الشهيد الفلسطيني بهاء عليان.."المسحراتي" الغائب الحاضر

بالعربي: يسألني كيف تستقبل اليوم الاول من رمضان، لم اقل له ان السؤال أشد وجعًا من غياب قرع الطبل، وبقاء كرسي فارغ حول مائدة الافطار"، هي كلمات والد الشهيد بهاء عليان التي أوجعتني عندما قرأتها، يستذكر ابنه "المسحراتي" وهو على ابواب رمضان.

ويقول عليان: كان بهاء "مسحراتي" يقرع الطبل تطوعًا لإيقاظ أهل الحي حتى ينهضوا على سحورهم، وكان يرتدي لباسًا خاصًا لذلك ويردد عبارات "لم أحفظها" لاضفاء جو من البهجة للاطفال، متمسكا بعادة تراثية ذات قيمة اجتماعية".

واضاف "اعتدنا على بهاء في رمضان، وقته كله للتطوع وللمحتاج وللمصلين في الاقصى، كنا نفتقده على الفطور كثيرًا، قليلا ماكان يشاركنا فطوره رغم ذلك كرسيه مازال حاضرًا على مائدة الافطار".

ويضيف لـ وكالة"وطن للأنباء"، إن البلدة ستفتقد لبهاء، وهو المبادر في عملية السحور. كان يتفقد العائلات المحتاجة، فكان يخرج من البيت وقت السحور ومعظم وقته كان يقضيه خارج البيت، ليستكمل اعماله التطوعية مع مجموعة من الشبان.

كان يشارك في تنظيم المصلين في الاقصى وخاصة ايام الجُمع، كان قائدًا كشفيًا، وقائدًا لفرقة تنظم عملية الافطار في الأقصى، وكان يجمع التبرعات طوال الشهر الكريم، و كثيرا ماينظم افطارات جماعية للأيتام.

ويتابع والده، بأن البلدة قاتمة تخلو من زينة بهاء، التي اعتاد كل عام ان يضعها في كل شارع وحارة ومكان عام، على الرغم من ان البلدية قامت بتزيين مدخل الحي وكل عائلة زيّنت مدخل بيتها فقط، إلا أن زينة بهاء كانت زاهية مشعّة كابتسامته التي كانت لاتغيب عن وجهه.

والشهيد بهاء عليان (22 عاماً) من بلدة جبل المكبر بالقدس، جنوبي شرق مدينة القدس المحتلة، كان هو والأسير بلال أبو غانم، نفّذا عملية طعن وإطلاق نار مزدوجة داخل حافلة ي في مستوطنة "أرمون هنتسيف" المقامة على أراضي بلدة جبل المكبّر، أدّت إلى مقتل ثلاثة مستوطنين وإصابة آخرينهودية، عقب فيديو الذي نشره المستوطنين للطفل الاسير احمد مناصرة وهو مضرّج بدمائه إثر اصابته برصاص الاحتلال في القدس وتنهال عليه شتائم المستوطنين.

وما زال جثمانه محتجزًا لدى سلطات الاحتلال ، منذ استشهاده في الـ 13 من شهر تشرين أول/ أكتوبر 2015، إضافة إلى 7 جثامين أخرى.

وكانت آليات الاحتلال قد هدمت منزل عائلة الشهيد عليان في بداية شهر كانون ثاني/ يناير الماضي.