ماذا بعد قرار ملك المغرب إعفاء ابن كيران من تشكيل الحكومة ؟

بالعربي: بعدما فشل في تشكيل الحكومة في أعقاب خمسة شهور من المشاورات مع باقي الأحزاب، قرر الملك المغربي محمد السادس إعفاء عبد الإله ابن كيران من مسؤولية تكوين الحكومة وتعيين سياسي من حزب العدالة والتنمية الفائز في الانتخابات لهذا الغرض، ويخلف القرار الملكي جدلا سياسيا قويا وسط المغاربة.

وفاز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التي جرت يوم 7 أكتوبر الماضي، وكلف الملك محمد السادس الأمين العام لهذا الحزب عبد الإله ابن كيران بتشكيل الحكومة، ولكنه فشل بعد خمس شهور من المفاوضات، وفي خطوة مفاجئة، قرر الملك مساء الأربعاء إعفاء ابن كيران من مهمة الحكومة الجديدة والاعلان عن إسناد هذه المهمة الى سياسي من حزب العدالة والتنمية بدل الحزب الثاني في الانتخابات الذي هو حزب الأصالة والمعاصرة.

وينقسم الشارع السياسي المغربي حول فشل ابن كيران وحول قرار الملك محمد السادس. وتذهب أقلام وتعاليق ناشطين معروفين في الفايسبوك الى تحميل ابن كيران مسؤولية ما يسميه المغاربة “البلوكاج” (مقتبسة من الفرنسية وتعني مأزق تشكيل الحكومة) لأنه ارتكب خطئ تخليه عن حزب كان يسانده وهو حزب الاستقلال، كما ينتقدوه لتشبثه بحزب الأحرار المقرب من الملك، وهو الحزب الذي فرض شروطا كثيرة وصعبة وصلت الى إذلال ابن كيران أمام المغاربة. ويعتبر زعيم حزب الأحرار عزيز أخنوش صديقا مقربا من الملك.

ويصفق هذا القسم لإقالة ابن كيران منبهين أن رئيس الحكومة السابق كان يطبق توصيات صندوق النقد الدولي وتجرأ على المس بالدعم لقطاعات حيوية مثل التعليم والصحة ودعم الوقود، كما كان ينتقد الربيع العربي ولم يساهم في الدفاع عن الحريات في البلاد.
وفي الجانب الآخر، يوجد مجموعة من المعلقين الذين يرون أن الملكية ومحيطها تعمدت إفشال مهمة ابن كيران حتى لا يشكل الحكومة،

ومن بين الانتقادات للملك أنه لم يكلف نفسه استقبال ابن كيران وإخباره شخصيا بقرار إعفاءه بل تكلف مستشاروه.

  وقال أحد رموز حركة العدل والإحسان، حسن بناجح لجريدة لكم 2 ان البنية السياسية للمغرب مبنية على الاستبداد ولن تعطي سوى قرارات مثل هذه، وقال المحلل السياسي المغربي العلام أن الدستور المغربي لا يتوفر على نص واضح يعطي للملك مثل قرار إعفاء ابن كيران وتغييره، وحذّر من مغبة تدهور الأوضاع إذا قرر حزب العدالة والتنمية عدم المشاركة في الحكومة ورفض العرض الملكي بتشكيل الحكومة.

ويشيد أعضاء الحزب بما يعتبرونه صمود أمينهم العام ابن كيران أمام ضغوطات “المخزن” (السلطة التقليدية) ولم يقدم تسهيلات بل حافظ على مكانة رئاسة الحكومة.

ورغم أن الحزب تفهم مقترح الملك باختيار شخصية ثانية من صفوف هذا الحزب، حيث قال ابن كيران اليوم الخميس بأنه سيتم التعامل بطريقة إيجابية مع المقترح الملكي إلا أنه سوف لن يتنازل عن بعض شروط الحزب.

وبهذا لا تبدو الأوضاع السياسية هينة حول مصير الحكومة. فقد نقلت جريدة أخبار اليوم 24 أن حزب العدالة والتنمية الذي سيقوم مجددا بتشكيل الحكومة ولكن بشخصية جديدة متشبثا بعدم مشاركة الاتحاد الاشتراكي في الحكومة مستقبلا، وفشل ابن كيران في تشكيل الحكومة لأنه يرفض مشاركة هذا الحزب.

وسيعقد حزب العدالة والتنمية السبت المقبل اجتماعا لمجلسه الوطني للبث النهائي في مقترح الملك بقبول عرضه بتشكيل الحكومة أو رفضه.

المصدر:(رأي اليوم)