خبراء: 4 أسباب وراء إعادة افتتاح السفارة الصهيونية بالقاهرة

بالعربي: رأى خبراء مصريون، أن 4 أسباب وقفت وراء قرار مصر وكيان الاحتلال بإعادة افتتاح سفارة "تل أبيب"  بالقاهرة الأربعاء بعد 4 أعوام من الإغلاق.

وفي أحاديث منفصلة، اعتبر ثلاثة خبراء في الشأن الصهيوني والدولي والفلسطيني أن الأسباب الأربعة وراء افتتاح السفارة الصهيونية تتجسد بـ”المقتضيات القانونية الدولية التي تلزم بوجود سفارة”، و”المصالح المشتركة والمداهنة السياسية”، و”تتويج لتطور العلاقات المصرية الصهيونية التي لم تصل إلى ما هي عليه اليوم في تاريخ مصر”، و”رسالة صهيونية للمصريين بإعادة افتتاح السفارة في اليوم ذاته الذي تم فيه الإغلاق بعد احتجاجات واسعة قبل سنوات”.

طارق فهمي الأكاديمي المصري والخبير في الشؤون الصهيونية رأى أن السبب الأول لإعادة فتح السفارة الصهيونية يرجع إلى “مقتضيات القانون الدولي الذي يوجب أن يكون هناك علاقات طبيعية بين الدول بوجود مقرات للسفارات في تلك الدول”.

وأضاف فهمي أن “العلاقات المصرية الإسرائيلية مستقرة حاليا وليس هناك أي توتر يستدعي خلافا وهو ما كان نتيجته إعادة فتح السفارة في القاهرة أمس″.

من جانبه، سعيد اللاوندي، الأكاديمي المصري وخبير العلاقات السياسية الدولية، أضاف السبب الثاني قائلا إن “المصالح المشتركة بين مصر وكيان الاحتلال دفعت الطرفين لإعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما إلى طبيعتها، رغم الرفض الشعبي المصري الجارف لأي تقارب بين القاهرة و"تل أبيب"”.

وأضاف اللاوندي، أن “إعادة افتتاح السفارة الصهيونية في القاهرة يعد درجة من درجات المداهنة السياسية بين الطرفين”.

وأشار إلى أن “كيان الاحتلال يرى نفسها دولة شرق أوسطية ترغب في الاستقرار السياسي والأمني، وبالتالي فإن الاستقرار لدى جارتها مصر يعد في مصلحتها”.

وحول كون الموقف بإعادة افتتاح السفارة الصهيونية ينبع لعلاقات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي القوية بكيان الاحتلال مضى اللاندوي قائلا إن “موقف السيسي من كيان الاحتلال لا يختلف عن موقف رؤساء مصر السابقين، في مداهنة كيان الاحتلال، بخلاف فترة ما بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011″، في إشارة لفترة حكم محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا.

واعتبر الخبير في العلاقات الدولية أن ما فعلته مصر من إعادة العلاقات مع كيان الاحتلالعلى أعلى مستوياتها “يعد ذكاء سياسيا من قبل السلطات الحالية في مصر، في ظل تسكين جبهة الكيان الصهيوني وعدم الدخول معها في عداوة، وسط موجة عدم الاستقرار والفوضى التي تضرب المنطقة”.

واستبعد اللاوندي أي تأثير سلبي على القضية الفلسطينية بعد افتتاح سفارة "تل أبيب" في القاهرة رسميا، مؤكدا: “القضية الفلسطينية ستظل على أولويات السلطة المصرية أيا كانت”، نافيا “أن يحدث أي تعاون عسكري بين القاهرة و"تل أبيب" لضرب المقاومة في غزة”، دون أن يبيّن الأساس الذي استند إليه في نفيه.

بدوره رفض المفكر المصري محمد سيف الدولة والخبير في الشأن الفلسطيني موقف بلاده في السماح بإعادة افتتاح سفارة كيان الاحتلال، مرجعاً ما تم الاربعاء من افتتاح لسفارة "تل أبيب" في القاهرة إلى “عمق العلاقات المصرية الصهيونية إلى درجة كبيرة لم تحدث في تاريخ مصر وحتى في عهد (الرئيس الأسبق حسني) مبارك”، الذي أطاحت بحكمة ثورة يناير 2011.

