إرباك جدول توزيع الكهرباء بغزة.. "بين حانا ومانا ضاعت لحانا"!!

بالعربي: قال نائب مدير سلطة الطاقة بقطاع غزة، فتحي الشيخ خليل: منذ الصباح، أعطينا الأوامر بتشغيل المولدين الثاني والثالث اللذان كانا توقفا عن العمل الخميس والسبت، على التوالي.

وكانت أزمة انقطاع التيار الكهربائي عن القطاع، وصلت ذروتها، أمس، في ظل حر شديد ورطوبة عالية، إذ لم تتعد ساعات الوصل الثلاث ساعات في أحسن الأحوال، حسبما أفاد مواطنون.

وأكد الشيخ خليل أن عدم قدرة الجهات العليا المسؤولة على إقناع الاحتلال بفتح معبر كرم أبو سالم، يوم الجمعة، هو السبب الرئيس في هذه الأزمة.

وأوضح الشيخ خليل: الكميات التي تدخل عبر أبو سالم، تكفي لكل يوم بيومه، والمعلومات التي نشرت عن دخول كميات تكفي لشهر، ليست دقيقة، فالوقود القطري، ما زال في مصر، وسيدخل أيضا لكل يوم بيومه.

وأضاف: أي عقل يصدق أن تدخل  800 شاحنة إلى القطاع من مصر في يوم واحد، هذا هو الوقود القطري الذي تتحدثون عنه.

وأشار الشيخ خليل إلى أن زيادة الأحمال، واعتداءات المواطنين على الشبكات عبر ما يسمي بخطوط القلاب، وخطوط سرقة الكهرباء ، كان له أثر سلبي آخر زاد نسبة العجز.

من جهتها، أصدرت شركة توزيع كهرباء محافظات غزة بيانا أوضحت فيه ما جرى، وجاء في البيان: تسبب الانخفاض الملموس لفولتية الخطوط المصرية التي وصلت ل(140 فولت)، وانخفاض مستوى انتاج الكهرباء في محطة التوليد لقرابة 25% من اجمالي ما تنتجه المحطة في الظروف الطبيعية ، إلى عدم تمكن شركة توزيع الكهرباء من توفير تيار كهربائي منتظم للمواطنين في مختلف مناطق قطاع غزة.

وورد أيضا: إن كمية الطاقة التي تستلمها الشركة وتعيد توزيعها لا تكفي لتحقيق جدول ست ساعات، وهو ما سبب ارباكاً واضحا في عملية تزويد المناطق بالتيار الكهربائي.

وأعرب جمال الدردساوي مسئول العلاقات العامة والإعلام في الشركة في عن أسفه للإرباك الحاصل، وأشار: دورنا كشركة كهرباء يتلخص في توزيع ما يصلنا فقط، ووضع الجدول المناسب له.

ودعا الدردساوي الجهات المسئول المحلية والدولية للعمل على ايجاد حلول سريعة للحد من تفاقم هذه الأزمة وامتدادها لكافة مناحي الحياة في قطاع غزة.

واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي ليلة أمس بالعبارات المنددة بما يحصل، وعبر مواطنون عن أشكال تأذيهم من الأزمة الحاصلة، وقالوا إن الشركة والسلطات في قطاع غزة والضفة يتشاركون في صنع معاناة الناس.

عقب المواطن، أبو محمّد العشّي، على ما آلت إليه الأحوال في قطاع غزة، وخاصة أزمة الكهرباء، بالقول: اعتاد المواطنون في غزة ا أن تصلهم الكهرباء ضمن  جدول، قد تصل فيه ساعات الوصل إلى 8 ساعات يومياً، على أفضل تقدير، وهم بذلك فرحى.

ويُكمل: في مرات عدّة تخرج سلطة الطاقة وشركة الكهرباء بأنباء حول عودة جدول الكهرباء للـ6 ساعات وصل، وبعد أن نعترض ونتذمّر، نعيش على الجدول المقرّر، فليس بيدنا حيلة. أخبار الكهرباء أصبحت  الأهم ضمن نشرات الأنباء، والحلم اليومي لأهل غزة.

ويتابع العشي: لا خيارات لدينا، هذا تدبّر أمره ببطارية صغيرة أو كبيرة، وذاك بمولّد يجلب الصداع والأمراض، وقليلٍ من الكهرباء، وآخرين يعيشون على وسائل الإنارة البدائية من شموع وفوانيس وغيرها، فهم لا يستطيعون أن يوفّروا لعوائلهم البطاريات والمولدات ذات الثمن المرتفع نسبياً.

ويختم العشي –كمئات الآلاف غيره- بالقول: "لا نريد سوى حياة في غزة.. حياة، هل هذا كثيرٌ علينا كبشر"؟!

محافظة رفح لم تكن أفضل حالاً من باقي محافظات القطاع، رغم أنّها تتبع جمهورية مصر في التزوّد بالتيار الكهربائي، عبر 3 خطوط، تم إصلاحها مؤخّراً، وهي سليمة تماماً بحسب تصريحات شركة كهرباء رفح.

وسام قشطة، من المنطقة الشرقية للمحافظة الجنوبية، تقول باستياء: إن الجدول كان سيئاً جداً طوال يوم أمس، حيث لم يتجاور الـ 6 ساعات وصل، طوال الـ24 ساعة الماضية، ما أثار غضب واستنكار المواطنين في المنطقة.

قشطة وهي تعمل مراسلة صحفية، تذمّرت بشكل كبير، من الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي في منطقتها، كون عملها يعتمد على وجود الكهرباء، ما يضطّرها إلى تأجيل العمل أحياناً ، أو السهر في أوقات الليل أحياناً أخرى.

و تُضيف قشطة بنبرة حادّة: "أما عن تصريحات سلطة الطاقة، فأنا كإعلامية أقرأها وأبثّها للناس، لكنّي لا أصدق منها حرفاً واحداً, و بالتأكيد هذا هو حال كل من يعيش في قطاع غزة.

وعن أسباب الأزمة: أعتقد أنّها مشكلة سياسية داخلية مفتعلة , والحل هو أن يكفّ المسؤولين عن المتاجرة بمعاناة الشعب.

واختصرت هدى عبد من مدينة غزة معاناة عائلتها، في القول: لا بنعرف نغسل ولا نكوي، الأكل بالثلاجة خرب، من أربعة أيام ما شفنا المية، حياة بتقصر العمر.. بدي واحد شايف حاله زلمة يطلع يقول: لوقتيش؟!

وكالات