الإعلام الجزائري ورهان تحقيق الخدمة العمومية

بالعربي-كتب- العربي بوعمامة:

يبدو ان التحولات المتسارعة التي يشهدها الاعلام الجزائري الذي دخل منذ سنوات فقط مرحلة جديدة باقرار تعددية اعلامية في قطاع السمعي البصري تطرح هذه التحولات التي مست اولا طرائق العمل الاعلامي في المؤسسات الاعلامية وفرضت واقعا اعلاميا مغايرا تحركه وسائط الميديا الجديدة سؤالا هاما هو في حقيقة الامر تاريخي ارتبط بظهور وسائل الاتصال الجماهيري

السؤال الذي تفرضه التحولات المتسارعة في حقل الاعلام الجزائري العمومي والخاص هو مدى التزام المؤسسات الاعلامية بتحقيق الخدمة العمومية ؟ قد تكون الاجابة على هذا السؤال الهام منطلقا اساسيا لمعرفة علاقة الاعلام بالقيم الاجتماعية والمهنية التي تؤطر العمل الاعلامي وتحدد غاية الرسالة الاعلامية والهدف من تداولها ونشرها للجمهور.

اعتقد  ان نجاح الاعلام العمومي والخاص بالجزائر ونشترط ان  يكون النجاح طابعه مهنيا وقيميا ان صح القول مرتبط بمدى بلوغ الاعلام الجزائري رهان الموضوعية والاحترافية ثم مدى تحقيق المؤسسات الاعلامية مبدا حرية الراي والتعبير وتشجيع التعددية السياسية والثقافية والتعاطي معها كثراء اجتماعي ومضمون للتداول الاعلامي الموضوعي الذي ينشد في الاخير الحفاظ على هوية المجتمع .

وكل هذه الالتزامات القيمية والاخلاقية التي تقع على عاتق الاعلام العمومي والخاص تندرج في سياق الاعلام الذي ينشد في الاخير تادية الخدمة العمومية التي تقر النصوص القانونية والتشريعات الاعلامية على انها مؤشر هام لقياس اداء المؤسسات الاعلامية في المجتمع .

فعلى سبيل المثال حين يشجع إعلامنا الحركة الثقافية والعلمية ويرافق انشغالات المواطن البسيط في يومياته ثم يوفر متنفسا وفضاءا هاما لتعدد الاراء والافكار ضمن ضوابط الاحترام المتبادل واحترام ثقافة التعدد فهذا يعبر في الاخير عن اعلام ذو خدمة عمومية .

وحين يوفر الاعلام المعلومات والاخبار للراي العام ويلتزم بالمصدقية والاحترافية والموضوعية فان هذا يؤسس لخدمة عمومية في العمل الاعلامي وحين يكون الاعلام الضامن الاساسي للحراك السياسي والناقل لتفاصيله والمراكب لتغيراته والمنفتح على اراء الفاعلين في ساحته فان هذا يعبر عن مستويات عالية من الاعلام الاحترافي الذي يرتكز على تقديم الخدمة العمومية .

ولان ما اثير في هذا المقال من افكار هامة تؤسس لاعلام جزائري يقترب من الخدمة العمومية فانه يجب التنويه في هذا السياق بان دور مؤسسات الضبط الاعلامي في الجزائر هام لتاسيس ورقة طريق للمؤسسات الإعلامية تراعي تقديم خدمة عمومية للجمهور وهذه ليست مسؤولية قطاع بعينه بل ورشة عمل حقيقة ينهض بها أصحاب المهنة والاكادميون.