هل تقبل حماس هدنة طويلة مع الكيان الصهيوني؟

بالعربي: فعليا بدأت حركة حماس ترتيباتها الخاصة لعقد اجتماع موسع لقيادتها في غزة والموجودة في الخارج، لدراسة الأفكار التي سلمت إليها بشكل رسمي من قبل توني بلير الوسيط الذي يتحرك بين إلكيان الصهيوني والحركة لإبرام اتفاق هدنة طويلة الأمد، وهي المرة الأولى منذ بداية الاتصالات التي تتسلم فيها حماس بنود مكتوبة، ولمعرفة آخر اتصالات تركيا في هذا الشأن بعد أن حظيت هذه البنود بموافقة غالبية قيادة الحركة في غزة.

ما يدور في الكواليس وتخفيه حركة حماس حتى اللحظة عن غالبية الفصائل الفلسطينية هو أنها تسلمت فعليا بنود التهدئة التي يريد كيان الإحتلال ودول غربية إرسائها في غزة، وبموافقة دول عربية وإسلامية، حيث شرعت الحركة منذ لقاء بلير بخالد مشعل في الدوحة مؤخرا، بعقد سلسلة لقاءات داخلية لبحث البنود والخروج بموقف موحد.
ما أوصله بلير من بنود وافق عليها الكيان الصهيوني ودول غربية بعد عدة لقاءات عقدها مع قيادات صهيونية وغربية وأخرى من حماس، يحمل موافقة صهيونية على إنشاء “ممر مائي” يربط قطاع غزة بجزيرة قبرص اليونانية، على أن يخضع هذا الممر المخصص لنقل السكان والمسافرين لرقابة من حلف الناتو، بمعرفة صهيونية.
من حركة حماس في غزة يكشف مصدر مطلع أن قيادة الحركة عقدت لقاء موسعا شمل أعضاء المكتب السياسي وقيادة الحركة في غزة، وكذلك أعضاء مجلس الشوري، وقيادة الذراع المسلح كتائب القسام، تم خلاله مناقشة أفكار التهدئة المعروضة لعدة ساعات، خرج الحضور بعد ذلك برأي حمل الموافقة من غالبية الحضور، مع بعض الاستفسارات والضمانات على الاتفاق، كالإشراف على الممر المائي، وكيفية تنفيذه.
وهناك تذكر تقارير أن من بين قيادات حماس الذين وافقوا على المقترح كان الدكتور محمود الزهار والدكتور خليل الحية.
المصدر المطلع في حماس قال أن نتائج الاجتماع نقلت على الفور إلى قيادة حماس في الدوحة، فاتخذ مشعل من هناك قرارا بزيارة تركيا للقاء المسؤولين الأتراك لمعرفة كيفية تطبيق أهم بند في الاتفاق وهو “الممر المائي”.
في أنقرة تباحث مشعل مع الرئيس رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو، حول دور تركيا في الممر المائي، خاصة وأنها من الدول التي ستشرف على مراقبته كونها عضو في حلف الناتو.
كذلك تباحث مشعل مع أردوغان في بنود الهدنة المعروضة من بلير، وأطلعه على موقف حركة حماس في غزة، ومن تركيا جرى اتخاذ قرار عقب اتصالات أخرى أجراها مشعل مع قائد حماس في غزة ونائبه إسماعيل هنية، بأن يخرج من غزة وفد قيادي من حركة حماس على رأسه هنية وأعضاء المكتب السياسي، وأخرى من مجلس الشورى، لعقد اجتماعا موسعا لقادة حماس لمناقشة ملف التهدئة بشكل موسع على مستوى قيادة الحركة، لمعرفة آخر اتصالات تركيا بشأن الممر المائي، وأخذ تعهدات على عدم نقض الاتفاق من قبل الكيان الصهيوني، قبل تسليم رد حماس النهائي إلى بلير.
ويؤكد المصدر المطلع في حركة حماس بغزة أن تركيا من الدول الرئيسية التي تتوسط في ملف التهدئة، وأن قطر تدعم الاتفاق ويؤكد أيضا أن مصر على علم بكل اتصالات التهدئة الجارية، وأن وفد حماس في غزة رسميا بعث قائمة بأسماء وفد الحركة الذي ينوي مغادرة غزة وعلى رأسه إسماعيل هنية، إذا أتيحت الظروف من معبر رفح للقاء مدير المخابرات المصرية، ومن ثم التوجه إلى قطر ومن هناك إلى تركيا.
وتشمل بنود التهدئة المعروضة من بلير موافقة الكيان على إنشاء ممر بحري تحت مراقبتها لتسهيل حركة المسافرين من غزة، وكذلك رفع الحصار، والسماح لخروج عمال للعمل في مدن داخل كيان الإحتلال، وتوقف حماس عن كل الأعمال العسكرية بما فيها حفر الأنفاق وتطوير الصواريخ، على أن تمتد الهدنة لعشر سنوات.
وعلى الأغلب لا تعلم السلطة الفلسطينية بكل تفاصيل ما يجري من مباحثات بين حركة حماس والكيان الصهيوني، وهنا يردد مسؤولون كبار في السلطة أن كيان الإحتلال يريد إبرام اتفاق مع حماس لتحييد قطاع غزة في الفترة المقبلة، وأن الكيان الصهيوني تريد إبرام الاتفاق بشان الهدنة الطويلة قبل أن يتخذ الرئيس محمود عباس “أبو مازن” أي قرارات سياسية جديدة، خاصة وأنه يستعد لعقد اجتماع للمجلس الوطني يكون اجتماعا عاما، ينتخب قيادة جديدة للمنظمة.

نقلا عن رأي اليوم