وقال سيف الدولة، إن “ما حدث هو تتويج لترسيم مصر للعلاقات الخاصة والمتميزة بين إدارة السيسي وكيان الاحتلال، وهي العلاقة التي وصفت من جانب محليين صهيونيين وأمريكيين بأنها علاقة وصلت لعمق لم تصل له من قبل في تاريخ مصر”.

وأضاف: “العلاقات المصرية الصهيونية باتت بحسب أمريكا لا تحتاج وسيطا، وقد تُسحب القوات متعددة الجنسيات التي تقرها عملية السلام بين البلدين، في وقت أقامت مصر منطقة عازلة مع قطاع غزة وتم غلق معبر رفح وهدم الأنفاق على الحدود بين غزة ومصر”.

وأوضح أن “كل المظاهر الحميمية في العلاقات المصرية والصهيونية، تأتي في سياق تطلع السلطات المصرية الحالية إلى أن تكون "إسرائيل" بوابتها الدولية لنيل الاعتراف الدولي وقد نجحت نسبيا في تحقيق ذلك”.

وتطرق إلى سبب رابع أراده الاحتلال وهو اختيار توقيت إعادة الافتتاح يوم 9 سبتمبر/ أيلول الذي أدى فيه احتجاج المصريين ضد السفارة لغلقه لتكون ذكراه الرابعة هو يوم إعادة الافتتاح.

وتابع قائلا: “هذه كانت رسالة من كيان الاحتلال إلى من أغلق السفارة من الثوار وإلى المصريين واحتجاجاتهم أن اذهبوا إلى الجحيم نحن عدنا والمفترض أن هذا الأمر لم يكن يمر على وزارة الخارجية المصرية بهذا الشكل لأنه يعني مشاركة ضمنية في توقيت فتح هذا من القاهرة وهذه إهانة”.

وكانت القاهرة و"تل ابيب" أعلنتا رسمياً الأربعاء افتتاح السفارة الصهيونية في القاهرة، بحسب متحدثين رسميين.

وفي تصريحات نقلتها الوكالة المصرية الرسمية (أ ش أ)، الأربعاء، قال أحمد أبو زيد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، تعقيبًا على ما نقلته بعض وسائل الإعلام حول افتتاح مقر جديد للسفارة الصهيونية بالقاهرة إن (حاييم كورن) السفير الصهيوني بمصر كان موجودًا ويباشر عمله من دار سكن السفير الصهيوني (جنوبي القاهرة) طوال السنوات الأربع الأخيرة التي كانت السفارة فيها مغلقة.

وأضاف أن “ما تم الأربعاء هو الافتتاح الرسمي لمقر مؤقت للسفارة الصهيونية “بدار سكن السفير الصهيوني” بحضور وكيل الخارجية الصهيونية.
بدورها أعلنت "تل أبيب" افتتاح سفارتها في العاصمة المصرية، القاهرة، بعد 4 سنوات من الإغلاق، حسبما أعلن متحدث باسم رئيس حكومة الاحتلال أمس.

وقال أوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، في تدوينة رسمية على حسابه في موقع “فيس بوك”: “وصلت اليوم(الأربعاء) إلى القاهرة بعثة برئاسة مدير عام الخارجية الدكتور دوري غولد، من أجل الاحتفال بإعادة فتح السفارة”.

وأضاف: ” شارك في المراسم كل من نائب رئيس البروتوكول في الخارجية المصرية، والسفير الأمريكي لدى مصر، وموظفي السفارة الصهيونية في القاهرة برئاسة السفير حاييم كورين”.

وتابع قائلا: “بعد أن تم رفع العلم الصهيوني على مبنى السفارة والكلمات الترحيبية، تم كشف النقاب عن يافطة السفارة ورمز "إسرائيل"، واختتمت المراسم بالنشيدين الوطنيين الصهيوني والمصري”.

ونقل جندلمان عن مدير عام وزارة الخارجية الصهيونية دوري غولد قوله، في مراسم إعادة فتح السفارة: ” لقد نجحنا، بقيادة رئيس الوزراء نتنياهو والرئيس السيسي، بصد التهديدات، ونحن نعمل مع مصر على تحقيق الاستقرار والازدهار بالمنطقة، ستكون مصر دائما أكبر وأهم دولة بالمنطقة، فلا عجب أن يسمونها في العالم العربي (أم الدنيا)”.

وجاءت هذه الخطوة الصهيونية ، ردا على خطوة مصرية مماثلة، بعد أن عينت مصر أول سفير لها لدى كيان الاحتلال، بداية العام الجاري، بعد أن سحبته عام 2012.