ما تبقى من أنفاق رفح هياكل على وجه الأرض وسراديب بداخلها

بالعربي: لم تعد منطقة الأنفاق، والتي تقع على الحدود المصرية الفلسطينية إلى الجنوب من محافظة رفح، كما كانت عليه قبل عامين، فالمنطقة التي كانت تعج بالنشاط والحركة، وإليها بتوافد العمال، وتصلها الشاحنات من كل حدب وصوب، باتت أشبه بالصحراء القاحلة، لا يسمع فيها سوى زقزقة العصافير وحفيف الأشجار.

أما أنفاقها التي جلبت ملايين الدولارات للاستثمار فيها، فظاهرها يبدو هياكل غرف معدنية، وبقايا نايلون ممزق، وأنابيب بلاستيكية بالية، وبعض المعدات التالفة، التي تشير إلى أن تلك المنطقة كانت تشهد عمليات تهريب وضخ وقود، ونقل مواد بناء.

سراديب وخطر
أما باطن الأرض فيبدو مختلفاً عن ظاهره، فعشرات السراديب المظلمة تملؤه، وحفر المداخل لازالت مكشوفة، بينما سكان المناطق القريبة من الحدود لازالوا يخشون مخاطر تلك السراديب، عليهم وعلى أبنائهم، خاصة في الفصل الماطر، وحين تتجمع المياه في المنطقة، لتزيد من مخاطر حدوث انهيارات ترابية.

الشاب إبراهيم موسى، عمل لسنوات في منطقة الأنفاق، سواء في الحفر أو جلب البضائع، أكد أنه منذ العام 2006 وحتى العام 2014، حفرت على الحدود المصرية مئات الأنفاق، بعضها وصل وجلب بضائع، وأخرى تعذر إكمالها لأسباب متعددة، إما بسبب الاصطدام بتربة رملية ناعمة، أو جراء نفاذ الأموال.

وبين موسى أن ذروة العمل في الأنفاق خاصة في العامين 2011 و2012، جعل بعضها يتقاطع، وأخرى تتداخل، وهذا حول باطن الأرض إلى عالم آخر.

ولفت إلى أن توقف أكثر من 97% من الأنفاق فجأة، وانصراف العاملين فيها والقائمين عليها عن المنطقة، ترك واقع صعب بلا معالجة.

وأوضح أن معرفته بعمل الأنفاق تشعره بوجود مخاطر كبيرة على سكان جنوب رفح، بحاجة إلى معالجة، فإذا كان حقبة الأنفاق انتهت، فيجب ردمها، وأبعاد مخاطرها عن الناس.

مواطنون قلقون
المواطن محمد طه، من سكان جنوب رفح، فأكد أن ملاك الأنفاق والعاملين فيها رحلوا عن المنطقة مخلفين ورائهم أخطار محدقة تتربص بالسكان، ولا أحد من المعنيين تحرك لإزالة هذه الأخطار.