في غزة هنالك مدينة كاملة لا أحد يعلمها

بالعربي: فوجئ الكيان الصهيوني خلال حربها الأخيرة على غزة التي أطلقت عليها “الجرف الصامد” والتي استمرت لأكثر من خمسين يوما بالصمود والندية التي أظهرتها المقاومة الفلسطينية، وبالعمليات النوعية التي نفذتها داخل خطوط العدو “الصهيوني”.الفيلم الوثائقي “حرب غزة.. رؤية إسرائيلية” الذي عرضته الجزيرة مساء أمس الخميس تناول التحليل العسكري لحرب غزة الأخيرة من وجهة نظر قادة في الجيش الصهيوني وجهاز الاستخبارات ولقاءات مع بعض الجنود الذين شاركوا في الحرب.

وكشف الفيلم عن وثائق سرية مسربة تكشف نقاط ضعف الأداء الأمني والعسكري الصهيوني، كما تطرق إلى أهمية دور محمد الضيف في الجناح العسكري في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والمطلوب رقم واحد للصهاينة منذ أكثر من عشرين عاما.

كما تناول أسرار أبرز المواجهات أثناء عمليات “الجرف الصامت”، والمعارك داخل الأنفاق، واقتحام قاعدة “زكيم” وعملية “نحال عوز” والكمين الذي نصبته المقاومة الفلسطينية لقوات الاحتلال في حي الشجاعية بغزة.وتعد هذه هي الحرب الثالثة على غزة منذ عام 2008 وقد تكون الأعنف، وهي الحرب الثامنة في تاريخ الكيان الصهيوني منذ تأسيسها، والتي دفعت فيها ثمنا باهظا لم تكن تتوقعه.وبحسب المسؤولين العسكريين السابقين، فإن الهدف من عملية “الجرف الصامد” كان فقط تحقيق الهدوء في الجبهة الجنوبية وليس إزالة حماس.

فشل استخباراتي

يقول رئيس جهاز المخابرات الصهيونية (الموساد) السابق داني ياتوم إن العمليات العسكرية لم يكن يجب أن تستمر لخمسين يوما “ولكن بسبب الاستخبارات السيئة جدا ظننا أن العملية ستستغرق أسبوعا أو عشرة أيام، وكان ذلك خطأ إستراتيجيا في تقدير المعلومات”.ويضيف “لم يكن الهدف القضاء على حماس، بل فقط إلحاق ضرر كبير بها وهذا ما تم وفق زعمه، ولا أعرف إن كان ردع حماس قد تحقق أم لا”.ويؤكد ياتوم أن حماس أثبتت في هذه الحرب أنها أصبحت تمتلك وسائل قتالية مميتة أكثر، وكشفت عن العديد من المفاجآت التي كان أبرزها “غزة السفلية”، في إشارة إلى الشبكات اللامتناهية من الأنفاق والخنادق المتعددة “التي يتخفى ويتعايش فيها المقاومون وينتقلون إلى داخل الكيان الصهيوني لمداهمة المستوطنات .

إرهاصات

ويعود الفيلم الوثائقي إلى الإرهاصات التي سبقت الحرب الصهيونية على غزة بداية من يناير/كانون الثاني 2014 وهو التاريخ الذي حصل فيه جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) على معلومات استخباراتية تفيد بأن الجناح العسكري لحركة حماس يكثف تدريباته العسكرية بوتيرة أعلى من السنوات السابقة.وفي مارس/آذار 2014 تم الإعلان عن اكتشاف نفق كبير جنوب قطاع غزة، وعن هذا الأمر يقول خبير عسكري “إن هناك غزة أخرى لم يكن الكيان الصهيوني يعرفها، مدينة بكاملها تحت الأرض، عالم من الأنفاق السرية لا يعلم عددها ولا إلى أين تصل”.وفي يونيو/حزيران 2014 أعلن الكيان فقدان ثلاثة مستوطنين في غزة، واتهمت حركة حماس بالمسؤولية التي بدورها نفت الأمر بشكل قاطع.

تلا ذلك تصاعد تصريحات الكيان الصهيوني العدائية تجاه غزة، ثم حادثة قتل الطفل الفلسطيني محمد أبو خضير حرقا التي أشعلت غضبا عارما في الشارع الفلسطيني.وفي السابع من يوليو/تموز 2014 شن الكيان الصهيوني غارة على قطاع غزة أستشهد فيها سبعة من الجناح العسكري لحماس، وكانت بمثابة بداية حربها على القطاع.

ساعة الصفر

بدأت قوات الاحتلال في الثامن من يوليو/تموز 2014 عملية عسكرية واسعة في غزة أمطرت فيها القطاع بوابل من الصواريخ والقذائف التي أسفرت عن استشهاد العشرات، وردت المقاومة الفلسطينية بإطلاق صواريخ متعددة المدى وقصفت جنوب الكيان وفرضت حالة من الذعر في المستوطنات المحاذية لقطاع غزة.وبدأت المفاجآت تتوالى من المقاومة، حيث اقتحمت عناصر من الكوماندوز التابع لكتائب عز الدين القسام قاعدة زكيم “العسكرية ” عبر عملية إنزال بحري.

ويروي الفيلم عبر لقاءات وتسجيلات مع عناصر من جيش الاحتلال والبيانات التي صدرت عن كتائب القسام تفاصيل المعارك التي دارت في حي الشجاعية بقطاع غزة، والكمين الذي نصبته المقاومة لقوات الاحتلال وقتلت فيه 13 جنديا من لواء غولاني الصهيوني.

نقلا عن الجزيرة نت