موقع "أوروبي" يحرض ضد الصحفيين الفلسطينيين

بالعربي: تفاجأ صحفيون ومواطنون بنشر موقع ما يسمى بـ"المعهد الأوروبي لمكافحة التحريض" أسماءهم وصورهم ومعلومات شخصية لهم مؤخراً، يدّعي فيها أنهم محرضون على "الإرهاب والعنف".

ونشر الموقع صوراً شخصية لاثنين وعشرين فلسطينياً من الضفة الغربية وقطاع غزة بينهم عشرة صحفيين ومدونين، وربطها بصور لشهداء وعمليات طعن ومظاهرات ومواجهات بالحجارة بين شبان فلسطينيين وقوات جيش الاحتلال، ورسوم كاريكاتيرية، وندوات ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال الموقع في سياق تعريفه بنفسه إن هذه خطوته الاولى في الحرب على التحريض والكراهية.

ورفض الصحفي علي عبيدات ما ورد عنه من مزاعم في الموقع، قائلاً إن ما ورد في الموقع يدخل ضمن نطاق عمله الصحفي في توثيق جرائم الاحتلال.

واعتبر عبيدات في اتصال هاتفي مع وطن للأنباء، أن الاتهامات التي وجهها الموقع للصحفيين، ونشر صورهم، تعتبر تحريضاً ضد الصحفيين، واستهدافًا واضحًا لهم، إضافة إلى تعديه على خصوصيتهم من خلال نشر معلومات شخصية لهم كأسماء الزوجة وأرقام الهواتف والبريد الإلكتروني، وغيرها.

وقال إن الصحفيين تقدموا بشكوى لدى نقابة الصحفيين ضد الموقع، التي ستتابع من خلال الاتحاد الدولي للصحفيين هذه القضية ومعرفة من يقف وراءه تمهيداً لملاحقته قضائياً.

ويدّعي الموقع أن القائمين عليه، مجموعة من النشطاء الذي بدأوا بتتبع الأشخاص الذين يقومون بالتحريض على ما يسمى بـ "الإرهاب"، عقب الهجمات الأخيرة التي شهدتها عدة دول أوروبية منها فرنسا.

وتسائل رسام الكاريكاتير محمد سباعنة في اتصال هاتفي مع وطن للأنباء، "أين التحريض في أن يقوم مصور صحفي بتصوير وتوثيق الاعتداءات الصهيونية ضد الفلسطينيين؟".

سباعنة كان أحد الصحفيين الذي نشر الموقع أسماءهم بتهمة "التحريض"، إلا أنه اعتبر أن بعض ما أورده الموقع من معلومات شخصية عنه غير صحيحة مثل اسم الزوجة.

وقال إن ما نشره الموقع من رسوم كاريكاتيرية له لا تعتبر تحريضية، كما أن بعضها مرتبط بانتقاد القيادة الفلسطينية في تجاهل الهبة الشعبية، وأخرى تتحدث عن العلاقة الأمريكية الخليجية، وبعضها تتحدث عن الحرب السعودية ضد المجموعات المسلحة، في المقابل تجاهل الموقع رسومات له تنتقد الهجمات الإرهابية التي وقعت في دول أوروبا، وتم نشرها في صحف ومؤسسات أوروبية.

واعتبر سباعنة أن الخطير في ذلك، هو الموقع الذي لم يمض على تأسيسه شهرٌ واحدٌ، ولا يتمتع بجودة عالية، أصبح محل اهتمام لدى الصحف الأوروبية، حيث قامت صحيفة "الجارديان" البريطانية بالاتصال به للتعليق على ما نشر في الموقع من اتهامات.

وأشار إلى أن الموقع يحاول إحداث انقلاب في الرأي العام الأوروبي المؤيد للقضية الفلسطينية، من خلال ربط النضال الفلسطيني بالهجمات الإرهابية التي وقعت مؤخراً في باريس ومدن أوروبية أخرى.

وأعربت نقابة الصحفيين عن قلقها الشديد، لما ورد في الموقع من تحريض على عدد من الصحفيين والمدونين الفلسطينيين.

وقالت النقابة في بيان صحفي وصل "وطن للأنباء" نسخة عنه، الخميس، إن "نقابة الصحفيين تنظر بخطورة بالغة لما يحتويه الموقع، وخاصة تجاه صحفيين معروفين كأعضاء في النقابة، ويعملون لصالح وكالات ووسائل اعلام فلسطينية وعربية واجنبية مشهود لها، وترى في ذلك تحريضاً وتشريعا بالقتل او الاعتداء على هؤلاء الزملاء، مما يضع الموقع والقائمين عليه في دائرة الشبهة من حيث انتمائهم واهدافهم".

ودعت إلى إزالة اسماء الصحفيين من الموقع فوراً، مؤكدة أنها ستتابع مع الجهات الأمنية الفلسطينية مصدر ومنشأ هذا الموقع تمهيداً لملاحقة القائمين عليه قضائياً، وتحميلهم مسؤولية أي مساس بأي صحفي ورد اسمه في الموقع.

"وطن للانباء"