مخاطر كبيرة تُحدق بالقدس رغم فشل الاحتلال في "أسرتلها"

بالعربي: يرى فلسطينيون يقطنون في مدينة القدس، أن سلطات الاحتلال لم تنجح في “تهويد” المدينة المقدسة، رغم الجهود الكبيرة التي بذلتها على مدار 49 عاماً، منذ احتلالها عام 1967.

لكنهم أشاروا إلى أن مخاطر كبيرة تحيط بالمدينة، حيث تعمل سلطات الاحتلال  بشكل متواصل على جعل سكانها الفلسطينيين “أقلية”، والمضي في سياسة “التهويد” و”الأسرلة”.

ويحيي الفلسطينيون في قطاع غزة والضفة الغربية والشتات، في الخامس من يونيو/ حزيران من كل عام، ذكرى حرب عام 1967، والتي ترتب عليها احتلال لقطاع غزة والضفة الغربية، وشبه جزيرة سيناء المصرية، وهضبة الجولان السورية.

ويقول حاتم عبد القادر، وزير شؤون القدس في السلطة الفلسطينية سابقاً، "إن سلطات الاحتلال لم تتمكن رغم كل الجهود التي بذلتها من تهويد القدس".

وقال " صحيح أنهم "اسرائيليون" استولوا على عشرات المنازل داخل المدينة، ولكن إذا ما قورنت مع المنازل العربية فإن النسبة ضئيلة".

وأضاف " إذا ما أحصينا عدد اليهود في البلدة القديمة فقط، نجد أن أعدادهم تتراوح ما بين 3-4 آلاف فقط مقابل 36 ألف مقدسي، ولذلك فإن القلب المستهدف بالتهويد لم تتمكن "إسرائيل" منه".

وأشار إلى أن المسجد الأقصى مستهدف بشكل أساسي بالتهويد، وتحاول سلطات الاحتلال فرض سياسة الأمر الواقع فيه، ولكنها فشلت حتى الآن، بالسيطرة الكاملة على المسجد، حسب رأيه.

واستدرك عبد القادر” إلا أن هذا لا يلغي المخاطر القادمة، بمعنى أن لدى المستوطنين مخططات مستمرة بجعل الفلسطينيين في المدينة أقلية، وتغيير كافة المعالم الدينية والتاريخية والمعمارية، وترسيخ الرواية اليهودية مكان الرواية العربية لمدينة القدس″.

ويرى عبد القادر، "أن "إسرائيل" التي فشلت في “تهويد” المدينة، نجحت في المقابل في “أسرلتها”، ويضيف موضحاً ” هناك فرق بين الأسرلة والتهويد، فالأسرلة هي ربط الخدمات المقدمة للمواطنين في المدينة بالمؤسسة اليهودية وهو ما حصل من خلال سياسة الأمر الواقع، ولكن التهويد هو تغيير المعالم الدينية والثقافية والتاريخية في المدينة، وأعتقد أن "إسرائيل" فشلت في تهويد المدينة".

ويشدد عبد القادر، على ضرورة تواصل الدعم العربي والإسلامي، للمدينة المقدسة بهدف “مواجهة السياسات التهويدية”.

وأضاف " أعتقد أن أمام العرب والمسلمين الآن فرصة من أجل دعم المواطنين والمؤسسات لمواجهة التهويد، أما إذا استمر العالم العربي والإسلامي على هذا النسق في التعامل مع القدس فإنه بالتأكيد ستكون هناك خطورة كبيرة على المدينة".

ويقول مسؤولون فلسطينيون، ومؤسسات حقوقية فلسطينية وعبرية ودولية إن سلطات الاحتلال تقيّد منح الفلسطينيين تصاريح البناء، في الوقت الذي تكثف فيه عمليات الاستيطان اليهودي.

وتقاطع الغالبية العظمى من الفلسطينيين في القدس انتخابات بلدية الاحتلال، ومع ذلك فإنهم يضطرون لدفع الضرائب الباهظة التي تفرضها لتثبيت إقامتهم في المدينة.

