مُعارضة شيعيّة أم "ربيع شيعي"

بالعربي- كتبت- ثريا عاصي:

كان نشوء المقاومة الشيعية ضرورة أثناء احتلال المستعمرين "الإسرائيليين" للبنان في ظروف كانت الاوهام والإشاعات كثيرة وكثيفة... لا سيما ان تقدم المستعمرين في الجنوب جرى دون مقاومة بالمستوى المنتظر بعد عشر سنوات من وجود فصائل المقاومة الفلسطينية والعلاقات الوثيقة التي كان من المفترض انها موجودة بينها وبين الحركة الوطنية اللبنانية كون القضية الفلسطينية قضية عروبية بامتياز.

نكتفي هنا بهذا القدر في موضوع يحتاج ايفاؤه الى تفاصيل لا يتسع هذا المكان لها، لأقول ان محاولات التضليل كانت جارية وكانت تحقق نجاحات... لذا نقول ان المقاومة الشيعية كانت ضرورية ووجودية... وهكذا كانت فعلا... كل الاحترام للمقاومين والحب لهم والافتخار بهم.

أضع هذا التمهيد أمام الأصدقاء لأتناول موضوعاً أثار دهشتي وعجبي... فلقد تناقلت وسائل الاعلام خبر تشكيل معارضة شيعية في داخل صفوف الطائفة الشيعية!! معارضة سياسية... لماذا معارضة شيعية؟ لماذا مذهبة اتباع المذهب الشيعي بالولادة الى هذا الحد، متى كان الشيعة شيعة؟! هل كانت نسبة الأعضاء ذوي الأصول الشيعية في الأحزاب العلمانية اللبنانية، اقل من مثيلتها في الطوائف والمذاهب الاخرى؟ الإجابة طبعاً لا دون تردد.

سياسياً ووطنياً، توجد مقاومة شيعية... نقطة على السطر... نحن بحاجة لهذه المقاومة... نحن نتشرف كشيعة وكشيعة ليسوا شيعة، وكلبنانيين علمانيين مناهضين للاستعمار، نتشرف بالوقوف وراء هذه المقاومة التي ننحني إجلالاً واعتزازاً بهذه المقاومة.

نحن لا شغل لنا في الراهن إلا الوقوف مع المقاومة التي هي فوق الإدارة اللبنانية الفاسدة وفوق نظام المحاصصة الطائفية المذهبية في لبنان الذي ليست المقاومة الشيعية مسؤولة عنه، وللأمانة نقول، كان الشيعة اقل الناس حماسة للنظام الطائفي في لبنان... يحسن التذكير ان الشيعي مواطن في لبنان من الدرجة الثالثة في نظام الأبارتهايد اللبناني.

اذا كانت المقاومة الشيعية لها مبرراتها فلا توجد مبررات لمعارضة شيعية، فمثل هذه المعارضة لا تعدو كونها من إفرازات النظام الطائفي بالضد من المقاومة التي تتصدى للمستعمر!.