الإتصال المؤسساتي أحد مؤشرات التنمية

بالعربي - كتب - د. بوعمامة العربي " 

يشكل الإتصال المؤسساتي أحد الركائز الهامة لتطوير الأداء الوظيفي لمؤسسات المجتمع مهما كان طابع نشاطها ويستمد هذا النوع من الاتصال الممارس داخل الفضاءات المؤسساتية أهيمته وفعاليته من خاصية الاتصال كعملية اجتماعية حضرية ضمنت بفعل ورموز ووسائل الاتصال الموظفة صيرورة المجتمعات وتطورها .

إن التغيرات المتسارعة في مجال الإعلام والإتصال والتي اخذت إن صح القول بعدًا تقنيًا تكنولوجيًا، لا يثار فيها النقاش كثيرًا حول كفاءة الموارد البشرية في مواكبة التحولات السريعة ذات الطابع الإتصالي والإعلامي.

هذه التغيرات والمستجدات وهي تحضى باهتمام بحثي مهم كونها تركت انعكاسات على المجتمع ومؤسساته خاصة بالدول التي تستورد تكنولوجيات الاتصال الحديثة تفرض هذه التغيرات الاتصالية الجديدة الاهتمام بشكل أوسع بالاتصال المؤسساتي وهذا لهدف واضح وجلي يتجلى في استفادة المؤسسات التي تسعى الى تجسيد الخدمة الاجتماعية من الوسائل الحديثة في مجال الاتصال والإعلام والتي يبدو أنها تتسم بفعالية اتصالية وقادرة على استقطاب قطاع واسع من الجمهور.

أي مؤسسة اجتماعية او خدماتية لها هيكل تنظيمي يؤطر نشاطها موظفون يشتغلون في مصالح ويشغلون وظائف مختلفة ومتعددة يجب ان يكون الاتصال محرك نشاطهم المهني ويستنى هذا بطبيعة الحال من خلال ما يسمى بتعزيز قنوات الاتصال الداخلي كما انه يمكن اعتبار ان اتصال المؤسسة بمحيطها الخارجي وشبكة العلاقات الاتصالية التي تتمتع بها المؤسسة مع باقي الفضاءات المؤسساتية والمجتميعة يصب في خانة ثقافة الاتصال المؤسساتي التي مازالت تبحث عن مكان لها داخل ممارسات العمل في المؤسسات والإدارات وهياكل الدولة على المستوى المحلي والمركزي .

والاتصال المؤسساتي الذي تتعدد أشكاله داخل المؤسسات وتتسع نشاطاته حسب الأهداف المنشودة والغايات المرجوة من وراء تنفيذه كسياسة عمومية يحتاج ألان في الجزائر والعديد من دوال العالم السائرة إلى النمو إلى تفعيل وتنشيط ولعل تصنيف الموضوع  واعني ''الاتصال المؤسساتي '' كأحد مقومات الحوكمة وشكلا من أشكال دولة المؤسسات سيعطي للكثير من المجهودات العلمية والمهنية المهتمة بقضية الاتصال المؤسساتي الدعم الضروري لكي يرقى هذا النوع من الاتصال إلى ثقافة وممارسة راسخة في الأفعال والسياسات .