من جهته يقول المحامي أحمد الرويضي ممثل منظمة المؤتمر الإسلامي في فلسطين، "إن "إسرائيل" لم تنجح على مدى 49 عاماً، من المحاولات، في محو الطابع الإسلامي والمسيحي للمدينة".

وقال الرويضي "منذ احتلال "إسرائيل للشطر الشرقي من مدينة القدس، سعت إلى فرض سيطرتها على المدينة من خلال تعزيز الاستيطان "الإسرائيلي" فيها، والإخلال بالميزان الديمغرافي لصالحها على حساب سكانها الفلسطينيين".

وأضاف:” الشعب الفلسطيني في المدينة صامد على الرغم من الممارسات التي لا تتوقف من إغلاق للمؤسسات والاعتقالات والهدم والاستيطان والاستيلاء على العقارات، وبالمقابل فإن سكان القدس يثبتون ويزدادون”.

ويشير الرويضي إلى أن اليهود في القسم الغربي من المدينة، يهربون باتجاه منطقة الوسط (مدينة تل أبيب ومحيطها)، وبالمقابل فإن المقدسيين يحرصون على الحفاظ على وجودهم في المدينة وبالتالي فإن يزدادون فباتوا يشكلون 37% من مجمل عدد السكان في شطري المدينة.

ولفت الى أن وزارة داخلية الاحتلال ، شطبت إقامات ما يزيد عن 14 ألف مقدسي منذ العام 1967 بحجة الإقامة خارج حدود المدينة.

وبحسب الرويضي، الذي شغل في السابق منصب رئيس وحدة القدس في مؤسسة الرئاسة الفلسطينية، فإن هناك أكثر من 200 ألف مستوطن يقيمون في مستوطنات  أقامتها سلطات الاحتلال على أراضي القدس  منذ احتلالها في العام 1967.

ويؤكد الرويضي أن مواصلة الحفاظ على مدينة القدس يتطلب “دعماً عربياً وإسلامياً”، ويضيف ” لا بد من دعم مقومات صمود هذا الإنسان لأنه هو الذي يفشل المخططات التهويدية”.

ويقول المقدسيون "إن الحكومة "الإسرائيلية" تركز في السنوات الأخيرة هجمتها على البلدة القديمة في القدس".

ويشتكون في السنوات الأخيرة، من محاولات مكثفة لتهويد التعليم في المدينة عبر فرض منهاج الاحتلال.

لكن عبد القادر الحسيني، رئيس مؤسسة فيصل الحسيني (غير حكومية)، يرى "أن "إسرائيل" لم تنجح في تهويد التعليم في القدس، حيث لا زال المنهاج الفلسطيني هو الذي يُدرس".

وقال الحسيني " لم تستطع "إسرائيل" تهويد التعليم في القدس، هي ما زالت تحاول أن تهوّد التعليم ولكن ما زال التعليم الذي يدرس هو بأغلبيته المنهاج الفلسطيني، وهذه معركة نخوضها كل عام ونربحها ".

وأضاف الحسيني (وهو نجل الزعيم المقدسي الراحل فيصل الحسيني)  المحاولات "الاسرائيلية" مستمرة، خاصة بوجود وزير التعليم اليميني نفتالي بنيت، لاختراق الفكر الفلسطيني والذهن الفلسطيني والثقافة الفلسطينية، ولكن بقوتنا، كمراكز ومدارس وتربية وتعليم نستطيع ان نواجه هذا الأمر".

وتشترط وزارة داخلية الإحتلال ، تقديم الفلسطينيين إثباتات إقامة في مدينة القدس من أجل إصدار أو تجديد بطاقات إقامة الفلسطينيين في المدينة.

وتعتبر ضريبة العقارات أو ما يعرف باسم ” الأرنونا”، من أهم الوثائق التي تطلبها وزارة الاحتلال لإصدار أو تمديد إقامات الفلسطينيين.

وطبقاً لمعطيات دائرة الإحصاء المركزية  العبرية فإنه مع نهاية العام 2015 بلغ عدد سكان المدينة، بشطريها الشرقي والغربي، 850 ألفاً من بينهم 534 ألف يهودي و316 ألف عربي يشكلون 36% من مجمل عدد السكان.