الشهيد فادي الهادئ الذي لا يغضب إلا مازحاً!

بالعربي: فجرًا، وتحت جنح الظلام كما في أغلب المرات، كانت القدس المحتلة على موعد مع وداع إنسان جديد، بجريمة جاءت مشتركة بين قطاعي العنف والجريمة في الكيان الصهيوني (شرطة الاحتلال ومستوطنيه)، وراح ضحيتها هذه المرة فادي سمير عطون (19 عاماً).

وزعمت قوات الاحتلال أنها أطلقت النار على فادي بعد أن طعن مستوطنًا، لكن نشطاء من القدس أكدوا أنه كان يحاول الهرب باتجاه عناصر الشرطة بعد أن لاحقته عصابة من المستوطنين كانت قد تجمعت في حي المصرارة بالقدس بحثا عن فلسطيني لارتكاب جريمة بحقه.

وبصرف النظر عن تضارب المعلومات حول أسباب إعدامه، إلا أن الأكيد أن شرطة الاحتلال قتلت فادي رغم أنها كانت قادرة على اعتقاله، لتقتل معه مواهب لافتة وعادات نبيلة تحدث عنها أصدقاؤه وأهله متحسرين على رحيله.

ويقول أقارب الشهيد، إنه كان يملك صوتا جميلا جدا، ويؤذن أحيانا في جامع الشهداء بالعيساوية مسقط رأسه، كما اعتاد أن يغني المواويل والاغاني الطربية، وقد طلب منه مرات عديدة باستثمار موهبته هذه، تقول عمته، "كنت اقول له اطلع برة يا عمتي بندعمك صوتك بجنن".

ودفع فادي مبكرًا ثمناً غاليًا لسياسات الاحتلال في القدس، حيث تسبب رفض الاحتلال لمنح أمه "لم شمل" بإبعادها عن القدس المحتلة إلى الأردن، بعد أن كانت تقيم في القدس وغادرتها لرؤية والدتها عند وفاته، ما أدى لانفصال الوالدين وتشتت العائلة، حيث يعيش شقيق فادي الوحيد محمد مع أمه في الأردن.

وتضيف عمته، "يا الله شو كان يدير باله ع حاله، يزبط لبسه، يلعب رياضة، نظايفي، دايما دارهم نظيفة، وأكله خفيف، وعنده طموح يدرس، بس قال بده يترك الدراسة شوي ويشتغل يساعد أبوه".

ووفقا لناشطة فلسطينية مقربة من الشهيد، فإن فادي امتنع عن الدراسة الجامعية بعد إنهاء الثانوية العامة بهدف مساعدة والده، وتنقل منذ ذلك الحين في عدة أعمال، مضيفة، “كان فادي يمتنع غن الغناء وإظهار موهبة صوته إلا أمام أصدقائه”.

وتقول أنه كان شديد الهدوء وقليل الانفعال، إلا اذا أراد التظاهر بالغضب مازحا، ودائم السخرية والضحك، كما كان يحب الرياضة والموضة والتصوير، ويتحدث كثيرا في قضايا إنسانية، مضيفة، “باختصار فادي هو الانسان الي كان يخاف يكسر ورده عن الشجره لتضلها ببهجتها وما يوخذ إثمها”.

تجدر الإشارة إلى أن" سلطات الاحتلال مازالت تحتجز جثمان الشهيد فادي وترفض تسليمه لعائلته، وقد علمت شبكة قدس الإخبارية أن التسليم قد يتم غدا بعد انتهاء “الأعياد اليهودية".

(قدس الاخبارية)