عبير.. سيدة سلمها الرجال ذقونهم

بالعربي: تجبر مصاعب الحياة امرأة على العمل فى مهن الرجال أمر عادى؛ لكن أن تختار إحداهن العمل فى رؤوس الرجال، وتدقيق الشوارب، وتنظيف البشرة هذا هو المثير، هل يقبل رجل فى مجتمعنا أن يسلم ذقنه لسيدة حتى يخرج من تحت يديها مهذب الشعر واللحية؟.

الإجابة كانت بشارع عباس العقاد بمدينة نصر، حيث تسقبل مدام عبير ثروت زبائنها من الرجال، بعد أن أنشأ لها زوجها صالون حلاقة أو كوافير رجالى كما تحب أن تسميه.
بدأت العمل فى هذه المهنة منذ 20 عاما كنت وقتها شابة فى 17 عام تقريبا وأبحث عن عمل فأشارت على إحدى قريباتى بأن أعمل مساعد حلاق بمحل بحى المهندسين بالجيزة، فأعجبت بالفكرة وقررت أن أخوض التجربة، هكذا بدأت عبير حكايتها مع مهنة الحلاقة.
تكمل، عبير لـ”مصر العربية” بعدها انتقلت للعمل بمحل أخر بحى الزمالك، وبدأت بالتدرج من صبى حلاق أنظف المحل، ثم ارتقيت لحلاقة الذقن، ومنها بدأت أحصل على صك الحلاقة، أن يكون لك كرسى خاص ” بالكوافير” تستقبل عليه زبائنك، ويكون لك مريدين لا يقبلون لأحد أن يضع يده فى رأسهم غيرك.
زبائن مدام عبير، فى مدينة نصر يختلفون عن حى الزمالك الراقى فمعظمهم هناك كانوا من الأجانب وعدد قليل من المصريين أما الآن فالغالبية من المصريين ولا يجدون حرجا فى أن يجلسوا أمامها.
تقول عبير إن إدارتها لمحل “حلاق رجالى” أمر مقبول لدى الوافدين عليها من زبائن مدينة نصر ،بل على العكس الأمر لديها يختلف عن باقى المحلات، فهى تقدم خدمات البديكير و تقليم الأظافر.
أن تقوم سيدة بتجميل رجل بالطبع سيكون مظهره أجمل من أن يجمله رجل مثله، لذلك بعض السيدات يسألن أزواجهن عن أعمال الباديكير التى أنفذها لهم ويصطحبونهم معهم فى المرات اللاحقة ويصبحن من زبائنى أيضا هكذا تقول عبير وهى معجبة بمهنتها التى تقدمها.
ترى عبير ،أنها ناجحة فى عملها وهذا هو سبب استمرارها لـ20 عاما متواصلة حتى أن زوجها هو الذى أنشأ لها هذا المحل بعدما تركت العمل بالزمالك، كما أن أسرتها فخورة بعملها، حتى أن ابنتها تأتى للمحل فى أوقات فراغها وفى الأجازة الصيفية للتعلم، وأبنها مصطفى البالغ من العمر 16 عاما اقترب أن يصل لدرجة ” صنايعي على يد والدته”.

المستحضرات المرتبة على الرفوف الخشبية وفى الأدراج كلها للرجال ولا يوجد بينها أى من لوازم السيدات، تقول عبير إنها لم تجرب العمل فى مجال التجميل والحلاقة لنسوةقط، كل عملها كان مع الرجال ومع ذلك لم تتعرض لمضايقات من التحرش أوغيره، وتبرر ذلك: ربما ﻷننى لم أعمل فى الأحياء الشعبية وكان عملى كله فى أحياء ربما يكون لساكنيها طابع خاص، ولكن لو كان الأمر فى حى شعبي يمكن أن تتعرض السيدات العاملات فى مهن مع الرجال لمضايقات، وتجيب بثقة ” أقدر أوقف كل واحد عند حده”.
أكثر المواقف التى تذكرها مدام عبير فى تعاملها مع الرجال أنها فى إحدى المرات جارت بحافة “الموس″ على “دوجلاس″ فقامت بحلاقة الذقن كاملة وأفنعت الزبون أنه شكله بدونها أفضل فوافقش

نقلا عن رأي اليوم