الهاجس الاقتصادي يخيم على جو الانتخابات المحلية بالجزائر

بالعربي- كتب- محمد مرواني : 

يواجه المترشحون للانتخابات المحلية في الجزائر هذه المرة صعوبة في الاتصال بالناخبين اذ تنظم هذه الانتخابات في اواخر شهر نوفمبر بعد دخول اجتماعي صعب ومقلق وتقر الحكومة بالظرف المالي الصعب وهشاشة الوضع الاقتصادي بعد انهيار اسعار البترول وتكبد الخزينة العمومية خسائر فادحة ادت الى ارتباك واضح في التوازنات المالية عجل بانهيار قيمة العملة الوطنية .

هذه الوضع الاقتصادي المقلق الذي تعرفه البلاد خيم على جو الانتخابات المحلية وقبل ذالك كان له الاثر البالغ على مستويات المشاركة الشعبية للجزائريين في الانتخابات التشريعية الماضية التي سجلت مشاركة محتشمة للغاية للناخبين الذين تركوا في بعض صناديق الاقتراع اوراق تصويت بيضاء في سلوك سياسي يعبر عن عجز قطاع واسع من الاحزاب السياسية في تشكيل وعاء انتخابي يمكن الارتكاز عليه لتقوية مؤسسات الدولة المنتخبة على المستوى المركزي والمحلي .

وقبل ازيد من خمس سنوات لم تستخدم الاحزاب ولا المترشحون للانتخابات بكثافة منصات الاعلام الجديد ومواقع التواصل الاجتماعي فيما يبدو من خلال الايام الاولى من الحملة الانتخابية المحلية ان "الفايسبوك" سيكون الية اتصال تعول عليها احزاب جزائرية لمخاطبة اكثر الفئات الاجتماعية عزوفا عن العمل السياسي في الجزائر "الشباب" الذي لايشارك في العملية الانتخابية بالكم المطلوب والغاية المنشودة من قبل السلطات الحكومية .

ولايجد المتصفحون لصفحات المترشحين للانتخابات المحلية بالجزائر أي برامج انتخابية محررة وموضوعة للتداول العام وللنشر الاعلامي بل يكتفي الكثير من المترشحين وجلهم يملك مستويات تعليمية محدودة حسب تقارير رسمية بنشر الصور وانتظار تعليقات في غالبها شخصية سطحية غير عميقة ولا تعبر عن حركية ووعي سياسي لدى الفاعل و لا الملتقي لها .

يضاف الى غياب البرامج الانتخابية التي تحاكي وتلامس انشغالات البلديات والولايات في الظرف الراهن الذي تعيشه البلاد على الصعيد السياسي والاقتصادي تبقى منظومة العمل السياسي والأداء الحزبي في الجزائر من اهم الاشكاليات الاكثر تعقيدا في بنية النظام السياسي الذي يتطلع الى ادارة مراحل صعبة تمر بها البلاد خاصة وان السياسة الحكومية المنتهجة قامت على مدار سنوات طويلة على ثقافة ضمان السلم الاجتماعي وإرضاء الجبهة الاجتماعية كأسلوب سياسي يقود الى الاستقرار السياسي والمؤسساتي .