بالصور.. كهول غزة يلتحقون بمخيمات "طلائع التحرير" القسامية

بالعربي: بمشاركة أكثر من 25 ألف منتسب، استأنفت كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس مخيمات "طلائع التحرير" التي تنطلق للعام الثالث على التوالي في المواقع العسكرية الخاصة بالكتائب.

وشمل المخيم التدريب على المهارات القتالية والكشفية، والرماية بالذخيرة الحية، ودورات في الدفاع المدني، والإسعافات الأولية، إضافة إلى الدروس والمواعظ الدينية.

النسخة الثالثة للمخيمات تميزت برفع الكتائب السن العمرية للمشاركين (15-60 عاماً) لتشمل الكبار في السن، وقد نشرت "القسام" صوراً لعدد منهم في أحد المواقع العسكرية، لاقت إعجاب كثيرين، وتناقلها الناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرين مشاركة هذه الفئة "دليلاً على احتضان الشعب للمقاومة، وتبني منهجها في الدفاع عن حقوقهم".

كبرياء وفخر

في موقع عسكري يتبع لكتائب القسام شرقي مدينة غزة، اصطف المشاركون في "طلائع التحرير" من فئة الكبار في السن في طابور، عملاً بتعليمات مدرب عسكري يصغرهم سناً، ويغطي وجهه بلثام أسود، ويحمل في يده قطعة سلاح.

لا يبدو من التزام الكبار في السن بالتعليمات الميدانية والحركات التي يطلب المدربون منهم تنفيذها، أنها مغامرة أقدموا عليها، بقدر ما أظهرت شغفهم بحمل السلاح واستعماله، والانخراط ضمن صفوف المقاومين، أو بالأحرى لدى الفئة المنظمة، كتائب القسام.

يبدأ تدريب "طلائع التحرير" في الفترة المسائية؛ نظراً لارتفاع درجات الحرارة في قطاع غزة، وتنتهي قبيل صلاة العشاء ليلاً، علماً أن الكتائب خصصت نحو 18 معسكر تدريب، وأكثر من 500 مدرب محترف؛ لتدريب الملتحقين بالمخيمات.

يمسح أبو طه غريب (53 عاماً) العرق المتصبب من جبينه، ويقول وعيناه تشع شدة: "جئنا لأجل أن يسري علينا حكم العاملين بأمر الله بالإعداد والتجهُّز للقاء العدو".

وأكد "أبو طه" أن شعوراً بالفخر يتملكه وهو يرتدي اللباس العسكري وأثناء توجهه إلى موقع التدريب، مضيفاً: "صحيح أن نظرات الناس ترمقني ببعض الاستغراب، لكن ذلك لن يمنعني أن أكون جندياً في سبيل الله".

وشكر "أبو طه" الكتائب على استقطابها كل الفئات العمرية، وفتحت لهم مواقعها العسكرية من أجل تلقي التدريبات فيها، مطالباً إياها بـ"إشاعة هذه الثقافة والاستمرار عليها".

وقبل أن تفترق المجموعة، أراد أبو حاتم سعيد (46 عاماً) أن يدلي بدلوه وعلامات الإرهاق تبدو عليه، لكنه اختزل حديثه قائلاً: "لا أزيد على ما قالوا غير أنهم (كتائب القسام) أصحاب خبرة".

ولم يُبدِ المشرف القسامي على تدريب فئة الكبار في السن، أي غرابة في تدريب رجال في هذه الفئة العمرية، لكنه أظهر إعجابه الشديد بإقدامهم على هذه الخطوة.

وقال: "إنني أقف أمام رجال كلهم بمقام والدي، وهذا مبعث اعتزاز لدي"، مشيراً إلى أنهم يحرصون على تلقيهم تدريبات تراعي أعمارهم.

ورأى المشرف القسامي أن هذه الخطوة "مباركة" من طرف الكتائب، "لما لها من أثر بالغ في نقل التجربة لأبناء وأحفاد هؤلاء الرجال"، على حد قوله.

ويشار إلى أن كتائب القسام كانت قد قررت إقامة مخيمات "طلائع التحرير" مرتين كل عام.

الاحتلال خائف

بدورها، علقت صحيفة معاريف العبرية على ذلك بالقول إن ما تقوم به كتائب القسام من تدريب للفتيان في غزة "أمر مخيف للغاية".

وذكرت كتائب القسام في بيان نشرته مطلع الأسبوع الحالي أن الهدف من تلك المخيمات هو "تأهيل جيل التحرير من الشباب الفلسطيني، روحياً وعقلياً وبدنياً وسلوكياً، من خلال كادر مؤهل، ليكون قادراً ومستعداً لأداء دوره المنشود في معركة التحرير".

وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة حماس إن" الإقبال الكبير على مخيمات طلائع التحرير، وبالتحديد فئة الكبار في السن، يظهر مدى إيمان الفلسطينيين بالمقاومة خياراً استراتيجياً لتحرير الأرض".

وأضاف: "إن ذلك يعكس أيضاً فشل بقية الخيارات، القائمة على مبدأ التسوية مع الاحتلال"، مؤكداً تمسك حركة حماس بالمقاومة بكل أنواعها.

الخليج اون لاين