أكراد سوريا يتهيبون بعد فشل البرزاني: "لن نقع في فخ إسرائيل"

بالعربي: تبرز القضية الكردية في ضوء توجه الدول العظمى، وخصوصاً أميركا وروسيا، للانتهاء من مفاعيل الحرب السورية ومعالجة إشكالية الحكم في العراق، وانعكاس ذلك بشكل مباشر على مستقبل الاكراد الساعين إلى قيام دولة مستقلة لهم ضمن أطراف المربع الاقليمي القائم بين سوريا والعراق وإيران وتركيا، وهم بهذا المعنى أبرز الاطراف المعنية بالتسوية الموعودة نتيجة تدخلهم العسكري المباشر.

أحلام الاستقلال الكردي إن صح التعبير هي في صلب سياسة إعادة رسم حدود المنطقة، لكنها من الجانب الكردي خارج السياق العام وتكاد تكون رومنسية الى حدّ بعيد ضمن بقعة جغرافية تعج بالتعقديات الاقليمية والدولية، وبالتالي يتم تحديد مستقبل الاكراد وفق الصراع القائم على نفوذ القوى من جهة والتفاهمات الدولية من جهة أخرى.

من الجانب السوري، يؤشر الحراك السياسي إلى دخول الاكراد على خط المطالبة بالحكم الذاتي ضمن نقاشات الحل السوري الشامل بما فيه إقرار الدستور الجديد وتوزيع جديد للصلاحيات والمناصب، وهنا تنبغي الاشارة إلى أن أكراد سوريا إستفادوا من إستفتاء كردستان في مطلبهم التاريخي لكن ثمة معوقات جديدة أمام طموحاتهم في ضوء طبيعة تكوين سوريا والجغرافيا السكانية للمناطق ذات الكثافة الكردية في سورية وتوزعها، والانقسامات العميقة بين القوى الكردية السورية، وبروز الحضور القوي للدولة السورية وجيشها، ما يضع المشروع الكردي السوري في خدمة تصورات إقليمية ودولية وتبعده عن سياقه الخاص به كمشروع قومي وطني.

عضو الامانة العامة للمؤتمر الوطني الديمقراطي السوري والقيادي الكردي "مجد حبو" إنطلق من مقاربة المسألة الكردية إنطلاقا من "الأستفتاء" الأخير في إقليم كردستان العراق الذي إعتبره حلقة في السياق والمسار الطويل للوضع الحقوقي، وهي قد تكون بنظره المرحلة الأخيرة لما قبل "دولة كردستان".

حبو إعتبر أن الشراكة السياسية "الفاشلة" مع الدولة المركزية في بغداد "والطموح الذاتي لقيادة كردستان العراق عبر "البرازاني" إنعكسا على قيام الحلم الدولة وبالتالي جاء التوقيت وشكل الطرح مختلاً وفاقداً للتوازن المحلي والأقليمي والدولي".

وأشار حبو لفشل "البرزاني" في نقل أزمته الداخلية وحالة الانسداد السياسي الذي يعانيه الى حالة قومية – وطنية عامة في كردستان العراق بحيث وقع ضحية "الفخ" الذي وُرط فيه من قبل "إسرائيل"، فكان الرد عبر السيطرة العراقية على كركوك بما تعنيه من النفط والقدرة الاقتصادية الهائلة، إضافة الى حالة التشتت داخل البيت الكردي الواحد في إقليم كردستان العراق بين المكونات السياسية هناك.

حيال الملف الكردي – السوري وتعقيداته الأقليمية والدولية، أعاد حبو التذكير بالقوى الكردية المتصدرة في المشهد السوري حيث حزب الاتحاد الديمقراطي – الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني والنزوع اليساري الخاص، متطرقا الى العلاقة الملتبسة مع المشروع الأمريكي على الساحة السورية، والتناقض الأيديولوجي بينه وبين المشروع البرازاني.

ما جعلل "الحلم الكردي"، وفق حبو ، يأخذ في سورية في سياق مطلبي متصاعد يحمل الكثير من التأويل والشبهه، من جهة الحق بالهوية السورية كما الاعتراف القومي بالشعب الكردي في سورية، ومن جهة أخرى طبيعة الادارة الذاتية وصولاً الى الفيدرالية بسقوف أعلى من "كيان الدولة"، مضافاً لذلك الدور "الملتبس" في محاربة الأرهاب تحت العباءة الأمريكية: الحلف الدولي لمحاربة الإرهاب والاستثمار في الإرهاب.