على غرار "إسرائيل" لوبي سعودي في أميركا

بالعربي: تعتبر جماعات الضغط في الولايات المتحدة الأمريكية أحد أبرز العوامل المؤثرة في توجيه السياسة الخارجية وصناعة القرار الأمريكي، بسبب ما تملكه هذه الجماعات من قدرات مالية واقتصادية ونفوذ سياسي لحماية مصالحها.

وتشكيل جماعة ضغط في المجتمع الأمريكي يحتاج إلى دعم كبير من جانب مؤسسات تتمتع بالنفوذ السياسي والاقتصادي والثقافي، حتى يمكن الدفاع عن المصالح أمام الرأي العام مؤسسات صناعة القرار.

وتناولت وسائل الإعلام العربية، مؤخراً، قرار إنشاء جماعة ضغط تابعة للمملكة العربية السعودية في الولايات المتحدة الأمريكية، تحت اسم "لجنة شئون العلاقات العامة السعودية الأمريكية" أو "سابراك"، على غرار "لجنة الشؤون العامة الأمريكية "الإسرائيلية" المعروفة بـ "إيباك"، وذلك بهدف التأثير على صناعة القرار السياسي وتوجهات السياسة الخارجية الأمريكية.

وأوضحت أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، نور الشيخ، اليوم الثلاثاء، أن جماعات الضغط "اللوبي" تحتاج إلى قاعدة اجتماعية ضاغطة ومؤثرة، مشيرةً إلى أن الجالية "اليهودية" في الولايات المتحدة هي أكبر جالية في المجتمع، وبالتالي فاللوبي  اليهودي، يستند إلى قاعدة مجتمعية عريضة، إلى جانب أنها قاعدة مؤثرة، خصوصاً أنها تعمل منذ أربعينيات القرن الماضي، ولها نفوذ اقتصادي وإعلامي وتقوم بتمويل الحملات الانتخابية سواء المتعلقة بالكونغرس أو بالرئاسة، وبالتالي فإن له تأثير مباشر في عملية صنع القرار، مشيرةً إلى أن له أذرع في كل مؤسسات صنع القرار حتى في "البنتاغون".

ووصفت أستاذة العلوم السياسية محاولات إنشاء "لوبي سعودي" بـ"الخطوة الجيدة"، معبرةً عن اعتقادها بأنها لن يكون لها نفس التأثير الذي يمارسه اللوبي اليهودي في صناعة القرار الأمريكي، مشيرةً إلى أن نقطة الضعف الرئيسية تكمن في عدم وجود قاعدة مجتمعية.

وقالت "يمكن التواصل مع بعض الشخصيات داخل المؤسسات الفكرية أو بعض أعضاء الكونغرس، ولكنه لن يكون فعالا بدرجة أن يكون للسعودية تأثير على غرار ما لـ "إسرائيل" من تأثير على صناعة القرار الأمريكي، مشيرةً إلى ما قاله مستشار الأمن القومي السابق، بريجنسكي "العرب ليس لديهم ما لدى "إسرائيل" من نفوذ، وإن العلاقات الأمريكية "الإسرائيلية" شديدة الخصوصية بحكم التاريخ والتداخل المجتمعي والثقافي والفكري.

وفيما يتعلق بالأسباب التي دفعت السعودية إلى تشكيل "لوبي"، أوضحت أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن المملكة عبرت في أكثر من مناسبة عن قلق من تغير السياسة الأمريكية، وهناك شعور سائد بأن هناك تفاهمات حقيقية بين واشنطن وطهران، وأن الولايات المتحدة لسبب أو لآخر أو لاعتبارات خاصة باستراتيجيتها في المنطقة بدأت في تنفيذ فكرة إدماج إيران في المنطقة، وهذا يثير قلق السعودية التي لم تخف هذا الشعور.

أضافت أن العلاقات السعودية ـ الأمريكية تمر بأزمة، وأن القنوات التي كانت مفتوحة على قمة السلطة بين البلدين لم تعد كذلك، فضلا عن الشكوك التي تنتاب السعودية من سياسة الولايات المتحدة في المنطقة.

وفيما يتعلق بأسباب ارتباط قرار عدد من دول المنطقة بسياسة الولايات المتحدة، عبرت عن الآسف من عدم استقلالية القرار في دول عربية، مشيرةً إلى أن هناك هاجس لدى هذه الدول بأن من يبدي استقلاله ستكون نهايته مؤسفة ومؤلمة، كما حدث للملك فيصل الذي اعتبر اغتياله درسا أو رسالة بأن التوجهات المستقلة لن تتحقق، ومن هناك فإن سياسة الكثير من القادة العرب تتسم بالبرغماتية لحماية مصالحهم بشكل أكبر.

(سبوتنيك)