زيارة مشعل للسعودية تشغل قيادة فتح

بالعربي: حتى اللحظة لا تعرف قيادة السلطة الفلسطينية وحركة فتح ما الذي تريده المملكة العربية السعودية من حركة حماس، وما الهدف من تحركها بعد دعوتها لقيادة حركة حماس ولقاء الملك سلمان بن عبد العزيز بخالد مشعل زعيم الحركة، وسط مخاوف من قيام المملكة بلعب دور الوسيط في عملية المصالحة من جديد، بدلا من الوسيط المصري القريب من موقف فتح والسلطة.

في خفايا الزيارة وما تلاها من تصريحات عديدة أبرزها تصريحات مسؤولي حركة حماس، وحديثهم المتكرر المرحب بتدخل السعودية بملف المصالحة، جعل حركة فتح تنتظر إلى ما ستؤول إليه الامور في الأيام المقبلة، بحيث ان كانت المملكة ستوجه دعوة للرئيس محمود عباس “أبو مازن”، لبحث المصالحة أم لا.

حركة فتح، حسب ما ذكر أحد مسؤوليها البارزين في جلسة معايدة خاصة خلال العيد حضرها مقربوه، لم يخف علانية رفض فتح لأي تدخل غير المصري في ملف المصالحة، كونها الدولة العربية الوحيدة التي لها دراية كاملة بخفايا الملف الفلسطيني، وأنه بدون وساطتها يعود الامر لعقد جلسات بين فتح وحماس بمعرفة مصر وإن لم يكن على أرضيها، فهو أيضا غمز في قناة الخشية من لجوء السعودية للضغط على فتح من باب إرضاء حماس في سبيل ضمها للمحور السني وابعادها عن محور إيران سوريا، خاصة بعد اتفاق طهران مع القوى العالمية حول برنامجها النووي.

هذا المسؤول الفتحاوي قال أيضا ان أبو مازن كان يعلم بقرب زيارة مشعل للسعودية، لكن المسؤول خلال حديثه لم يشر إذ كان الرئيس قد علم بالموعد المحدد للزيارة الذي سبق عيد الفطر بيوم واحد أم لا.

على العموم، هناك من الأنباء والتقارير ما أشار إلى أن أبو مازن سيتجه قريبا لزيارة السعودية ولقاء الملك سلمان بن عبد العزيز، لبحث ملف المصالحة والتسوية السياسية، على أن يتم التركيز على الملف الاول، ضمن جهود المملكة الرامية لإعادة اللحمة الفلسطينية، وذلك بعد لقاء الملك بمشعل.

ويتردد أن موعد الزيارة الذي لم يحدد بشكل دقيق سيكون قريبا جدا.

لكن رغم ذلك هناك من حركة فتح من لا يريد استباق الامور وينتظر حتى نهاية الحديث بالكامل عن زيارة وفد حماس للسعودية، لمعرفة السبب الحقيقي للزيارة، إن كانت كما مرات سابقة هدفها أداء العمرة أم لها بعد سياسي.

وأصحاب وجهة النظر هذه يستندون إلى بيان حركة حماس الرسمي الذي صدر بعد انتهاء الزيارة والذي لم يتحدث عن أي ملف سياسي أو داخلي جرى مناقشته بين وفد حماس ومسئولي المملكة وفي مقدمتهم الملك سلمان، كما يستند أصحاب وجهة هذه النظر إلى الموقف الرسمي السعودي الذي لم يتطرق لا من قريب ولا من بعيد للزيارة، ولم يصدر من المستوي الرسمي في المملكة أو ديوان الملك أي تصريح أو تعقيب على الزيارة.

وأصحاب وجهة النظر هذه ومنهم أعضاء كبار في قيادة فتح يشغلون عضوية اللجنة المركزية يقولون ان المملكة معروف دورها المساند دوما للقيادة الفلسطينية بما يخدم القضية الفلسطينية، خاصة أنها من الدول العربية الأولى التي لم تقطع مساعداتها للسلطة الفلسطينية منذ تأسيسها.

على العموم كانت حركة حماس نفت ما ذكر حول الزيارة بانها شملت موافقتها على مساندة السعودية في حربها ضد الحوثيين ووقف أي تمدد لها جديد نحو إيران.

وعقب ذلك كله قال موسى أبو مرزوق عضو مكتب حماس السياسي، وهو من ضمن فريق الحركة الذي زار السعودية، ان كل ما نشر كان تسريبات تجهل طبيعة التغيرات، وأن هدفها التشهير بالحركة وخلط الأوراق.

راي اليوم