ضغوط أمريكية واتصالات عربية لتحجيم خطاب عباس بالأمم المتحدة

بالعربي: تشتد في هذه الأوقات الضغوط التي تمارس على الفلسطينيين وتحديدا على الرئيس محمود عباس "أبو مازن" من أكثر من جهة في مقدمتها الإدارة الأمريكية، لثنيه عن أي خطوات لا تريد واشنطن ان يتخذها في الوقت الحالي، خاصة بعد خطابه المنتظر في الأمم المتحدة نهاية الشهر.

مسؤول في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ومقرب من أبو مازن أكد لـ “رأي اليوم” أن الضغوط الممارسة تحمل تلميحات بوقف تدفق المساعدات المالية لخزينة السلطة الفلسطينية، وأن الإدارة الأمريكية عبرت عن ذلك بشكل صريح.

مجمل الضغوط كانت عبر رسائل شفوية نقلت للرئيس عبر وسطاء بينهم فلسطينيين، ومنها ما نقل هاتفيا حين تحدث مسؤولون كبار من واشنطن هاتفيا مع مسؤولين فلسطينيين، كان بينهم اتصال غير معلن بادر إليه وزير الخارجية جون كيري مع أبو مازن.

وتستفسر الإدارة الأمريكية في اتصالاتها عن الخطوة التي سيعلن ابو مازن عن اتخذاها في خطاب الأمم المتحدة في نيويورك نهاية الشهر أمام الجمعية العامة، والتي على الأرجح سيعلن خلاله وقف السلطة الفلسطينية العمل ببعض بنود اتفاق أوسلو، خاصة الملحق الأمني.

وسابقا، قال مسؤولون فلسطينيون أن أبو مازن ينوي خلال خطابه بالأمم المتحدة الإعلان عن توقف السلطة عن تطبيق بعض بنود اتفاق أوسلو، بسبب عدم التزام الاحتلال الصهيوني بها.

وهنا تستبعد مصادر فلسطينية أن يكون أبو مازن سيلجأ للإعلان عن تخلي السلطة عن الاتفاق الاقتصادي، كون الأمر بيد الكيان الصهيوني، وهو من يقوم بتطبيق الاتفاق حتى لو لم تشأ السلطة ذلك، من خلال سيطرتها على أموال الضرائب أولا قبل التحويل لوزارة المالية الفلسطينية ضمن خطة عمل متبعة.

المصادر أكدت أيضا ان الضغوط على أبو مازن وفريق عمله، لم تقتصر على الإدارة الأمريكية، بل تعدت ذلك ووصلت على شكل “مناشدات” من عدة دول عربية، طالبت أبو مازن بتخفيف حدة الخطاب، والابتعاد عن أي خطوات قد تغضب الإدارة الأمريكية.

وتحدثت المصادر أن أبو مازن وللحفاظ على مخططه القادم، لم يبلغ به أحد سوى فريق العمل الذي يساعده في خطة التحرك السياسية القادمة، وهو فريق صغير مكون من مساعدين سياسيين ومسؤولين كبار في منظمة التحرير والسلطة.

وهنا يستبعد الكثيرون ان يلجأ أبو مازن لطرح خطة التحرك في اجتماع موسع للقيادة الفلسطينية، خشية من تسرب ما يريد أن يطرحه لوسائل الإعلام، إذ يعمل الرجل وفق مخططه على بقاء ما سيطرحه سرا حتى إلقاء الكلمة المخصصة له.

لكن ذلك لن يمنع الرجل خلال لقائه بعد أيام بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يضعه في صورة تحركاته، وهناك من يؤكد أن أبو مازن سيطلع الروس على خطة التحرك بشكلها الكامل، خاصة وأنه يعرف مدى الدعم الذي يتلقاه من جهة روسيا في القرارات الخاصة بالقضية الفلسطينية على المستوى العالمي.

 

(رأي اليوم)