بالعربي: ما هو مؤكّد أن ريال مدريد سيكون نشطاً بقوّة في سوق الانتقالات الصيفية. عوامل عدّة تقف وراء هذا الاستنتاج بدءاً من أن "الميرينغي" بدا في الموسم الماضي بحاجة لتجديد جلده بعد أن استنفد الفريق في الأعوام الثلاثة الأخيرة التي أحرز فيها لقب دوري أبطال أوروبا طاقاته. ثم جاءت مسألة ترك الفرنسي زين الدين زيدان منصبه كمدرب للريال ووصول جولين لوبيتيغي الذي بطبيعة الحال سيقوم بتعاقدات جديدة في بداية حقبته مع النادي وهذا ما سيلقى تسهيلات من الإدارة. كذلك فإن مسألة أخرى هي أن الريال غاب في الأعوام الأخيرة عن الانتقالات الكبيرة خصوصاً أن بطل أوروبا اعتاد أن يكون الأقوى في سوق الشراء تحديداً للنجوم الكبار. وانتهاء والأبرز فإن رحيل النجم الأول في الفريق أو أسطورته، البرتغالي كريستيانو رونالدو، إلى يوفنتوس الإيطالي يفرض، لا محالة، إيجاد لاعب يعوّضه على مستوى عالمي.

إذاً أولى الخطوات هي البحث عن بديل لرونالدو خصوصاً أن النجم الآخر في الفريق الويلزي غاريث بايل تأكّد بقاءه في صفوفه بعد أن كانت جميع التوقعات في نهاية الموسم الماضي تذهب إلى أن يكون الأخير هو المغادر لملعب "سانتياغو برنابيو" لا "الدون" البرتغالي.

في العاصمة الإسبانية وصحفها لا حديث الآن سوى عن النجم الجديد القادم ليعوّض رونالدو.

منذ الموسم الماضي، وقبل مجرّد التفكير برحيل رونالدو، كان ضم النجم البرازيلي نيمار الشغل الشاغل للمدريديين. حُكي الكثير عن هذا الانتقال حتى في خضمّ مونديال روسيا، لكن هل انضمام نيمار إلى الريال على الأقل هذا الصيف يبدو ممكناً؟ صحيح أن رونالدو غادر الريال وبالتالي فإن نيمار سيصبح النجم الأول في مدريد في حال وصل إليها إلا أن الواضح أن باريس سان جيرمان الفرنسي لا يفكّر على الاطلاق ببيع نجمه مهما كان الثمن خصوصاً أنه تعاقد معه لهدف واضح وهو تزعُّم كرة أوروبا بتحقيق لقب دوري الأبطال وهذا ما فشل فيه الفريق الباريسي في المحاولة الأولى ما سيدفعه إلى التمسّك بنيمار الذي حُرم من خدماته في وقت مهمّ الموسم الماضي بسبب الإصابة وقد قام حتى بالاستعانة بمدرب جديد هو الألماني توماس توخيل لهذه الغاية.

فضلاً عن ذلك فإن صحيفة "أس" المدريدية نقلت اليوم عن والد نيمار أن الأخير سيبقى في باريس سان جيرمان لإدراكه بأنه لا يزال "حجر الأساس" في مشروع النادي رغم تألق الموهوب كيليان مبابي في مونديال روسيا وتتويجه بجائزة أفضل لاعب شاب.

ما ينطبق على نيمار ينطبق أيضاً على مبابي بعد أن ذُكر مراراً أن الريال يريد التعاقد معه حيث أن سان جيرمان لن يتخلّى عن موهوبه في سعيه للتتويج بلقب "التشامبيونز ليغ" علماً أن الأخير أكد عقب إحراز اللقب العالمي أنه "باق بنسبة 100% مع سان جيرمان".

الحديث في حالتَي نيمار ومبابي هو عن لاعبَين وصلا قبل عام واحد فقط إلى ملعب "بارك دي برانس" وهذا ما يقلّل من فرصة مغادرتهما بهذه السرعة.

أمام هذا المشهد يبقى قدوم البلجيكي إيدين هازار الخيار الأكثر جدياً والأكثر إمكانية للتحقُّق. هنا، فإن عوامل عديدة تعزّز من هذا الاحتمال وتتعلّق باللاعب والريال. إذ إن هازار ابتداءاً لم يخف منذ الموسم الماضي رغبته بالانتقال إلى ملعب "سانتياغو برنابيو" وهو يُدرك الآن أن الفرصة مثالية وأن المكانة التي سيحظى بها في مدريد ستكون عالية لتعويضه نجماً مثل رونالدو.

فضلاً عن ذلك فإن هازار يُدرك أيضاً أن اللحظة قد حانت لتجربة جديدة في مسيرته مع وصوله إلى 27 عاماً وبعد استمراره 6 سنوات مع تشلسي أحرز فيها لقب "البريميير ليغ" مرتين ولقب الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ"، خصوصاً أن "البلوز" لا يُتوقَّع أن يضع عوائق أمام الريال بعكس سان جيرمان بالنسبة لنيمار أو مبابي.

كذلك فإن هازار لن يفكّر مرّتين في حال تقدّم نادٍ مثل ريال مدريد يحلم كل اللاعبين بارتداء قميصه بعرض لضمه، وقد نصحه أمس اللاعب السابق في تشلسي كريغ بيرلي بالانتقال إلى "الميرينغي" ليُصبح "رونالدو الجديد"، كما أن نجم ريال مدريد السابق الهولندي كلارنس سيدورف اعتبر اليوم أن هازار بإمكانه التأقلم مع الريال.

أما بالنسبة للنادي الإسباني فإن الأهمية الأولى فيما يتعلّق بخيار هازار هي مادية ذلك أن سعره سيكون أقلّ من سعر نيمار ومبابي.

ثانياً فإن ريال مدريد سيعثر في هازار على المواصفات التي يبحث عنها لنجم يتمتّع بقدرات فنية هائلة برز من خلالها في مونديال روسيا الذي كان واحداً من أفضل لاعبيه فضلاً عن شخصيته القيادية باعتباره قائد منتخب بلجيكا أضف لخبرته وتجربته الغنيّة في الدوري الإنكليزي الممتاز.

وربطاً بهذه النقطة، أي المونديال، فإن ريال مدريد اعتاد بعد كل بطولة كأس العالم أن يتعاقد مع أبرز نجومها كما حصل مع الألماني مسعود أوزيل والأرجنتيني أنخل دي ماريا بعد مونديال 2010 والكولومبي خاميس رودريغيز بعد مونديال 2014... فهل جاء الدور على هازار بعد مونديال 2018 خصوصاً مع ما يتردّد عن اقتراب "الميرينغي" من ضم مواطن الأخير وزميله في تشلسي والمنتخب الحارس ثيبو كورتوا؟