتحريرها، وتموضع في دعم عملية التسوية، تراجع أكثر باتجاه نزع أي دعم للموقف الفلسطيني، وفي السنوات الأخيرة قفز مباشرة للتعاون الواضح والمعلن للضغط على الفلسطينيين للسماح بتصفية قضيتهم وحقوقهم. تبدو هذه الخارطة لرداءة المواقف العربية اليوم بفعل ما يشبه المعايير العامة التي تبنتها هذه النظم مجتمعة، تتمحور حول الخضوع التام للموقف الأمريكي، والسعي لارضائه من خلال التوجه للتحالف مع الكيان الصهيوني.

وفي هذه المعايير بات الفلسطيني وقضيته عنصر معيق ووجود مزعج لهذه الخيارات، وبات يجب الضغط عليه بكل طريقة ممكنة، والتنكيل به فرديًا وجماعيًا ما امكن. هذا لم يبدأ بالشراكة العربية في حصار المقاومة الفلسطينية، وملاحقة مصادر التمويل والدعم الفلسطيني، ووضع كل داعم للقضية الفلسطينية في سلة أعداء هذه النظم، واستعداء الجمهور العربي عليه، وهو دور لم تقم به الكيانات الرسمية فحسب، بل تشاركته نخب مستفيدة ومتواطئة، وجماعات مصالح باتت تلعب أدوار في بناء سياسات هذه الدول وانفاذها.

إن السؤال الحقيقي اليوم هو حول دور كل تلك القوى الصديقة لفلسطين، والمؤمنة بحرية الشعوب وبوحدة المصير العربي، عن قراءتها لصفقة القرن، فحتى الآن لا زال الجهد الجماهيري والميداني لهذه القوى دون مستوى الحدث، ولا زال يعلق في المستوى التضامني الشكلاني دون إنتاج ما يشكل ضغط على هذه النظم ومواقفها، وهذا إن كان موضع للنقد فهو بالتأكيد ليس موضع للمقارنة بين الموقف المبدئي لهذه القوى مع الموقف الانتهازي المهزوم للنظم. وكذلك إن الحاجة اليوم لبناء الموقف الفلسطيني الجامع تبدو ضرورية في ضوء هذه الحاجة العربية الجماهيرية، يحتاج الفلسطيني اليوم بقيادته وقواه الحية، أن يقدم سياسيًا ما يرتقي لمستوى الحدث، ويشكل النموذج الحقيقي لمواجهة العدوان الصهيوني والإمبريالي المتصاعد.