بالتفاصيل.. مفاوضات غير مُباشرة بين حماس والاحتلال لإبرام صفقة تبادل أسرى

بالعربي: كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية في عددها الصادر الاثنين، النقاب عن أنّ حركة المُقاومة الإسلاميّة حماس تسعى لإلزام الاحتلال بالتوصّل لاتفاق تبادل أسرى بين الطرفين على نسق الاتفاق الذي تمّ في العام 2011، والذي أطلق عليه الاحتلال "صفقة شاليط"، حيث قامت حماس بإطلاق سراح المُجنّد الصهيوني، غلعاد شاليط، مُقابل أكثر من ألف أسير فلسطينيّ كانوا يقبعون في سجون الاحتلال.

يُشار إلى أنّ شاليط أُعيد حيًّا إلى بلاده بعد أسر دام ستة أعوام، وقامت "تل أبيب" باغتيال آسره الرئيسيّ، الشهيد أحمد الجعبري.
وقالت الصحيفة العبريّة، التي عنونت صفحتها الأولى بهذا الخبر، قالت نقلاً عن مسؤول صهيوني إنّ "حركة حماس تطالب، عبر اتصالات غير مباشرة ومن وراء الكواليس، بأنْ يفرج عن خمسين أسيرًا فلسطينيًا، قبل بدء مفاوضات حول صفقة تبادل أسرى جديدة، تستعيد "إسرائيل" من خلالها جثتي الجنديين أورون شاؤول وهدار غولدين و"مواطنين" آخرين دخلا القطاع طواعية وأسرتهما حماس".

وتابعت الصحيفة قائلةً، نقلاً عن المسؤول "الإسرائيليّ" عينه، إنّ "حركة حماس تريد صفقة شاليط رقم 2 وإطلاق سراح آلاف الأسرى، وأنّ حماس تشترط بدء مفاوضات على صفقة تبادل، الإفراج عن 50 أسيرا اعتقلوا خلال حملة اعتقالات نفذها جيش الاحتلال في العام 2014، في أعقاب اختطاف وقتل ثلاثة مستوطنين. ووصف المسؤول شرط حماس بأنه بدل دخول لمفاوضات.

وساق المسؤول قائلاً إنّ" الجمهور في "إسرائيل" بدأ بمناقشة داخلية صعبة بصورة مسبقة، ونحن لا نعتزم دفع ثمن مقابل دليل حياة لـ "الإسرائيليين"، وإلا فإننا سندفع ثمنًا على أي شرط مسبق كهذا"، على حدّ تعبيره.

ووفق المسؤول ذاته، فإنّ "إسرائيل" أوضحت للوسطاء أنّها ليست مستعدة لدفع أثمانٍ عاليةٍ في صفقات تبادل، حيث أنه في حالة غولدين وشاؤول يدور الحديث بشكلٍ مؤكّدٍ عن جثتين". علاوة على ذلك، شدد المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، شدّدّ على أنّه لم يكن بالإمكان شمل صفقة تبادل كهذه في اتفاق المصالحة بين "إسرائيل" وتركيا، وقال إنّ" محاولة الربط بين الاتفاق مع تركيا والمفاوضات حول تحرير الجثتين والمواطنين لا علاقة له بالواقع ويدل على عدم فهم الجانب الآخر"، بحسب تعبيره.

وبحسب المُراسل العسكريّ للصحيفة، يوسي يهوشواع، فإنّ "قيادة الذراع العسكري لحماس، كتائب الشهيد عزّ الدين القسام، وليس القيادة السياسية للحركة، تفاوض "إسرائيل"، وأنّ قيادة كتائب القسام ملتزمة تجاه الأسرى.

وقال المسؤول الصهيوني أيضًا للصحيفة إنّ" إسرائيل" تُوافق  على التحدث في إطار مفاوضات حول صفقة تبادل عن إطلاق سراح نحو 20 أسيرًا اعتقلوا خلال عدوان "الجرف الصامد" في العام 2014، وعن إعادة 20 جثة مقاتل فلسطيني سقطوا خلال هذا العدوان وتحتجزها "إسرائيل".

وأضاف المسؤول مخاطبًا حماس أنّه" عليها أنْ تتذكّر بأنّها لم تحقق نتيجة في المفاوضات مع تركيّا أيضًا". وإذا لم تتداركوا أنفسكم، أسراكم سيُعانون.

وخلُص المسؤول "الإسرائيليّ" إلى القول إنّ" حركة حماس تريد استنزاف "الدولة العبريّة"، لكنّه، جزم قائلاً، إنّ" المجتمع اليهوديّ-الإسرائيليّ "تغيّر أيضًا منذ صفقة شاليط، على حدّ وصفه.

وعقب الاتفاق بين "تل أبيب" وأنقرة الأسبوع الفائت، طالب رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو ووزراء آخرون في حكومته، تركيا بالقيام بدور لإنهاء الملف، وعلى الرغم من أنّهم لم يعلنوا الرغبة في التوصل لاتفاق تبادل مع حماس حول جنودهم المفقودين، فإنّ تصريحاتهم أوحت برغبتهم هذه.

وحمّل أهالي المفقودين الأربعة على حكومة نتنياهو شخصيًا لأنّه لم يُدرج أبناءهم في صفقة تطبيع العلاقات بين "تل أبيب" وأنقرة، وهو ما ردّت عليه تركيا بالقول إنّ "الملفات مختلفة، وإنّها مستعدة للتوسط وإنهاء القضية".

ووسط الموقفَين الاحتلالي والتركي، والأسئلة المطروحة عن قدرة تركيا على القيام بدور للوصول إلى صفقة لتبادل أسرى بين حماس و"إسرائيل"، وسط إصرار المقاومة على شروطها، يبدو أنّ هناك عائقًا واحدًا، بحسب المصادر السياسيّة في "تل أبيب"، قد يحول دون ذلك، وهو مصر، التي رعت صفقة التبادل السابقة، والتي لا ترغب في أنْ يشاركها أحد في الملفات الخاصة بقطاع غزة، كما قالت المصادر الاحتلال الرفيعة.

(رأي اليوم)