السلاح الجديد الذي يقلق "إسرائيل"

بالعربي: يرى محللون سياسيون أن الأراضي الفلسطينية تشهد منذ جريمة إحراق عائلة دوابشة جنوب نابلس واستشهاد الرضيع علي ووالده سعد على أيدي مستوطنين نهاية تموز، تصاعدا في العمليات الفردية التي ينفذها فلسطينيون ضد الاحتلال والمستوطنين في الضفة الغربية والقدس المحتلة.

ويوضح المحلل السياسي عدنان أبو عامر أن العمليات في الضفة الغربية عمليات فردية نتيجة تصاعد اعتداءات المستوطنين ضد الفلسطينيين ومزارعهم في ظل عدم وجود بنية تحتية لحركات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية نتيجة جهود الأجهزة الأمنية الفلسطينية والاعتقالات من قبل الاحتلال.

ويشير إلى تنوع وسائل المقاومة الفردية في الضفة الغربية بين دهس جنود الاحتلال والمستوطنين وعمليات الطعن بالأسلحة البيضاء وإغلاق الطرق بالمتاريس والعوائق أمام جنود الاحتلال والمستوطنين.

ويؤكد أبو عامر أن عدم قدرة حركات المقاومة الفلسطينية في الضفة على تشكيل مقاومة عسكرية منظمة وحقيقية واستمرار حملات الاعتقالات التي تحبط أي عمل منظم دفعت الفلسطينيين في الضفة والقدس للقيام بعمليات فردية عبر الطعن أو الدهس أو غيرها.

ويشير إلى أن ردود الفعل الصهيونيةعلى العمليات الفردية تتوزع بين هدم لمنازل منفذي العمليات واستمرار حملات الاعتقالات، إلا أن تلك الجهود ستواجه إخفاقا كون العمليات الفردية غير منظمة.

ويؤكد أن العمليات الفردية ستستمر مادام الاحتلال قائما وتصاعد عمليات المستوطنين وجرائهم ضد الفلسطينيين ومنازلهم وممتلكاتهم، منوها إلى أن السلطة الفلسطينية لن تشجع العمليات الفردية وستستمر بمقاومتها السياسية والدبلوماسية "البائسة" والالتزام باستنكار جرائم الاحتلال والمستوطنين ورفع القضايا لمحكمة الجنايات الدولية.

وكشفت الأجهزة الأمنية الصهيونيةعن إحباطها في الشهور السبعة الأخيرة 111 عملية تتضمن عمليات إطلاق نار أو زرع عبوات ناسفة وأسر جنود و17 عمليات "انتحارية معظم مخططيها من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وتنظيمات أخرى، لكن اللافت أن سبعة من هذه  العمليات خطط لها أفراد لا ينتمون لأي فصيل أو تنظيم فلسطيني.

ويشير موقع "واللا" العبري إلى أن عدد العمليات التي أحبطت لا يشمل العمليات التي أحبطتها قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية من خلال اعتقال نشطاء في الضفة الغربية و”تفكيك” خلايا كانت تخطط لعمليات انتحارية ضد أهداف صهيونية.

ويلفت الموقع إلى أن ما يقلق الأجهزة الأمنية الصهيونية أن معظم العمليات خطط لها أفراد بلا انتماء تنظيمي وليس خلايا أو تنظيمات معروفة، وأن العمليات الأخيرة يخطط لها بشكل "هاوٍ" وبمساعدة أصدقاء في الجامعة أو عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

بدوره، عزا مدير مركز القدس لدراسات الشأن الصهيوني علاء الريماوي أسباب العمليات الفردية لأربعة أسباب وهي "القبعة التنظيمية حاضرة في فكر منفذي العمليات الفردية ضد أهداف صهيونية كون 80% من منفذيها منضمين لفصائل فلسطينية".

وكذلك أوضح الريماوي أن سلوك السلطة الفلسطينية اتجاه حركات المقاومة والعمل العسكري  حفز على نوع من العمليات المغلقة الفردية، وكذلك نتيجة ثقافة الاحتقان التي شجعت على الانتقام من جرائم الاحتلال والمستوطنين في القدس والضفة، وتوفر المحفزات العامة في الإعلام الذي يفضح وينقل جرائم الاحتلال والمستوطنين.

ويشير إلى أن انكفاء بعض الفصائل كفتح عن العمل العسكري دفع بعض أعضائها للعمل الفردي.

ويوضح الريماوي أن الاحتلال سيواجه العمليات الفردية بذات السلوك الأمني عبر استمرار الاعتقالات وزيادة الحواجز العسكرية بالضفة الغربية، متوقعا أن تشهد العمليات الفردية خلال السنوات القادمة "موجة ثورية في عملية تصاعدية".

من جهته، يؤكد النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني حسن خريشة، إن عمليات الطعن والعمليات الفردية "بداية صحوة صحيحة و إحراج لكل العاجزين في الساحة الفلسطينية عن مواجهة المحتل".

وشدد خريشة على ضرورة "أن تصبح مثل هذه العمليات الفردية منظمة ضمن نطاق عمل الفصائل الفلسطينية والحركات السياسية وأن لا تأتي بشكل فردي فقط".

وتوقع الاحتلال تواصل العمليات الفردية في الضفة الغربية، الأمر الذي دفع وزير الحرب الصهيوني موشي يعلون لإعطاء أوامره بإطلاق النار على رؤوس المنفذين للعمليات في الضفة الغربية.

نقلا عن وكالة وطن للأنباء